حزب الله و"أمل" يواجهان عون:رفض الوفد المفاوض والمطالبة بتغييره

المدن - لبنان

الأربعاء 2020/10/14
لم يقتصر الخلاف على تشكيل الوفد اللبناني للمشاركة في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل على العلاقة بين بعبدا والسراي الحكومي، ولم ينعكس فقط سجالاً بين رئيس الجمهورية والرئيس فؤاد السنيورة. إنما تحول إلى مشكلة كبرى بين الحلفاء، وتحديداً بين حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون. هذه الخلافات عمرها أيام، وتحديداً منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه عون أن ملف المفاوضات أصبح بين يديه، وكان يصرّ على إشراك شخصيات مدنية وسياسية أو ديبلوماسية في جلسات التفاوض، إلا أن حزب الله رفض ذلك بشكل مطلق.

على الرغم من مطالبات الحزب لعون بعدم تسمية أي شخص مدني في عداد الوفد، إلا أن رئيس الجمهورية أصر على موقفه، فيما قدّم تنازلاً بعدم إشراك مدير مكتب وزير الخارجية السفير هادي هاشم، واحجم عن إشراك مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، بينما أصر على مشاركة مدنيين في الوفد هما رئيس هيئة قطاع النفط وسام شباط، والخبير في القانون الدولي وترسيم الحدود البحرية نجيب مسيحي. موقف عون هذا دفع بحزب الله وحركة أمل إلى إصدار بيان يرفضان فيه هذا الوفد ويطالبان بتغييره.

نص البيان
بعد منتصف الليل، وبعيد ساعات على وصول مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر إلى لبنان للمشاركة في افتتاح جلسات التفاوض يوم الأربعاء، أصدرت قيادتا حركة أمل وحزب الله  بياناً جاء فيه: "تعليقا على تشكيلة الوفد اللبناني المفاوض حول ترسيم الحدود والذي يعقد اول  اجتماعاته اليوم الأربعاء يهمنا تبيان ما يلي:

إن اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود قد أكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان  عام 1996 ومن القرار 1701 والذين على اساسهما تعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً، وبالتالي فان تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت وضمنه شخصيات مدنية مخالف لاتفاق الإطار ولمضمون تفاهم نيسان. وبالتالي، ان موقف حركة امل وحزب الله وانطلاقاً من التزامهما بالثوابت الوطنية ورفضهما الانجرار إلى ما يريده العدو الاسرائيلي من خلال تشكيلته لوفده  المفاوض، والذي يضم بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي، يعلنان رفضهما الصريح لما حصل واعتباره يخرج عن إطار قاعدة التفاهم الذي قام عليه الاتفاق. وهو مما يضر بموقف لبنان ومصلحته العليا، ويشكل تجاوزاً لكل عناصر القوة لبلدنا، وضربة قويه لدوره ولمقاومته وموقعه العربي. ويمثل تسليما بالمنطق الاسرائيلي الذي يريد أي شكل من أشكال التطبيع .

إن حركة امل وحزب الله يطالبان المبادرة فوراً إلى العودة عن هذا القرار، وإعادة تشكيل الوفد اللبناني بما ينسجم مع اتفاق الإطار".

رفع عتب؟
موقف حزب الله وحركة أمل يشير إلى خلاف كبير مع توجهات رئيس الجمهورية ميشال عون، مع الإشارة إلى أن الإسرائيليين والأميركيين يصرون على إعطاء طابع سياسي للمفاوضات من خلال الوفد الإسرائيلي الذي تم تشكيله، ويضم مستشاراً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. من غير المعروف إذا ما كان هذا الموقف سيؤثر سلباً على مسار المفاوضات أو سيعقيها، أم أن الحزب سينجح مجدداً بدفع عون إلى التراجع. أما بحال أصر عون على موقفه والمضي في المفاوضات، فيعني أن المشكلة ستكبر بينه وبين حزب الله، إلا إذا لجأ حزب الله إلى مثل هذا البيان الليلي لرفع العتب، ورمي الكرة فقط في ملعب رئيس الجمهورية بشكل علني، بينما تستمر المفاوضات على حالها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024