عون يلتقي شينكر بظل "سيف الشفافية": نعوّل على أميركا

المدن - لبنان

الجمعة 2020/10/16
يستكمل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، لقاءاته مع مختلف القوى السياسية. وقد التقى صباحاً رئيس الجمهورية ميشال عون، على أن يلتقي الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب المردة سليمان فرنجيه. كما يلتقي شينكر شخصيات سياسية في عشاء خاص، قبل مغادرته لبنان، نهاية الأسبوع.

شكر أميركا
وقد أبلغ ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ شينكر، أن ​لبنان​ يعوّل كثيراً على الدور الأميركي الوسيط للوصول إلى حلول عادلة، خلال المفاوضات التي بدأت قبل أيام ل​ترسيم الحدود​ البحرية الجنوبية، معتبراً أن هذا الدور يمكن أن يساعد في تذليل الصعوبات التي قد تعترض عملية التفاوض. وشكر ​الرئيس عون​ ​الولايات المتحدة​ الأميركية على الدعم الذي قدمته للبنان، بعد المحنة التي نتجت عن الانفجار في مرفأ ​بيروت​، والمساعدات التي أرسلتها إلى المتضررين.

وأكد عون للموفد الأميركي أن العمل يجري حالياً من أجل قيام ​حكومة​ نظيفة، تركز على ​تحقيق​ الإصلاحات الضرورية للنهوض بالبلاد من الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية التي تمر بها. مركّزاً على أهمية التدقيق الجنائي في حسابات ​مصرف لبنان​، والذي يعتبر خطوة أساسية في الإطار الإصلاحي، واستعادة حقوق ​الدولة​ وانهاض ​الاقتصاد اللبناني​. وأثار الرئيس عون مع الموفد الأميركي موضوع ​النازحين السوريين​ وانعكاساته السلبية على القطاعات العامة كافة، متمنياً على الولايات المتحدة تسهيل عودة هؤلاء النازحين إلى بلادهم التي أصبحت في معظم مناطقها آمنة ومستقرة.

تغيير النهج
بدوره، أكد السفير شينكر استمرار الدور المسهّل والوسيط الذي تلعبه بلاده في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، متمنياً العمل على إنجاز هذه المفاوضات في أسرع وقت ممكن والوصول إلى نتائج إيجابية. وحسب بيان قصر بعبدا: "نوّه شينكر بالدور الإيجابي الذي يلعبه الرئيس عون في قيادة ​مسيرة​ ​مكافحة الفساد​ وتغيير النهج الذي كان سائداً في السابق، معتبراً أن الإصلاحات في لبنان أساسية، لاسيما وأن لا فرق بين ال​سياسة​ والاقتصاد. وأعرب عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة منتجة، تعنى بتحقيق الإصلاحات الاقتصادية الضرورية".

وحضر اللقاء عن الجانب الأميركي، ​السفيرة الأميركية​ في بيروت ​دوروثي شيا،​ والسيد لوغان بروغ، كما حضر عن الجانب اللبناني الوزير السابق ​سليم جريصاتي،​ والمدير العام ل​رئاسة الجمهورية​ الدكتور أنطوان شقير، والمستشار أسامة خشاب.
وفي وقت لاحق: 

في توضيح حول تصريحات في الإعلام نسبت إلى مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، قال المتحدث باسم السفارة الأميركية كايسي بونفيلد:
"لمح مساعد وزير الخارجية شينكر القول المحفور على السيف المعلّق في مكتب رئيس الجمهورية ميشال عون والذي كُتب عليه: "الشفافية هي السيف الذي يقضي على الفساد". وفي تعليقه إيجاباً على القول، حثّ السيد شينكر الرئيس على استعمال سيف الشفافية (بشكل مجازي) وتغيير نهج الحكم". ويبدو أن هذا التوضيح، رد على ما روج له بيان الرئاسة عن "تنويه شينكر بجهود عون في قيادة مسيرة مكافحة الفساد".

وهبة وتلفزيون "العربي"
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة أن الخلافات الداخلية على شكل وفد المفاوضات من شأنها أن تضعف الموقف اللبناني، متمنياً لو تمت معالجتها من خلال التواصل.

وهبة وفي حديث خاص للتلفزيون العربي، أشار إلى أن العدو الاسرائيلي أراد خلال التفاوض على الاطار أن يضع سقفاً زمنياً للمفاوضات غير المباشرة، إلا أن لبنان رفض.

واعتبر وزير الخارجية "أن المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، ستنطلق من النقطة B1، وهي الحدود التي رسّمها الانتداب الفرنسي والبريطاني بين لبنان وفلسطين عام 1920، ووُثّقت بين سلطتي الانتداب وأودعت باتفاقية لدى عصبة الأمم المتحدة، وأصبحت اتفاقية دولية معترف بها".

وحول ملف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت قال وزير الخارجية إن القاضي فادي صوان، المكلف بالتحقيق، استلم من الـFBI التحقيقات الفنية والتقنية في الانفجار، وهو ينتظر التحقيقات البريطانية والفرنسية والألمانية للإضاءة على كامل معطيات الملف.

وأكد وهبة أن المبادرة الفرنسية لتشكيل الحكومة متواصلة، معتبرا أنها ليست كارثة اذا أجلّ رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية، ومشيرا الى أن الغاية تأليف حكومة وليس تكليف شخص ليطول التأليف".

سفراء جدد
واليوم، تسلم عون أوراق اعتماد السفيرة الفرنسية الجديدة في لبنان، والسفير الروسي وسفيرة كندا، كما التقى وزيرة خارجية اسبانيا ارانكا غونزالس لايا وأعرب عون أمامها عن امله في ان تلعب ​اسبانيا​ دورا مهما في ​الاتحاد الأوروبي​ والمحافل الدولية الأخرى لدعم ​لبنان​ ومساعدته في الظروف الصعبة التي يمر بها، مؤكدا ان العمل قائم على تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الماثلة على مختلف الأصعدة. ونوه الرئيس عون بمشاركة ​القوات​ الاسبانية في عداد "اليونيفيل" في ​الجنوب​، لافتا الى ان لبنان يتطلع الى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الاسباني ​بيدرو سانشيز​ الى بيروت في تشرين الثاني المقبل.
من جهتها أعربت الوزيرة الاسبانية عن استعداد بلادها لدعم لبنان في التوجهات الإصلاحية التي ينوي اعتمادها، والتعاون مع ​صندوق النقد الدولي​ وفي أي مجال يراه لبنان للنهوض باقتصاده. وشددت على عمق الصداقة التي تربط بلادها بلبنان والاهتمام الدائم ب​تحقيق​ الاستقرار والأمان والرخاء فيه، وتمكينه من تجاوز الظرف الصعب الذي يمر به حاليا. وقالت ان اسبانيا ستكون الى جانب لبنان وتقدم له الدعم المطلوب في كافة المجالات، داعية الى تحقيق إصلاحات ضرورية وفق الإرادة اللبنانية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024