نتنياهو يناقش بومبيو "إجراءات" محتملة ضد لبنان

سامي خليفة

الثلاثاء 2018/12/04
تتسارع حركة إسرائيل وجهودها السياسية ومواقفها المتشنجة حيال لبنان. فـ"الخطر الإيراني" الذي يهدد الدولة العبرية بات مركزه الحدود الشمالية. وهذا ما يركز عليه الإعلام الإسرائيلي بشكلٍ مكثف.


لقاء بروكسل
من المرجح أن يناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بروكسل مساء الاثنين، حسب ما أشار المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، إنشاء إيران مصانع الصواريخ، الموجهة بدقة عالية، في لبنان، كتحضير لإجراءات إسرائيلية محتملة لإحباط هذه الجهود.

يرافق نتنياهو في بروكسل رئيس الموساد ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي وملحقه العسكري. ويذّكر هذا الاجتماع كما يحلل بن يشاي بالاجتماعات التي عقدها رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت مع مسؤولين في الإدارة الأميركية في واشنطن، قبل قصف المفاعل النووي في سوريا عام 2007.

من المحتمل، كما يرجح بن يشاي أن يقدم نتنياهو للأميركيين بعض الحقائق، للحصول على الدعم الأميركي في حال اختارت إسرائيل التصرف. وهنا يفترض بن يشاي أن بومبيو سيعد نتنياهو بإطلاع الرئيس دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على المستجدات، ويقدم توصية إيجابية لمساعدة إسرائيل على الساحة الدولية، من خلال إعطاء إيران "تحذيراً نهائياً"، حتى قبل أن تقرر إسرائيل التحرك.

يمكن أن يكون الإعلان عن الاجتماع في بروكسل، كما يرى بن يشاي، كطريقة لإسرائيل في الإشارة إلى لبنان وإيران بأنها تخطط للتحرك، ربما في محاولة لتجنب الحاجة إلى مثل هذا الإجراء. وقد ترغب إسرائيل أيضاً في أن يمارس الأميركيون ضغوطاً على بيروت، حيث أن للولايات المتحدة نفوذاً كبيراً على لبنان، فهي تزود الجيش اللبناني بالسلاح، وتتوسط بين إسرائيل ولبنان في النزاع على حقوق التنقيب عن النفط في البحر الأبيض المتوسط.

توقيت إشكالي
سيكون توقيت الاجتماع، حسب بن يشاي، إشكالي، إذا أمر نتنياهو باتخاذ إجراء في لبنان أو سوريا أو كليهما، بعد أن أعلنت الشرطة صباح الأحد 2 كانون الأول 2018 أن هناك أدلة كافية لإدانته في القضية 4000، لذلك سيتم اتهامه بمحاولة تحويل انتباه الجمهور عن مشاكله القانونية و تأجيل قرار المدعي العام، حول ما إذا كان سيتم توجيه الاتهام إليه، والتضحية بجنود الجيش الإسرائيلي على مذبح بقائه السياسي.

مع وجود لائحة اتهام محتملة تحوم فوق رأسه، سيجد نتنياهو، وفق بن يشاي، صعوبة في التوصل إلى قرار. مع العلم، وبغض النظر عما إذا كان يوجه تعليماته إلى الجيش الإسرائيلي بالتحرك في سوريا ولبنان أم لا، فإن معارضيه سوف يهاجمونه لقيامه بذلك من أجل مصالح أنانية. ولتفادي مثل هذا الانتقاد، يتعين على رئيس الوزراء أن يحصل على موافقة نهائية من مجلس الوزراء الأمني، على كل ما يفعله كرئيس للوزراء ووزير للدفاع.

تواطؤ لبناني
في السياق نفسه، تشير صحيفة الجيروزاليم بوست إلى أن الأحداث الأخيرة تسلط الضوء على عمى الغرب، إلى الدرجة التي استولت بها إيران على النظام السياسي والعسكري والاقتصادي للبنان، بشكل منهجي وشامل. وأن المسؤولين اللبنانيين متواطئين في جهود عسكرة إيران لمناصريها، أو أنهم يفتقرون بالكامل إلى القدرة على إحباط طموحاتها.

هذا الانطباع الجديد في إسرائيل، دفع غيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، للقول "هناك اعتقاد خاطئ شائع في الغرب عن معسكرين متنافسين في لبنان، الأول هو المعسكر" الجيد " الذي يقوده رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري، ومعظم المسيحيين والدروز، والآخر يتكون من حزب الله المدعوم من إيران وسوريا. وهذا التصور الخاطئ يؤدي حتماً إلى الاستنتاج  بأن نساعد الأخيار ضد الأشرار- لكن الحقيقة هي أن هناك اتفاقاً بين الطرفين عبر تقديم الوجه اللطيف للبنان ومناشدة الدعم الغربي، بينما يُسمح لحزب الله بالبقاء كقوة عسكرية وحيدة في البلاد، ويهيمن على عمليات صنع القرار".

نتنياهو المأزوم
يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أياماً صعبة داخل إسرائيل حيث يواجه فضائح متتالية، ولأجل ذلك يوحي بدق طبول الحرب، ويستعين بالولايات المتحدة، لكسب تعاطف الرأي العام الإسرائيلي وتعميم وجهة نظره.

وهنا تجدر الإشارة أنه بالرغم من تركيز الإعلام الإسرائيلي على ما يصفونه بالخطر الآتي من لبنان، إلا أن أخر ما يريدونه هو الحرب الشاملة مع حزب الله. يبقى أن نرى كيف ستؤثر تحركات نتنياهو الأخيرة في قرارات الرئيس الأميركي، وما إذا كان سيُصّعد متبعاً سياسة حافة الهاوية، للتغطية على مأزقه الداخلي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024