الحكومة الجديدة لا تريد الذهاب إلى جهنم!

المدن - لبنان

الأحد 2021/09/12
ستكون الحكومة الجديدة، على موعد يوم غد الاثنين مع أولى جلساتها في قصر بعبدا، بعد التقاط الصورة التذكارية، بحضور الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي.

الرئيس نجيب ميقاتي، عدا دموع الفرح بتشكيل الحكومة التي ذرفها الجمعة، تؤكد مصادر محيطة به لـ"المدن"، على أنه بدأ العمل من أجل وضع الخطوات الأولى لحكومته. وحسب المصادر نفسها، أولوية ميقاتي اليوم تمتين وحدة صفّ الحكومة ووضع المشاريع الأولية لها وخطط عملها. الخطوات الدستورية الاعتيادية، بدءاً من الاستشارات النيابية غير الملزمة وإعداد البيان الوزاري، وصولاً إلى نيل ثقة المجلس، هي الهدف الأساس اليوم. فيسعى ميقاتي إلى الخروج من البرلمان بأكبر نسبة أصوات ممكنة، تأكيداً على الدعم السياسي المطلق لحكومته والقرارات التي ستصدر عنها.

ياسين: أوليات البيئة
يعتبر وزير البيئة، ناصر ياسين، أنه يجب تخطّي جميع التحديات التي تواجه الحكومة الحالية و"علينا العمل بشكل سريع في الأيام المقبلة". ولفت ياسين في حديث إذاعي إلى أنّ "الإصلاحات تأخرت ولم يعد بإمكاننا تأجيلها، ويجب أن تؤخذ الإصلاحات بطريقة جدية وشفافة وهي لم تعد ترفاً". وحول رفع الدعم، قال إنّ "هذه العملية تمّت بطريقة غير منظّمة وعشوائية. والأولويات كثيرة، ويجب التعاطي معها بشكل مباشر، لأنها تؤثر على الناس".

وفي اتصال سابق مع "المدن"، كان ياسين أكد على أن تولّيه وزارة البيئة يوجب عليه التعامل مع ثلاثة ملفات أساسية، "أولاً، ملف النفايات، الانطلاق نحو حل متكامل ومستدام يبنى على إعادة التدوير والـ‏composting‏ ‏ومن ثم التخلص النهائي. ثانياً ملف تلوّث نهر الليطاني، وإنقاذ النهر كهدف استراتيجي، خصوصاً بوجود قوانين ومساعدات في هذا المجال. ثالثاً، نوعية مياه الشرب، والعمل لجعل المياه ذات نوعية عالية". كما يضيف ياسين، أنه لا يمكن "إلا وضع موضوع حماية الأحراج ووضع خطط مواجهة مواسم التحطيب ومواسم الحرائق ومشاريع عديدة أخرى متعلّقة بحماية البيئة وتنظيم الصيد وغيرها".

ثقة الشباب بالبلد
أما وزير الشباب والرياضة، جورج كلّاس، فلا يزال يعتبر أنه "من المبكر جداً الكلام عن البيان الوزاري الذي لا يزال مجرد أفكار مطروحة على الورق، في انتظار انعقاد جلسة مجلس الوزراء الأولى". وفي ما يخص الحقيبة التي يتولاها، قال كلّاس في حديث صحافي، إن "التركيز سيكون أولاً على الشباب اللبناني، ولن أقبل إلا أن يكون له الحيز الأكبر في برنامج عمل الحكومة، خصوصاً وأن لبنان بدأ يفقد طاقاته الفكرية والشبابية، فسيكون العمل أولاً على إعادة ثقة الشباب بالطبقة السياسية وبالقطاع التربوي الذي بدأ ينهار على رؤوس الطلاب الجامعيين والتلاميذ". وحول استعادة ثقة الناس، يشير كلّاس إلى أنّ "الأمر يبدأ من إعادة تعبئة رفوف الصيدليات بالأدوية وتأمين أدوية الأمراض المزمنة وإعادة توزيع المحروقات على المحطات ومحاسبة كل محتكر ساهم في إذلال الناس".

من سيسرق المليون؟
وعلى خط آخر، يبدو أنّ وزير الإعلام الجديد، جورج قرداحي، وصل إلى منصبه الوزاري وصدره غير رحب. فرداً على سؤال حول تعليقات الناس بشأن "من سيسرق المليون"، قال قرداحي إنّ "مناخ الاحباط، يجب أن نوقفه، ويجب أن نعطي أملاً للناس، خصوصا مع وجود تعليقات مخزية". ويبدو أنّ قرداحي بدأ مهمّته في قمع المشككّين والمعارضين للحكومة، إذ اعتبر أنّ الإعلام يجب أن لا يفتح أبوابه أمام "بعض الجهابذة والمحللين الذين ظهروا عبر شاشات الوسائل الإعلامية خلال اليومين الماضيين، وحلّلوا في تشكيل الحكومة والمحاصصة". وقال "لن نقوم بالمعجزات. لكننا سنحاول أن نقوم بشيء، لا نريد الذهاب إلى جهنم".

الخروج من الأزمة
وفي سياق آخر، أكّد وزير الاتصالات جوني القرم، أنّ "​الحكومة​ كما تشكّلت، هي الأمل الوحيد المتبقّي لإخراج ​لبنان​ من دوّامة العذاب. والجميع بالتالي مدعوون للتكاتف والعمل بجديّة وتفان، ولتقديم ما يرضي اللبنانيّين ويريحهم من أوجاعهم الاقتصاديّة والماليّة، ويوقف ​الهجرة​ الجماعيّة بحثًا عن مستقبل آمن". واعتبر في حديث صحافي إلى أنه "من الضروري اليوم أن يتقدّم العمل الحكومي الجماعي، على العمل السياسي، لإرساء وطن آمن اقتصادياً ونقدياً". وقال إنه "كوزير للاتصالات أنا مستقل، لا أنتمي إلى أيّ من القوى السياسية، وآت من خلفيّة علميّة متخصّصة، عازم على وضع ما أملك من خبرات في خدمة وطني، وذلك ضمن خطّة تعاون وتضامن كاملة، تقدّم المصلحة العامّة على المصالح الفرديّة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024