المدن - لبنان
وكان نصر الله واضحاً في إطلاق رسائله بأن أي تدويل قد يفتح الطريق أمام التوطين، الذي يرفضه الفلسطينيون واللبنانيون، أو إلى أمر مشابه في مسألة توطين اللاجئين السوريين، أو في ملف ترسيم الحدود وتضييع الحقوق والحدود. واعتبر أن هذا الطرح هو مدخل خطر، قائلاً: "نحن نرفض أي شكل من أشكال التدويل، ونراه خطراً على لبنان ومستقبله". ولكن لم يمانع نصر الله الاستعانة بـ"صديق خارجي"، شرط أن يكون صديقاً. مشدداً على أن التركيز يجب أن يكون على اللبنانيين الذين يجب أن يعالجوا مشاكلهم. ورأى نصر الله أن طرح فكرة التدويل هي الاستقواء على لبنانيين آخرين.
رفض الاتهامات
تناول نصر الله أيضاً الاتهامات السياسية والإعلامية التي سادت في المرحلة الماضية. وهو أراد التصويب على مسألة اغتيال لقمان سليم، معتبراً أن هناك جوقة تعمل على توجيه الاتهامات إلى حزب الله، من خلال استخدام وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وقسم الملف إلى قسمين، القسم الأول هو السباب والشتائم. والقسم الثاني يتم تقديمه بلباس المنطق والدليل والحجة. فمن يستخدم الشتائم هو محبط وضعيف وعاجز، ولا يؤثر على الحزب. أما من يقدمون الحجة والدليل، فاعتبرهم نصر الله بأنهم يعملون وفق منطق أن حزب الله متهم حتى تثبت براءته. واعتبر ان الحملة التي شنّت ضد حزب الله مدفوعة الثمن، وتديرها غرف سوداء، الهدف منها ضرب بيئتة المقاومة.
تشكيل الحكومة
حكومياً، قال نصر الله إنه لا يعتقد أن أحداً لا يريد تشكيل حكومة، ولا يجوز اتهام أي طرف بالتعطيل. ولكن كل طرف يريد تشكيل حكومة بما يناسبه. والكلام عن انتظار استحقاقات خارجية ليس له أي أساس. المشكلة معروفة في الخلاف الداخلي. والخارج لن يتمكن من معالجة الأمر. والضغوط لن تنفع، إذا لم يعالجه اللبنانيون. لافتاً إلى أن التصعيد الإعلامي لا يفيد، والشروط العالية تعقد الموضوع. ورفض نصر الله تحميل مسؤولية التعطيل لرئيس الجمهورية، معتبراً أنه يتفهم مطالبة الحريري بتسمية وزير الداخلية، ويتفهم أن لا يكون لحزب واحد الثلث المعطل، في موقف واضح برفض هذا الثلث. لكنه فتح باباً جديداً بعدم الإصرار على حكومة من 18 وزيراً، إنما بالإمكان توسيعها إلى عشرين أو 22 وزيراً. وذلك لعدم إشعار أي شريحة بأنها ملغاة أو مستهدفة. لكنه قال إنه لا يريد العودة في النقاش إلى النقطة الصفر. وتمنى على الحريري ان يعيد النظر بهذه النقطة، التي قد تفسح المجال أمام معالجات تخرج البلد من الطريق المسدود الذي أصبح عليه في ملف تشكيل الحكومة.
العلاقة مع الحلفاء
كذلك تناول نصر الله موضوع علاقة حزب الله مع حلفائه، وتحديداً مع التيار الوطني الحرّ، مشيراً إلى أن التفاهم كان له إيجابيات كثيرة جداً، وأنه حقق مصالح للبلد، وللطرفين. مؤكداً الحرص على استمراره، مع وجود قناعة بالعمل على تطويره، قائلاً: "بعد التقييمات، لا بد من تسجيل ملاحظات، فلا يمكن الموافقة على مواقف تصدر عن مسؤولين في التيار، كما حصل في البيان الأخير للتيار، من خلال الإشارة إلى أن التفاهم لم ينجح في بناء الدولة". داعياً إلى عدم تناول مثل هذه النقاط بهذا الشكل، لأنها تستغل من قبل المتربصين. معتبراً أن هناك من يريد أخذ البلد إلى انفجار، بالاستناد إلى ما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي.
التهديدات الإسرائيلية
وعن الوضع بين حزب الله وإسرائيل، اعتبر نصر الله أن التهديدات الإسرائيلية هي لعبة خطرة. ولكنه ردّ على التهديد بالتهديد، وقصف الهدف بالهدف، معتبراً ان الأيام القتالية قد تؤدي إلى حرب، وأي محاولة من قبل الإسرائيلي إلى تنفيذ أي عملية، فإن الرد سيكون قوياً، وليعرف العدو حدوده، من غزة إلى لبنان إلى كل دول المنطقة. وهذا الأمر لا يمكن أن يدار بكل الطرق القديمة، والوضع الداخلي لدى اسرائيل غير متماسك.