إسرائيل تضرب.. وإيران وحزب الله يسرعان تطوير مصانع الأسلحة

سامي خليفة

الأربعاء 2017/09/13

من تابع تصريحات كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، في الأسابيع الماضية، لم يتفاجأ بالتقارير التي نُشرت عن الغارة على سوريا صباح الخميس، في 7 أيلول. وبالنسبة إلى الصحف الإسرائيلية، فإن هذه الغارة كانت رسالة من إسرائيل تفيد بأنها ستنفذ تهديداتها.

البرنامج الصاروخي الذي تعمل عليه إيران في لبنان وسوريا لجعل صواريخ حزب الله أكثر دقة، يأتي على قائمة أولويات الجيش الإسرائيلي. وقد صدرت التحذيرات، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، بشأن هذا الأمر مراراً وتكراراً، لكنها لم تردع الجانب الآخر. لذلك، ومن خلال الغارة على مصنع الأسلحة أرادت إسرائيل إثبات صدقيتها، ذلك أن الصدقية أمر مهم جداً في الشرق الأوسط المتغير. ومن المتوقع الآن أن يُسرّع الإيرانيون تطوير مصانع الأسلحة في لبنان، بسبب تفاهمات غير مكتوبة مع حزب الله تفيد بأن الهجمات لا تتم إلا على الأراضي السورية.

الغارة الأخيرة، وفق الصحيفة، تشير إلى أن اللعبة السياسية أصبحت مختلفة تماماً. فهذه المرة تم استهداف منشأة عسكرية حكومية، بُنيت بمساعدة إيرانية في محاولة لتحسين دقة ترسانة حزب الله. وخلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل نحو أسبوعين، أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قلق إسرائيل من هذا المشروع. ومن غير الواضح إذا ما كان بوتين قد أعطى الضوء الأخضر لهذه الخطوة. لكن، من وجهة نظر الاستخبارات الإسرائيلية، فإن ما جرى يعتبر إنجازاً مثيراً للإعجاب، فقد "تعرضت منشأة للصواريخ الدقيقة في سوريا لهجوم رغم الدفاعات الجوية الروسية".

وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن هذه الضربة مختلفة تماماً عن الغارات التي سبقتها، نظراً إلى استهدافها مشروعاً صاروخياً ضخماً، وليس قافلة أسلحة. ولا تعتقد الصحيفة أن حزب الله سيرد على الغارة، فالانتقام العسكري ضد إسرائيل قد يخلق صعوبات للأطراف التي تدعمه. لكن، يمكن أن يأتي الرد في مرحلة لاحقة وبشكل غير مباشر، كتعزيز التعاون الروسي- الإيراني.

تضيف هآرتس أنه في الآونة الأخيرة، ذكرت تقارير أن روسيا ستوفر أنظمة الدفاع الجوي في غرب سوريا لمصانع الأسلحة الإيرانية التي تُسلم إلى الحزب، عن طريق صواريخ S-400. وترى الصحيفة أن هذه الغارة لن تؤدي إلى صراع مع إسرائيل بسبب التركيز على معركة دير الزور، في شرق سوريا.

وقد خصص موقع Jewish press تحليلاً عن الغارة، اعتبر فيه أن قصف منشأة صواريخ الحزب من المجال الجوي اللبناني يعتبر رسالة إلى إيران وسوريا ولبنان. ويكشف الموقع عن بعض ما دار بين بوتين ونتنياهو خلال زيارة الأخير إلى موسكو، في 23 آب 2017، في ما اعتبرته تل أبيب عدم اعتراض روسي على ضرب الحزب. وقد طلب نتنياهو حينها كبح جماح إيران والحزب، وكان رد بوتين سلبياً. وقال حرفياً لنتنياهو: "أنا لا أُقيد تحركاتكم ولا أُقيد تحركاتهم. هذا ليس شأني. اعتنوا بأمنكم الخاص".

من وجهة نظر الموقع ليس من مصلحة الحزب أن يبدأ حرباً مع إسرائيل وهو يشارك في معارك في عمق في سوريا، وليس من مصلحة إسرائيل أن تشن حرباً قد تشمل سوريا أيضاً. لذلك، فإن الأفضل الإبقاء على السياسة الحالية وتحصيل المكاسب.

ما ينتظر إسرائيل، وفق الموقع، غير واضح لأنها لا تستطيع التنبؤ في ما إذا كانت إيران ستقرر أن الحدود التي تفرضها إسرائيل مقبولة أم لا. وما يمكن أن يكون مفيداً في هذه المرحلة لإسرائيل هو بيان من الولايات المتحدة بأنها توافق على الاجراء الذي اتخذته إسرائيل. وأنه في حالة نشوب نزاع ستكون الولايات المتحدة داعماً لإسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقد يساعد مثل هذا البيان، كالقصف الإسرائيلي لمصنع الأسلحة في سوريا، على إقناع إيران والحزب بمراعاة الحدود التي تفرضها إسرائيل. بالتالي، تفادي صراع أوسع نطاقاً معها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024