نادر فوز
التحقيق والتوقيفات
إلى اليوم، ادّعى المحقّق العدلي في الجريمة، القاضي فادي صوان على 28 شخصاً في القضية، إضافة إلى رئيس الحكومة المستقيلة حسّان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس. أما عدد الشهود الذي حضروا وقدّموا إفادتهم أمام صوان، فيبلغ عددهم 51 شخصاً. كما تم إلى اليوم توقيف 25 شخصاً وجاهياً إضافةً إلى 3 آخرين غيابياً، في حين لم يمثل المسؤولون الأربعة إلى اليوم أمام القاضي صوّان. ومن بين الموقوفين مدير المرفأ حسن قريطم، مدير عام الجمارك الحالي بدري ضاهر، والسابق شفيق مرعي، وموظفون آخرون أبرزهم نايلا الحاج، ميشال نحول، جورج ضاهر، نعمة البراكس.
تهرّب من الادعاء
تهرّب الرئيس دياب والوزيران السابقان، النائبان الحاليان علي حسن خليل وغازي زعتير، من الادعاء عليهم في جريمة المرفأ من خلال مواد قانونية (المادتين 40 و70 من الدستور، والمادة 85 من قانون أصول المحاكمات الجزائية). لم يمثلوا أمام صوّان وتذرّعوا بعدم التبلّغ وفق الأصول، ثم قدّم زعيتر وخليل طلباً لنقل الدعوى من يد القاضي صوان بحجة الارتياب المشروع.
حملة طائفية ومذهبية
ما أن أصدر القاضي صوّان الادعاء على المسؤولين الأربعة حتى بدأت حملة مذهبية وطائفية تدافع عن المدعى عليهم وتشيطن القاضي والتحقيق. فاحتشد رؤساء الحكومة السابقون وراء الرئيس دياب، ولو أنه الموصوف من قبلهم بمنفّذ أجندة حزب الله وإيران في لبنان. كما استنكرت القيادات الشيعية الادعاء على الوزيرين المحسوبين عليهما مشيرةً إلى التسييس، ووضعت الخطوة القضائية في إطار استكمال حرب العقوبات عليها. فتكسّر تحقيق القاضي صوان على عتبة طائفية الأحزاب والقيادات السياسية في لبنان، وتمّت أبلسته بانتظار خطوات قضائية ذي طابع سياسي من الممكن أن تُقدم عليها السلطة اللبنانية، من خلال سحب ملف تفجير المرفأ من يدي صوّان وتنحيته عنه.
دعاوى شخصية
غطّ القاضي صوّان والتحقيق بجريمة مرفأ بيروت في سبات موسم الأعياد. لكن بعيداً عن هذا النوم المتوّقع، لا تزال نقابة المحامين في بيروت تتابع جمع المعلومات والملفات من مواطنين متضررين مباشرين وغير مباشرين من جريمة المرفأ، للادعاء شخصياً وعدم تحويل مصير ملف الجريمة إلى مصير مشابه لكل الجرائم التي سبقته. فتمكّنت النقابة إلى اليوم، من تقديم 681 شكوى وادعاء شخصي في الجريمة، مع إمكانية أن يتضاعف العدد ليفوق الـ1500 دعوى تبعاً لمصادر النقابة.
بعيداً عن تحقيق القاضي الصوّان، لم تصدر إلى الآن تقارير الخبراء الفرنسيين والبريطانيين الذين عملوا في مسرح الجريمة. صدر فقط تقرير عن الـ"أف بي آي"، أما سائر التقارير الأخرى، وكذلك الصور الجوية التي طلبتها الدولة اللبنانية، فلا تزال تنتظر إعدادها ربما في مكاتب الأمن الفرنسي والبريطاني. التحقيق، إلى الآن، مستمرّ، وتمّت عرقلته سياسياً. وهو الأمر الواضح في الادعاء المتعثّر على دياب والوزراء الثلاثة. كما أنه لم يُستكمل على اعتبار أنّ أصابع الادعاء لا يمكن أن تتوقّف عند ثلاثة وزراء سابقين ورئيس مستقيل، وغيرهم كثر يقول المنطق إنهم متورّطون. ووسط عودة المطالبة بتحقيق دولي في الجريمة، تأكيد على أنّ انتظار العدالة لآلاف اللبنانيين لا يمكن أن تحصل في لبنان نفسه. انفجار، جريمة، مأساة، تقصير، فضيحة، مجزرة، إهمال، تفجير، كلها عبارات يمكن أن تلازم ملف 4 آب من دون أن تفيه حقّه.