نصرالله يعلن "المقاومة الزراعية والصناعية": لبنان كوبا جديدة

المدن - لبنان

الثلاثاء 2020/07/07
أعلن حسن نصرالله، مساء يوم الثلاثاء، أن حزب الله "اتخذ قراراً بخوض معركة التقدم زراعيًا وصناعيًا في مواجهة الانهيار والجوع".

شرق - غرب
هذا الإعلان برره بما يعيشه اللبنانيون على الصعيد المعيشي والاقتصادي، وقال "إن الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود بين كل اللبنانيين". معتبراً أن الجوع لا يتهدد منطقة معينة أو فئة معينة بل يعني الجميع. وأي جماعة لبنانية تفكر في هذا الوضع الخطير، يجب أن تقاربه من منطق وطني جامع، وليس من منطلق مناطقي أو فئوي. وأشار نصر الله إلى أن المقصود بالتوجه شرقاً، لا يعني إدارة الظهر للغرب، معتبراً أنه ليس عقبة أمام مجيء أميركا لمساعدة لبنان على الرغم من موقف حزبه العدائي لها.

وقال نصر الله إن بعض الأفرقاء حاولوا تفسير الكلام بسياق آخر، وأن حزب الله يسعى إلى وضع لبنان في محور بمواجهة المحور الآخر. وأكد أن ليس الهدف تغيير وجه لبنان الحضاري، وليس مطروحاً تغيير النظام الاقتصادي، ولا استنساخ النموذج الإيراني. معتبراً أن لبنان لا يمتلك مقومات النموذج الإيراني. ولكن ماذا يمكن للبنان أن يفعل إذا فرنسا قررت تجميد سيدر، وأميركا تفرض عقوبات ودول الخليج لا تقدم مساعدات.. فلا بد من البحث عن بديل للحصول على المساعدات، سواء من الشرق أو الغرب. لأن هناك خطر الجوع، ولا بد من البحث عن كيفية منعه. لا بد للبنان أن يصمد بمؤسساته وشعبه.

زراعة وصناعة
ولفت نصر الله إلى أنه لا بد من التمسك بالأمل وعدم الاستسلام، واتخاذ هذه الضغوط فرصة للنهوض. وكرر نصرالله مسألة وجوب الإعتماد على إيران والحصول منها على الاحتياجات اللبنانية وبالليرة اللبنانية، مقابل توفير الدولارات بدل دفعها للخارج للحصول على هذه الحاجيات. كذلك أشار نصر الله إلى أنه لا يجب الاستسلام لقانون قيصر بما يتعلق بعلاقته مع سوريا، وبذلك يتم إيصال رسالة إلى الأميركيين بأن لبنان لن يسكت، ويبحث عن حلول، لدفع الأميركيين إلى اليأس من إجراءاتهم وضغوطهم وأنها لن تؤدي إلى أي نتيجة. 

وأشار نصرالله أنه لا بد من تغيير السياسة الاقتصادية والذهاب نحو القطاعات الانتاجية، من خلال إحياء القطاعين الزراعي والصناعي. وأعلن نصر الله يوم 7 تموز 2020 يوم إطلاق الجهاد الزراعي والمقاومة الزراعية والصناعية. معتبراً أن حزبه يتحمل مسؤولية لبنان كله وكل اللبنانيين. ودعا حزب الله ومناصريه إلى الاستفادة من أي مساحة لاستغلالها بالزراعة، والاهتمام بالمواشي.

الهجوم على السفيرة
سياسياً، قال نصر الله إن هناك تدخلاً أميركياً واضحاً وفاضحاً بالشأن اللبناني، معتبراً أن السفيرة الأميركية تتعاطى مع لبنان وكأنها مندوب سامي وعلى الجميع أن يستمع إليها ويأخذ موافقتها، وأنها تخطت كل الأصول الديبلوماسية والعلاقات الدولية. وتدخلت بالتعيينات المالية، كما أنها تتدخل في مسألة إسقاط الحكومة، وهي تناقش طبيعة الحكومة اللبنانية المفترضة. وتعمل على تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، وتدفع الداخل اللبناني باتجاه الاقتتال وباتجاه الحرب الأهلية. وتوجه إلى السفيرة الأميركية بعدم الإدلاء بمواقف على وسائل الإعلام حول السيادة والحرية وحقوق الإنسان، لأنه لا يحق لها التنظير بهذه المواضيع، لأن دولتها وإدارتها ليس لها علاقة بحقوق الإنسان.

ووجه نصرالله نصيحة إلى الخارجية الأميركية عبر السفيرة، بأن ما يجري من انهيار في لبنان سببه سوء الإدارة واللصوصية والفساد والحروب والظروف الإقليمية، ولا يمكنهم تحميل مسؤولية ما وصل إليه لبنان إلى حزب الله. وقال إن هذا لا يمكن أن يمر على أذهان الناس، وأميركا تريد استغلال هذه الأزمة لفرض خياراتها على الشعب اللبناني وعزل حزب الله وتطويقه. معتبراً أن هذا الخيار لن يؤدي إلى أي نتيجة، فحزب الله لن يستسلم، والسياسة التي تتبعها واشنطن تجاه لبنان من عقوبات وحصار "لن تضعف حزب الله بل هي تقويه وستضعف حلفاءكم ونفوذكم، وبيئة المقاومة ستزداد تمسكاً لها".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024