عمار حوري لـ"المدن": اقتراح باسيل تخطى الخطوط الحمراء

عمّار نعمة

الجمعة 2017/04/21

يقارب المستقبليون الفترة الحالية التي تمر بها البلاد بكثير من الحذر، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحديات كبرى، من بينها التوصل إلى قانون جديد للانتخابات، بينما تستنزف مهلة الشهر المعطاة للإتفاق بشأنه.

والحال أن تيار المستقبل يتراجع في أوقات التوتر المذهبي، حتى تمكن البعض من اغتنام فرصة دعوات التيار الدائمة إلى تسويات داخلية ليستقطب فئات شعبية كانت موالية سابقاً للرئيس سعد الحريري. لكن الناطق، شبه الأوحد، لكتلة المستقبل، النائب عمار حوري لا يخشى على شعبية التيار، "الذي مازال يحتل المرتبة الأولى لدى فئات الطائفة السنية".

وبينما يؤكد حوري، لـ"المدن"، "أننا لم نطرح أنفسنا يوماً كممثلين للسنة ولا نحب الصيغ المذهبية"، فإنه لا ينفي الصعوبات التي يواجهها التيار على الصعيد الشعبي نتيجة التسويات التي لجأ إليها والتي لقيت اعتراضاً عند البعض، الذي اعتبر أن الحريري قدم تضحيات.

رفض التمديد قصيدة!
يجزم حوري برفض المستقبل وصول البلاد إلى مرحلة الفراغ، مع توقع كثيرين أن يتم التمديد لمجلس النواب. ويلفت النظر إلى أن الدعوات القائمة لرفض التمديد تأتي في إطار الكلام النظري، أو "القصيدة الجميلة". لكن الفراغ سيقود البلاد إلى المجهول الخطير، وربما إلى مؤتمر تأسيسي يعيد البلاد إلى مرحلة ما قبل اتفاق الطائف. بالتالي، "فإننا ندخل في مخاطرة سقوط تفاهمات هذا الاتفاق".

ويشير نائب المستقبل إلى أنه "إذا عدنا إلى الثوابت التي يتضمنها الطائف والدستور، فإنه لم يصدر منذ العام 1992 أي قانون يتطابق مع هذا الاتفاق. فالطائف أكد على المحافظة وإعادة النظر بالتقسيمات الإدارية ومراعاة مقتضيات العيش المشترك. وهذه الأمور لم تتحقق حتى اليوم في أي قانون، وآخرها اتفاق الدوحة".

والحال أن موقف المستقبل من موضوع النسبية يبدو متأرجحاً. فهو يرفض النسبية "في ظل السلاح غير الشرعي". وهو موضوع مؤجل حتى بسط الدولة كامل سلطتها على الأراضي اللبنانية، "وعندها، تصبح النسبية عنواناً متقدماً". لكن، مع تسارع التطورات، يقول حوري إن المستقبل حاول ملاقاة الآخرين في منتصف الطريق عبر التقدم خطوة إلى الأمام، بالاشتراك مع كتلتي اللقاء الديموقراطي والقوات اللبنانية ومستقلين، عبر تقديم اقتراح قانون مختلط يتضمن 68 مقعداً أكثرياً و60 مقعداً على الأساس النسبي.

ويُذكر حوري أن المستقبل كان منفتحاً على الطرح الذي قدمه الرئيس نبيه بري، إذ "لاقانا باقتراح مشابه يتضمن مناصفة بين الأكثري والنسبي".

لكن، ثمة انفتاحاً على طرح النسبية الكاملة، من دون استباق الأمور التي تخضع لمفاوضات دقيقة بين الأطراف المعنية، والتي لا يود حوري استباقها. وهو يؤكد الرفض المطلق للطرح الذي تقدم به الوزير جبران باسيل، خصوصاً أنه "تخطى الخطوط الحمراء، ونحن نرفض الاقتراحات الطائفية والمذهبية التي تعيدنا إلى مرحلة ما قبل الحرب الأهلية".

لا عودة إلى الستين
يؤكد حوري ضرورة التوصل إلى قانون للانتخاب خارج إطار قانون الستين، "علماً أن هذا القانون قد فرض علينا بعد أحداث السابع من أيار". وهو إذ يؤكد أنه سيتم التوصل إلى قانون جديد، يشترط أن يكون مقبولاً من الجميع، وألا يكون هازماً سلفاً فريقاً وممنوحاً إلى فريق دون الآخر. وهذا ما يضعه حوري تحت عنوان "الالتباس الإيجابي".

أما الحريري، وفق حوري، فيقوم بجهد كبير للتوصل إلى قانون جديد وتجنب سم الفراغ. لكنه يواجه مصاعب كبيرة، خصوصاً أنه يود التوصل إلى اتفاق يكون جزءاً من عناوين عريضة.. ويبدو أن التحديات كبيرة وقد تكون خارج قدرة الحريري على تذليل عقباتها.

بين عون وحزب الله
لعل التحديات الداخلية والخارجية قد فرضت على المستقبليين الإبقاء على التفاهمات التي عقدت مع وصول ميشال عون إلى الرئاسة، والتي تضمنت عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة.

يرفض حوري مقولة "العهد الجديد". وإذ يشير إلى أن الحريري أقدم على تسوية تاريخية مع عون في إطار نقاط تقارب مع التيار الوطني الحر لفتح "صفحة جديدة" واستخلاص العبر، يؤكد أن مرحلة الأشهر الماضية تضمنت إنجازات حققتها الحكومة، فـ"أقرت الموازنة ومسألة التعيينات ومراسيم النفط وافتتحت خطة للكهرباء.. وتحاول التوصل إلى قانون للانتخاب".

لكن كلام حوري يحمل في طياته حذراً شديداً من طبيعة المرحلة الحالية، خصوصاً على الصعيد الإقليمي. ويستشف مُجالسه تشاؤماً بشأن التوصل إلى حلول داخلية وخارجية قريباً. لكنه يعول على وعي القيادات الحالية لتجنب تجرع مرارة الفتنة السنية الشيعية التي تجتاح المنطقة.

وعلى هذا الصعيد، يثمن ما حققه الحوار بين المستقبل وحزب الله "الذي جنب البلاد الانزلاق إلى صدام مذهبي". ويربط موضوع العلاقة مع حزب الله بعناوين ثلاثة يتصدرها الحوار الثنائي الذي انعكس تخفيفاً للاحتقان وتواصلاً على المستويين الوزاري والنيابي. أما العناوين الأخرى، فقد تم "ربط نزاع" فيها، ويعددها حوري بـ"تورط الحزب في المستنقع السوري والسلاح غير الشرعي والمحكمة الدولية".

وما لا يقوله حوري هو أن الحوار بين المستقبل وحزب الله لم يحقق نجاحات كبرى، لكنه خفف من الاحتقان وحقق خروقات ذات دلالات.

لكن إلى متى سيتمكن الطرفان من تحييد لبنان عن الصراع السني الشيعي في المنطقة؟

لا تبدو الإجابة في متناول أي من الأفرقاء الداخليين!

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024