بيروت الثانية: تغيير نواب المستقبل؟

وليد حسين

الثلاثاء 2018/02/13
تستعد دائرة بيروت الثانية لمعركة انتخابية حامية من الصعب التكهّن بنتائجها، لاسيما أنها تضم قوى سياسية مختلفة تملك حيثية انتخابية وشعبية. ففي هذه الدائرة، التي يصل عدد ناخبيها إلى نحو 350 ألفاً، من المتوقع أن لا يتجاوز الحاصل الانتخابي الـ13 ألف صوتاً. ما يعني أن القوى التي تملك تمثيلاً قريباً من هذا الرقم تستطيع، عبر تحالفات بسيطة، الحصول على مقعد نيابي. أما أبرز القوى التي ستتصارع في هذه الدائرة فهي: تيار المستقبل، الثنائي الشيعي، الجماعة الإسلامية، جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، المجتمع المدني، وحزب الحوار الوطني اللبناني الذي يرأسه فؤاد مخزومي. ووفق بعض المصادر، تراوح قوة المستقبل بين 60 و70 ألف ناخب، والثنائي الشيعي مع بعض قوى 8 آذار نحو 35 ألف ناخب والمشاريع نحو 13 ألف ناخب والمخزومي نحو 10 آلاف ناخب.


لم تحسم أي من القوى السياسية خياراتها الانتخابية بعد. وتشير مصادر إلى أن الأمور باتت شبه محسومة بشأن توجه المستقبل إلى تشكيل لائحة منفردة قد تنضم إليها الجماعة الاسلامية. وهناك توجه داخل المستقبل لتشكيل لائحة بوجوه شابة وجديدة مختلفة عن الوجوه الحالية، مع بعض الاستثناءات. لكن الأمور ما تزال قيد البحث بسبب وجود آراء متناقضة حول هذه المسألة.

وفيما ظهرت بعض الشائعات عن إمكانية تشكيل لائحة تجمع الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة في بيروت الثانية، تؤكد مصادر متابعة إلى أن الأخير لن يترشح إلى الانتخابات، ولن يدعم أي لائحة تضرّ بمصلحة الحريري بتاتاً.

في المقابل، حسم حزب الله وحركة أمل تحالفهما الانتخابي، لكنهما لم يحسما بعد أسماء المرشحين، كما يؤكد النائب السابق أمين شري لـ"المدن". وتؤكد مصادر المشاريع أن هناك توجهاً لمشاركة الثنائي في لائحة واحدة. أما احتمال التحالف مع المخزومي فقد تراجع، كون الأخير لم يحسم خياراته بعد. فهو يريد مشاركة جميع الأطراف التي لا تشبه بعضها البعض في لائحة واحدة.

على ضفة المجتمع المدني، ما تزال إمكانية تشكيل لائحة موحّدة قيد التفاوض. لكن، إلى الساعة، هناك توجه لتشكيل لائحتين. واحدة أعلن عنها المرشح ابراهيم منيمنة، وهي "الخيار الآخر". وأخرى لمجموعة "لبلدي" ما تزال قيد التشاور.

في حديثه إلى "المدن"، يشير منيمنة إلى أن لائحة "الخيار الآخر" ستراعي خصوصية المجتمع البيروتي، وستضم إلى جانب الوجوه الشابة والنساء العائلات البيروتية. وعن إمكانية توحّد المجتمع المدني في لائحة واحدة، يؤكد منيمنة أن المفاوضات مع مكونات المجتمع المدني الأخرى مستمرة، وهناك انفتاح على الجميع. وحول حظوظ هذه اللائحة، يعتقد منيمنة أن المجتمع المدني موجود سياسياً في نسيج المجتمع البيروتي، وهو معطوف على "قبول" جيد من الرأي العام. والأهم وجود نقمة على الأحزاب التقليدية، وفقه.

أما الناشط في مجموعة لبلدي طارق عمار فيؤكد أن المجموعة ستعلن لائحتين في بيروت الأولى والثانية. وحول التحالفات، يؤكد عمار انفتاح المجموعة على مكونات المجتمع المدني الأخرى في بيروت للبحث في إمكانية خوض المعركة في لائحة واحدة. فقوة المجتمع المدني، وفق بعض الاستطلاعات، تضعه في المرتبة الثانية بعد المستقبل، في حال توحد في لائحة واحدة، وفق عمار. بالتالي، المسألة تتوقف على كيفية خوض المجتمع المدني للانتخابات في بيروت.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024