السلطة البديلة جاهزة: حكومة مستقلّين قيد التشكيل

وليد حسين

الثلاثاء 2020/08/11
انتقلت معظم المجموعات المشاركة في انتفاضة 17 تشرين من الحراك اليومي في الشارع إلى العمل السياسي المباشر، عبر طرح فريق عمل متجانس لتقديمه إلى اللبنانيين، خصوصاً بعد الاتهامات الكثيرة لها بعدم امتلاك رؤية واضحة للبلد وشخصيات تتسلم زمام السلطة البديلة. 

وبدأت المجموعات العمل على تقديم بديل سياسي واضح المعالم والرموز عن المنظومة التي حكمت البلاد. وتقدم البحث في طرح برنامج سياسي موحد وتشكيل معارضة موحدة وطرح أسماء لتولي الحكومة التي تمثل انتفاضة اللبنانيين. 

صحيح أن العديد من المجموعات بدأت بطرح أسماء لتولي وزارات وأسماء لتولي منصب رئاسة الحكومة، لكن هذه الطروحات ما زالت مثل تلك التي حاول بعض المجموعات تعويمها خلال فترة 17 تشرين. كما أن هذه المجموعات غير معروفة ولا تأثير لها في الشارع. وهي تشبه مسارعة البعض إلى استغلال الشارع لطرح أسماء بعيد انطلاقة انتفاضة 17 تشرين. حتى أن بعض الشخصيات تولت مناصب في حكومة دياب، وتبين لاحقاً أنها شاركت في تظاهرة من هنا أو ندوة من هناك.

مع التفجير الذي حصل في مرفأ بيروت بدأت المجموعات الأساسية التي تمتلك حيثية شعبية بالتفكير بطرح أسماء جدية لتولي الوزارات للمرحلة المقبلة. هذا الانفجار أحدث صدمة إيجابية لدى المجموعات للانتقال من مرحلة حصر التحركات في الشارع إلى العمل السياسي المباشر وطرح البدائل. وثمة نقاشات لضرورة تشكيل حكومة مستقلة تمثل اللبنانيين المنتفضين على كل السلطة وأحزابها. أي الانتقال إلى مرحلة تشكيل سلطة بديلة عن تلك التي حكمت لبنان، وذلك على قاعدة المشروعية الشعبية التي فرضت في الشارع بعد مرحلة 17 تشرين.  

تتحفظ كل المجموعات المشاركة عن ذكر أي معلومة حول طبيعة النقاشات الجارية، والعقبات التي يعملون على تذليلها، وذلك بغية إنجاح هذا المسار السياسي الذي يحصل للمرة الأولى في لبنان. لكن وفق معلومات "المدن"، يعتبر هذا المسار جدي جداً والعمل عليه حثيث، منذ بضعة أيام. ورغم وجود بعض العقبات التي تحول دون الإعلان الرسمي، لكن ثمة مسار ديمقراطي وتشاوري واجتماعات يومية بين الجميع، للوصول إلى صيغة نهائية والخروج إلى اللبنانيين بخطوة جريئة وإنقاذية على أساس برنامج سياسي بديل تؤسس للمرحلة المقبلة. 

البعض يريد طرح حكومة كاملة ومتكاملة رئيساً وأعضاء وطرحها على الناس، والبعض الآخر يفضل طرح أسماء الوزراء من دون الإعلان عن حكومة. لكن في كلا الحالتين، المشاورات السياسية على هذا المستوى تشكل تقدماً في آليات العمل. 

ورغم أن تطورات الشارع والحركة السياسية الدولية ستؤثر في كيفية تغير المسار السياسي في لبنان، إلا أن حراك المجموعات على هذا المستوى المتقدم من المشاورات أطلق مسار سياسياً جديداً في طبيعة التفكير في المرحلة المقبلة. وسيكون له وقع إيجابي في لبنان، سواء لناحية القوى المشاركة أو لناحية بعض الأسماء المطروحة في الحكومة، وفق المصادر.

هذا وتتحفظ "المدن" عن ذكر أسماء المجموعات المشاركة، وأسماء الشخصيات المطروحة إلى حد الساعة، لإنجاح المسار، كما توصي المصادر.  

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024