من يهدد بلدة رميش وأهلها: باسيل أو بري؟

صفاء عيّاد

الأحد 2018/04/15

لم تمض جولة وزير الخارجية جبران باسيل إلى الجنوب، السبت في 14 نيسان 2018، بهدوء، وتحديداً في بلدة رميش، بعد سلسلة من المواقف الانتخابية أطلقها باسيل ضد لائحة الأمل والوفاء، خلال لقاء انتخابي نظمته هيئة التيار الوطني الحر في قضاء بنت جبيل مع باسيل ومرشحي لائحة الجنوب يستحق، التي يدعمها التيار.

باسيل، الذي وجه رسائل لها مضامين كثيرة، قال لأهالي رميش إن "البلدة واجهت وإحتضنت ولا تكافأ بالتهديد بلقمة عيشها إذا قامت بخيارها السياسي الحر. وأنتم لا أحد يستطيع أن يهددكم أو يخوفكم. أنتم محميون بحمايتنا، بحماية رئيس البلاد وحكومتها ونوابها. وهذا الخوف إصطناعي، إصطنعوه لكم. ويجب أن تشاركوا بكثافة في الانتخابات النيابية، كما البلدية، فهكذا نحمل قضيتكم وسنعمل على تعديلات في قانون الانتخاب لمناطق مثل دائرة الجنوب الثالثة وصور- الزهراني".

حديث باسيل عن التهديد يعود، وفق مصادر التيار في الجنوب، إلى الضغط الذي تمارسه لائحة الأمل والوفاء في دائرة الجنوب الثالثة على الناخبين، لاسيما مزارعي التبغ منهم. إذ يُروج بأنه "سيتم الإنتقام منهم وعدم أخذ محاصيل التبغ في حال قاموا بالتصويت للوائح المواجهة لحركة أمل وحزب الله، وعدم التوسط لهم في وظائف الدولة، التي يُعد الرئيس نبيه بري أحد أعمدتها في الجنوب".

لكن، ما قاله باسيل دفع رئيس بلدية رميش فادي مخول إلى الرد في بيان، الأحد في 15 نيسان، جاء فيه: "نحن نعيش في بلدتنا بكامل كرامتنا ونحافظ على أحسن العلاقات مع محيطنا ونحصل على حقوقنا وغير مهددين بلقمة عيشنا، كما ذكر باسيل". وإذ أسف مخول للكلام الصادر عن باسيل، قال إن باسيل هدد رميش وأهلها "بعدم قرع أبواب وزارته لمتابعة أي طلب في حال كانت أصواتنا في الصناديق لمصلحة اللوائح المنافسة للائحة الجنوب يستحق".

تصريح مخول لافت، كونه كان حاضراً في الإحتفال. ووفق معلومات "المدن"، حصلت عقب الإحتفال مشادة كلامية بين مخول وباسيل، بسبب تعمده وضع أهل رميش والقرى المسيحية الجنوبية في مواجهة مع الرئيس بري ونواب حركة أمل في المنطقة. وهؤلاء يعتبرون بري المسؤول الأول عن تلبية خدماتهم الوظيفية والإنمائية، ويفضلون الإبتعاد عن هذا السجال. ما دفع باسيل إلى اطلاق تهديده.

وقد حاولت "المدن" التواصل مع رئيس بلدية رميش للإستيضاح أكثر عن التهديد الذي وجهه باسيل اليه، لكنها لم تلق جواباً.

في المقابل، وصف رئيس الماكينة الانتخابية لحركة أمل في قضاء بنت جبيل النائب أيوب حميد الكلام الذي أطلقه باسيل بأنه "رخيص ومبتذل وغرائزي لا نقف عنده، ولا يستدعي رداً من حركة أمل، ونترك الرد لرميش وأهلها".

وكان عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي قد تضامن مع بيان مخول، عبر تغريدة في تويتر، قائلاً: "هنا في الجنوب لا مكان للطائفيين والمذهبيين وللذين يعزفون على أوتار التحريض".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024