تحديات الإعلام في بيروت العربية: فرصة للشباب

هدى حبيش

الأربعاء 2017/03/29

أتاحت كلية العلوم الإنسانية في جامعة بيروت العربية منذ إطلاقها برنامج "الصحافة والإعلام"، قبل 10 سنوات، لكثير من الطلاب فرصة دخول هذا المجال، بالتمكن من الجانبين النظري والتقني معاً. وخطت الجامعة خطوة إضافية، حين أطلقت برنامج الماجستير والدكتوراه في دراسة الإعلام، إذ انتجت خلال هذه السنوات ما يفوق عن 50 رسالة ماجستير و4 رسائل دكتوراه، على ما يقول الدكتور جمال مجاهد الأمين العام لمؤتمر "الإعلام: الواقع والتحديات" الذي أطلقته الجامعة، الثلاثاء في 28 آذار، ويستمر إلى يوم الأربعاء.

استقطب المؤتمر باحثين وأساتذة جامعيين من بلدان عربية عدة منها الأردن، مصر، العراق، الجزائر، الكويت، عمان، السعودية، الإمارات العربية والبحرين، بالإضافة إلى باحثين لبنانيين من الجامعة العربية وغيرها. فبعد تقديم نحو 45 ورقة بحثية للمشاركة في المؤتمر، وافق القسم على 25 ورقة منها "وفقاً للمحاور التي حددها القسم والمعايير العلمية المتبعة في كل بحث"، وفق مجاهد.

هكذا، أتاحت الجامعة العربية فرصة لكثير من الباحثين الشباب أن يتحدثوا عن أبحاثهم وسط مجموعة من الباحثين ذوي الخبرة والطلاب. فمثل هذه التجربة، وفق عمار مكي دورية، وهو عراقي الجنسية، "تزود الشخص بدفع معنوي كبير على المستوى الأكاديمي". دورية، وهو خريج جامعة بيروت العربية بشهادة ماجستير ويُدرس اليوم في جامعة المثنى في العراق، يقدم بحثه في المؤتمر تحت محور "الإعلام في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية". ويتناول بحث دورية دور خدمة البث المباشر عبر فايسبوك في التغطية الصحافية للأزمات. "انطلقت في هذا البحث من نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، ومفادها أن اعتماد الإنسان على هذه الوسائل يزداد مع تزايد شعوره بالخطر أو حصول أزمة ما". وهو في بحثه أخذ العراق، وتحديداً أزمات شباط 2016، عينة للبحث وتشمل أبرز نتائج بحثه أن 95% من العينة تعتمد على فايسبوك كمصدر للأخبار والمعلومات.

وتحت محور "ملكية وسائل الإعلام"، تقدم أستاذة القانون والمعلوماتية القانونية في الجامعة اللبنانية جيهان فقيه بحثاً يتناول انتهاك حق الخصوصية والبيانات الشخصية في الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي. وترى فقيه مشاركتها في هذا المؤتمر مهمة جداً بسبب جمعها بين مجالي الحقوق والإعلام وضرورة اطلاع الطلاب على المسائل الحقوقية المتعلقة بمهنتهم المستقبلية. "في هذا الإطار، السؤال الذي يطرح نفسه يتمحور حول أولوية التكنولوجيا على القانون أم العكس"، تقول فقيه. وهي من أجل ذلك تؤكد أهمية "وضع قانون يحمي المواطن وحياته الخاصة وبياناته الشخصية من الإنتهاك. وهذا يشمل كل ما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات التي تحتويها".

لا يقل اهتمام طلاب الجامعة العربية بالمشاركة في المؤتمر عن اهتمام الباحثين. فأهمية مثل هذه المؤتمرات بالنسبة إلى الطالب عبدالرحمن أبو نبوت تكمن في استقطابها أشخاصاً من دول عربية عدة، ما "يتيح لنا التعرف إلى واقع الإعلام في تلك البلدان والتعلم من إخفاقاتهم ونجاحاتهم". كما يريد أبو نبوت الاستفادة من هذا المؤتمر من أجل أبحاثه الجامعية المقبلة ومشروع تخرجه. فـ"من المؤكد أن حضور مثل هذا المؤتمر يفتح مجالات أوسع لفهم الإعلام والقضايا المتعلقة به".

وتشمل المحاور التي يتناولها المؤتمر "الإعلام: الواقع والمأمول"، "الإعلام والعلوم الإنسانية"، "الأدوار الثقافية للإعلام"، "رؤية مستقبلية للإعلام التقليدي والجديد".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024