سفراء الخليج بدار الفتوى.. والبطريرك يشحذ الهمم: صوّتوا بكثافة

المدن - لبنان

الخميس 2022/05/12
تستمر الحركة "النشطة" لسفراء دول الخليج، على مسافة ثلاثة أيام من الانتخابات النيابية. ومن الواضح أن أهداف هذا النشاط الأوسع من الاعتياد الديبلوماسي، تصب في خانة تحفيز اللبنانيين على المشاركة الكثيفة في الانتخابات، ولا سيما منهم أبناء الطائفة السنية.
وبعد التعميم الذي أصدرته مديرية الأوقاف بالطلب من أئمة المساجد دعوة اللبنانيين للتصويت بكثافة، جاء اللقاء الذي عُقد بين سفراء السعودية، الكويت، وقطر، مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وعدد من المفتين والمشايخ.

خطبة الجمعة
وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن اللقاء ركّز على كيفية مواكبة الجمهور السنّي ومشاركته في الانتخابات النيابية، خصوصاً أن أكثر من 2000 شيخ وإمام مسجد سيدعون في خطبة صلاة الجمعة المقبلة، اللبنانيين عموماً والسنّة خصوصاً، للتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. وحتماً فإن هذه المواقف ستكون ذات تعبير واضح بوجوب الاقتراع لمن هم ضد حزب الله وحلفائه.

سفير الكويت، عبد العال القناعي، شدد من دار الفتوى "على دور هذا الصرح الجامع لكل الشعب اللبناني وعلى دور سماحته ومواقفه الوطنية والمعتدلة التي تدعو إلى لمّ الصفوف". من جانبه قال السفير السعودي وليد البخاري، لدى دخوله إلى دار الفتوى، ورداً على سؤال عن مشاركة الطائفة السنيّة في الانتخابات النيابية: "إنشاء الله خير". وقال البخاري: "أكدنا على تضامن دول مجلس التعاون الخليجي الثابت مع الشعب اللبناني، وحرصنا الدائم على أمن واستقرار لبنان ووحدة أراضيه، وعلى انتمائه العربي واستقلال قراره السياسي". وأضاف:"نثمّن عاليًا الجهود المبذولة لنشر ثقافة الاعتدال والوسطية التي تمتاز بها دار الفتوى وعلماؤها، الذين يرسخون هذه المفاهيم على صعيد الوطن وخصوصاً في عيشهم المشترك".

بيان دار الفتوى
هذا، وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان له، أن "السفراء شددوا على أهمية الدور الديني والوطني الذي قامت وتقوم به دار الفتوى وعلماؤها بتوجيه من مفتي الجمهورية لتعزيز وحدة الصف اللبناني عموماً والإسلامي خصوصاً في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وطن الاعتدال والمحبة والتلاقي والألفة والعيش المشترك، وأكدوا دعمهم وتعاونهم وتضامنهم مع شعب لبنان ومؤسساته وحرصهم على الوحدة الوطنية، واعتبروا إن وحدة لبنان، ونموذج عيشه المشترك الإسلامي المسيحي هو ضمانة لوحدة اللبنانيين".

وتمنى السفراء أن "تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات وأمال اللبنانيين"، لافتين الى أن "السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطناً وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي. واعتبروا أن رسالة السفراء للبنانيين هي توجيهية بتغليب مصلحتهم الوطنية على أي مصلحة أخرى. وأن المشاركة بالانتخابات للوصول إلى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه".

من جهته شدَّد مفتي الجمهورية على "العلاقات الأخوية والممتازة التي تربطه بدول مجلس التعاون الخليجي وقياداتها الحكيمة في التعاطي مع القضايا العربية والإسلامية، وفي تعزيز التعاون والتضامن لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة".
وقال المفتي دريان: "لبنان يمر بمرحلة دقيقة وحساسة تتطلب توحيد الصفوف وتوطيد وتعزيز العلاقات اللبنانية مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة بما يعود بالنفع على لبنان واللبنانيين الذين يعانون تقصير الدولة في معالجة القضايا الاقتصادية والمعيشية".
وأضاف، "الانتخابات النيابية المقبلة مفصل مهم في تاريخ لبنان، وأعطينا توجيهاتنا وإرشاداتنا لأبنائنا وإخواننا اللبنانيين بالمشاركة لا بالمقاطعة ولا أحد من المسؤولين نادى بالمقاطعة فالانتخاب هو قرار وواجب ديني ووطني لا يستهان به ومن يفوز في هذه الانتخابات يكون بخيار اللبنانيين الحر الديمقراطي، وعلينا أن ندرك ان الانتخابات ومن يفوز فيها تحدد مسار لبنان وعلاقاته مع أشقائه العرب وأصدقائه".
وختم المفتي دريان، بالقول: "الاستحقاق الانتخابي سنمارسه مع أبنائنا والمقاطعة استسلام ولا نريد ان نسلم لبنان لأعداء العروبة".

استذكار البطريرك صفير
ولا يختلف موقف دار الفتوى عن مواقف البطريركية المارونية، خصوصاً في ظل دعوات البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى "المشاركة الكثيفة في الانتخابات، واختيار نواب يحدثون تغييراً، لأن لبنان كله بحاجة إلى التغيير". وانتقد الراعي أيضاً مواقف حزب الله وسياسته، وكأنه أعطى إشارة ضمنية للاقتراع لصالح خصوم الحزب.

ومن المفارقات أن يوم الإنتخاب في 15 أيار، يتزامن مع الذكرى السنوية لوفاة البطريرك الماروني نصر الله صفير، والذي يتم استذكار مواقفه في مختلف المناطق المسيحية، ومن قبل رجال دين مسيحيين يسعون إلى تحفيز اللبنانيين إلى الاقتراع للوجهة السياسية المعارضة لحزب الله، من خلال خلق جو مسيحي عام يصب في هذا الاتجاه. ويرتكز هؤلاء على مواقف البطريرك صفير التي غيرت المعادلة الانتخابية في العام 2009. وتقول المعلومات إن البطريرك الراعي سيطلق المزيد من المواقف في هذا الإطار في اليومين المقبلين.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024