هذه قصة فيديو طفل الميتم: يحاول الهرب؟

جنى الدهيبي

الثلاثاء 2018/07/03

أشعل فيديو سرب على المواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء في 3 تموز 2018، الرأي العام، وأثار ردود فعل سلبية ومستنكرة، نتيجة ظهور طفل على إحدى الشرفات وهو يصرخ محاولاً الهرب، بينما كانت امرأة تمسك به وتشدّه بقوّة.

هذا الفيديو، قامت مواطنة بتصويره سرّاً من بيتها، بغية تسجيل ما يحدث داخل ميتم جمعية الانماء الاجتماعي الخيري في منطقة باب الرمل في طرابلس، أثناء قيام إحدى مربيات الميتم بضرب ولدٍ يحاول الهرب منها.

وفيما بدا الولد يحاول القفز من الطابق الأول، ويصرخ خوفاً بصوت عالٍ كأنه يطلب نجدته من المربيّة التي تشدّه من قميصه نحوها، تنفي مديرة الميتم عواطف نابلسي كل ما يجري تداوله، وتضعه في سياق "الافتراء والتجني" على ميتمٍ فتح أبوابه في طرابلس منذ العام 1969، ولم ينتقده أحد، لا الأهل ولا مراقبي وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية، الذين يقومون بتفتيشه على حدّ تعبيرها بين فترةٍ وأخرى. فـ"الولد مشاغب جداً، حتّى أنّ إحدى المدارس رفضت استقباله لإفراطه في الحركة. والمربية كانت تريد حمايته ومنعه من القفز لأخذ كرة رماها صديقه".

هذا الولد، وهو من عائلة الحسين، دخل الميتم قبل نحو 10 سنوات، مع اثنين من إخوته، بعد انفصال أمه وأبيه، لأن والدهم يعاني من وضعٍ اقتصادي سيء وغير قادر على إعالتهم.

تؤكد نابلسي أن الفيديو ليس حديثاً، إنّما جرى تسجيله قبل أشهر. وتقول لـ"المدن": "فور انتشاره، جاء التفتيش من وزارة الشؤون للتحقيق في الأمر مع الولد، الذي نفى تعرضه للتعنيف من المربية التي ظهرت في الفيديو، ولم يُتخذ إي إجراء عقابي بحقّ الميتم".

لكن، ووفق معلومات "المدن"، فإنّ بعض المدارس التي يتعلّم فيها أطفال هذا الميتم، تلحظ عليهم الإدارات سلوكاً غير طبيعي، لجهة حزنهم وغضبهم الدائمين والتعبير بعنفٍ عن أنفسهم، إلى جانب عدم نظافتهم وتسوس أسنانهم. ما جعلهم عرضة للتنمّر، حتّى أنه أصطُلح على التعريف عنهم بـ"يي هول ولاد الميتم".

وفي الوقت الذي فتح هذا الفيديو السجال بشأن ما يحدث في كواليس المياتم، وما يتعرض له الأطفال بعيداً من الأنظار، تردّ نابلسي بالقول: "كلّ هذه الأكاذيب والشائعات تهدف إلى النيل من مؤسسةٍ لم تقدّم سوى الخير والحماية والخدمات لفئةٍ من أطفال المدينة".

وكان المكتب الإعلامي لوزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي قد أصدر بياناً، الثلاثاء، أوضح فيه أن "الفيديو يعود إلى اكثر من 3 أشهر بحسب الميتم، ورغم ذلك كلفت الوزارة مساعدات اجتماعيات وفريق عمل من محافظة الشمال لزيارة المؤسسة، وقد بدأت التحقيقات مع الموظفين وتواصلت اليوم مع الطفل المعني وأهله وسيتابع غداً الملف فريق عمل متخصص من الادارة المركزية".

وأكد البيان أن "الوزارة لن تسمح بأي انتهاك للطفل أو حقوقه، إن في المؤسسة أو في المنزل، وستتخذ التدابير اللازمة على ضوء نتيجة التحقيق".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024