أنطوان ع. نصرالله
ليس تفصيلاً أنك حينما تتحدث إلى أولئك الصابرين، والمفترض مؤمنين بوطنهم، أن تسمع منهم أسئلة كبيرة بعيدة عن همومهم اليومية التي تقض مضاجعهم. ومنها، ماذا يستطيع المحامي أن يفعل هو الواقف وحيداً أمام قضاء معطل، وكلما انتفض الأخير تخنقه السلطة عن سابق تصور وتصميم؟ وكيف يواجه تفكك إدارة، كل الإدارة، وقرف العاملين فيها، وهوعلى تماس يومي معهم؟ أو كيف يستطيع أن يتصرف مع منظومة تحاول أن تتمسك بالسلطة بكل الوسائل، خصوصاً الوحشية منها؟ وهل هنالك إمكانية من أن يعيش المحامي كما المواطن اللبناني بعزة وطمأنينة بعد تقاعده؟
وليس تفصيلاً بأننا جميعاً نطرح أسئلة لا أجوبة لها، في صناديق انتخابات نقابة عمرها أكبر من عمر وطن اسمه لبنان.
أسئلة تنبثق من عجز هائل ومتمادٍ ومتصاعد ومستمر في الميادين السياسية والاقتصادية والمالية والتنموية، لدولة سيطرت عليها مجموعة من الفاشلين والفاسدين والعملاء والحاقدين ويرفضون أن يتنازلوا عنها. عجز أوقفنا أمام حائط مسدود نلطمه يومياً، ونحن ندرك بأننا لن نستطيع خرقه إلا حينما نبدل أساليب وطرق الخرق. عجز قادنا إلى ذلك البهتان والوهن والخفوت والضعف، الذي يجعل من انتخابات نقابة المحامين تنافساً في غير زمانه ومكانه، كونها لن تبدل شيئاً من واقعنا المرير والباهت.. أو كما شبّهها أحد المحامين الظرفاء بتلك الزوجة التي تجادل زوجها بضرورة تبديل أثاث منزلهما الذي يحترق.