بعد أكثر من شهر، و14 لقاءً بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، توصل الطرفان إلى تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد أكثر من سنة على استقالة رئيس الحكومة حسان دياب، إثر تفجير مرفأ بيروت.
ضغوط سياسية داخلية وخارجية مورست في الأيام الماضية، للوصول إلى تشكيل الحكومة. تدخل الفرنسيون بشكل مباشر مع مختلف القوى، بعد اتصالات أجروها مع جهات إقليمية ودولية، ولا سيما مع واشنطن وطهران. وكانت العقبات الأخيرة هي الخلاف على وزارة الاقتصاد، التي آلت إلى وزير سنّي. بالإضافة إلى خلاف على وزيرين مسيحيين. فتم العمل على تجاوز هذه العقبات، بالإضافة إلى حسم مسألة منح تكتل لبنان القوي الثقة لهذه الحكومة.

إنها الحكومة الثالثة التي يترأسها ميقاتي، الذي أكد أنه لم يتنازل عن الثلث المعطل لصالح رئيس الجمهورية. وقالت مصادر أخرى إن التنازل قد حصل بطريقة مقنّعة.
على أي حال، وبعد لقاء ثلاثي مع رئيس مجلس النواب، وُقّعت المراسيم. وخرج الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية لإعلان مرسوم تشكيل الحكومة، واعتبار حكومة حسان دياب مستقيلة.

الأسماء والحقائب
وأعلن مكية أسماء الوزراء في حكومة ميقاتي، وهم:

سعادة الشامي نائب رئيس الحكومة،
عبد الله بو حبيب وزير الخارجية،
عباس الحلبي وزير التربية،
جورج قرداحي وزير الإعلام،
هنري خوري وزير العدل،
جورج كلاس وزير الشباب والرياضة،
موريس سليم وزير الدفاع،
نجلا رياشي وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية،
هيكتور حجار وزير الشؤون الاجتماعية،
بسام مولوي وزير الداخلية والبلديات،
محمد مرتضى وزير الثقافة،
ناصر ياسين وزير البيئة،
مصطفى بيرم وزير العمل،
علي حمية وزير الأشغال العامة والنقل،
أمين سلام وزير الإقتصاد والتجارة،
عصام شرف الدين وزيراً للمهجرين،
يوسف خليل وزير المالية،
جوني قرم وزير الإتصالات،
وليد فياض وزير الطاقة،
فراس الأبيض وزير الصحة،
وليد نصار وزير السياحة،
عباس حاج حسن وزير الزراعة،
جورج داباكيان وزير الصناعة.

وزيرة "الثلث المعطل"
مسألة الثلث المعطل بقيت عالقة، فيما أشارت المعلومات أن الوزيرة نجلا رياشي عساكر، هي وزيرة الثلث المعطل، وهي كانت سفيرة لبنان في الأونيسكو، وهي زوجة السفير بطرس عساكر، المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون. وتؤكد المعلومات أن عون كان يطرح إسم السفير عساكر، ولكن فيما بعد تم اختياره زوجته.

لدى مغادرته القصر الجمهوري قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي: "حيّ على خير العمل". أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقال: "بعد 13 شهر من استقالة حكومة الرئيس حسان دياب أوجه التحية له على المرحلة السابقة وما تخللها من صعوبات". كلام ميقاتي جاء بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة في قصر بعبدا، ولفت إلى أن معاشات اللبنانيين لا تشكل 10% مما كانت عليه قبل الأزمة، مشيراً إلى "أننا فريق عمل، سنعمل يداً واحدة لنمنع الإحباط ونضع حداً لليأس".

الانتخابات بموعدها
وأكد أن الحكومة "تمثل كل لبنان، وليس فئات معينة، وسأتواصل مع كل الهيئات الدولية لتأمين الأساسيات للشعب اللبناني"، معرباً عن أمله بوقف الانهيار الذي يشهده لبنان. و"سأتواصل مع جميع الدول العربية لأن لبنان بحاجة للإنقاذ". وأضاف: "اللي بدو يعطّل يطلع برا" و"الوقت الآن للعمل وليس للجدل السياسي"، داعياً لوضع السياسة جانباً، "ولننهض بورشة عمل تعمل لنهضة لبنان ولا نريد حديثاً عن ثلث معطل". وشدد على "أننا عازمون على إجراء الانتخابات النيابية بموعدها في أيار المقبل". وكشف "أنني تواصلت مع دولة الرئيس وأبلغني أن كتلة "لبنان القوي" ستمنح الحكومة الثقة"، مؤكداً "أننا سنعمل من أجل تأمين الحد الأدنى للناس. وأؤكد أنني أتمتع بالثلثين للقيام بالعمل الضروري لانقاذ البلد".

موقف عون
وبعد الإعلان عن تشكيل الحكومة، شدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في دردشة مع الاعلاميين على أنّ "الحكومة أحسن ما تم التوصل اليه".وقال: "نعاني من حصار كبير والثلث المعطل كان حرب سياسية عليّ والثقة ستمنح للبرنامج". وأضاف: "علينا مسؤوليات كبيرة والمشاكل الاساسية سنبدأ بحلها والاهم هموم الناس". وإعتبر أن "كلمة جهنم ساء تفسيرها عن جهل او عن قصد ونحن عايشين بجهنم والمهم ان نطلع من هذه الهوة الكبيرة".