حكومة إسرئيل تستغل لبنان لاستهداف إيران.. أربعة سيناريوهات

سامي خليفة

الأحد 2021/07/11

تتفاقم معاناة اللبنانيين وتتجدد وتتنوع يوماً بعد آخر، ووصلت أحوالنا البائسة إلى درجة أن يظهر قادة إسرائيل الشماتة بنا ويرثون حالنا. فبعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قبل بضعة أيام عن "استعداد إسرائيل لمد يد العون للبنان للخروج من أزمته الحالية"، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم الأحد "التضامن مع شعب لبنان الذي يدفع الثمن".

استيلاء إيران على لبنان
وخلال الجلسة حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إيران المسؤولية عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها اللبنانيون، قائلاً "الدولة اللبنانية على حافة الانهيار، مثلها مثل جميع الدول التي تستولي عليها إيران، وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن".

وحول تقييمه لأزمة لبنان قال "يجب الفهم أن اللبنانيين يدفعون ثمناً باهظاً بسبب استيلاء إيران على دولتهم". أضاف "نتابع الأوضاع هناك عن كثب، وسنبقى على أهبة الاستعداد".

وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن إحباط محاولة تهريب أسلحة من لبنان، قرب قرية الغجر الواقعة في الجولان السوري المحتل والمتاخمة للحدود اللبنانية، هي "الأكبر منذ سنوات"، والتي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها "واحدة من أمثلة عديدة".

اللبناني أصبح متسولاً!
من جهتها، غطت الصحافة الإسرائيلية باهتمام أحداث لبنان المأساوية ارتباطاً بما يصرح به المسؤولون الإسرائيليون عن سيطرة إيران على الدولة. إذ اعتبرت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية، أنه من الصعب التكهن إلى أين يتجه لبنان. وحسب الصحيفة، لا يبدو أن التعافي أمر وارد طالما أن حزب الله يمكنه أن يتصرف بحصانة، خصوصاً عند محاولته تحويل المواطنين اللبنانيين إلى متسولين يطلبون الشفقة من إيران.

وشككت الصحيفة الإسرائيلية باقتراح أمين عام حزب الله حسن نصر الله، لشراء الوقود من إيران، معتبرةً الغرض منه هو إبلاغ السكان اللبنانيين من أين يمكن أن تأتي وجهة المساعدة. وبما أن جميع الأطراف الدولية المعنية غير مستعدة لمساعدة لبنان طالما لا توجد حكومة مهمة هناك، يحاول نصر الله بالفعل وضع نفسه وإيران كمنقذين للبلاد.

أربعة سيناريوهات
وتوقعت الصحيفة الإسرائيلية أن يكون لبنان أمام أربعة سيناريوهات، فإما أن يتجه نحو وضع ينسحب فيه كل قطاع ومجتمع على نفسه، بينما يصبح إطار الدولة نظرياً بحتاً. أو نتعايش مع السيناريو الثاني، الأكثر عنفاً وخطورةً، والمشابه لثورة الأرز عام 2005، عقب اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري. 

ومع استبعادها للسيناريو الثاني كون لبنان لا يشهد أي مظاهرات فوضوية باستثناء المشاجرات العرضية في محطات الوقود. لفتت الصحيفة أن السيناريو الثالث يتمحور حول تدهور الأوضاع كما حصل في الحرب الأهلية عام 1975، أو بدلاً من ذلك، استيلاء حزب الله بالقوة على مناصب مركزية في السلطة كما فعل في عام 2008.

ويبقى الاحتمال الرابع بقرار إيران وروسيا التدخل المباشر في لبنان، الأمر الذي قد يجلب بعض الاستقرار، على حساب تحويل هذا البلد الصغير إلى مقاطعة لإمبراطورية فارسية جديدة.

"تضامن" مع دولة معادية
من ناحيةٍ ثانية، أعربت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن تضامنها مع لبنان وشعبه، معتبرةً أنه من الضروري تقديم المساعدة رغم أن لبنان يُعتبر دولة معادية.

ورأت "جيروزاليم بوست" أنه في حين لا يمكن تجاهل واقع أن حزب الله لديه قبضة خانقة مع إيران على جزء من لبنان، ويهدد بشكل روتيني بتدمير إسرائيل، إلّا أنه مع ذلك، يمكن للبلدين فتح صفحة جديدة والعمل معاً في النزاعات البحرية وغيرها من القضايا. 

ودعت الصحيفة إلى إيجاد حل فريد وغير مسبوق ومبتكر من شأنه أن يتيح بعض الدعم من إسرائيل لمن أسمتهم "أبناء عمومتنا في لبنان". وبرأيها، يمكن المجتمع للدولي أن يُظهر من خلال ذلك أنه يتدخل للمساعدة. كما يمكن لمجموعات حقوق الإنسان وجماعات التعايش تكثيف نشاطها لإظهار أهميتها في خضم هذه الأزمة.

قلق القيادة الإسرائيلية
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قد كشفت عن قلق لدى الحكومة الإسرائيلية من دور إيراني يساهم في تخليص لبنان من الأزمات الداخلية التي تعصف به. وأيضاً من احتمالية أن تقوم إيران بطرح نفسها كمخلصة للبنانيين.

وفي الخلفية، حذرت من أن يتم إغراء حزب الله ويأخذ زمام الأمور بيديه في بيروت، من خلال استغلال ضعف الحكومة الانتقالية، مبيّنةً أن القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، تتابع بشكل مكثف تعرج المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول عودة أميركا إلى الاتفاق النووي، إذ أن ضخ مليارات الدولارات للاقتصاد الإيراني، يعني أن جزءاً من هذه الأموال يُتوقع أن يجد طريقه لحزب الله، وربما جزء من أرباح النفط الإيراني سيُستخدم لزيادة نفوذ إيران في بيروت مستقبلاً.

ونقلت الصحيفة عن أوساطٍ أمنية قولها أن إسرائيل تفضل أن تكون الأموال للجيش والدولة في لبنان من الغرب ودول الخليج، وليس من قبل إيران وروسيا والصين، متوقعةً أن تشتد الأزمة في الأسابيع المقبلة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024