دعوة أميركية لسياسيي لبنان: استوعبوا رسالة الشارع

المدن - لبنان

الخميس 2019/12/05

في الوقت الذي تستمر فيه الطبقة السياسية بمكابرتها، وإصرارها على استئناف سلوكها المشين بلعبة المحاصصة والخداع والتحايل، وترتيب الصفقات السياسية والسلطوية.. وفي اليوم الذي كانت فيه هذه السلطة الفاشلة تفبرك خارج كل الأصول الدستورية، ومن دون أي اعتبار لرغبات المواطنين ومطالبهم، حكومة جديدة من طينتها نفسها..  كان نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، يدعو بوضوح سياسيي لبنان "إلى استيعاب رسالة الشارع".

أصل الأزمة
وأوضح هود أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تعلق المساعدات التي أقرها الكونغرس للبنان. وجاء في إفادة لهود خلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول العراق ولبنان، الأربعاء، أن "إيران سببت مشاكل ليس فقط في السياسات الداخلية في العراق وإنما في لبنان أيضا، فدعمها لحزب الله الإرهابي جعل هذه المجموعة تضع مصالحها فوق مصالح البلاد".

واللافت في كلام هود هو تأكيد على الإمكانيات الاقتصادية التي يحوزها لبنان على أنه بلد "قادر على أداء اقتصادي أفضل بكثير، ولكن ذلك يستدعي إصلاحات اقتصادية، بعضها بسيط وبعضها يتعلق بجمع القمامة مثلا". وهذا كلام يوضح أصل المشكلة: سوء الأداء وفداحة الفساد وانحطاط السلطة.

وتابع أن الحكومة اللبنانية "لا توفر للمواطنين الخدمات التي يحتاجون إليها"، مذكراً بالاحتجاجات التي اندلعت في السابق بسبب تكدس النفايات. وقال "قبل سنوات خرجت احتجاجات "طلعت ريحتكم". ليس من الصعب عمل ما يلزم ولكن يجب أن يكون هناك التزام".

"سيدر" والحكومة العاجزة
وحسب هود، تعد الأزمة الاقتصادية الراهنة في لبنان وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات في البنى التحتية وخفض العجز، وتراجع حجم الاستثمارات الخارجية، فضلا عن تداعيات الانقسام السياسي الذي فاقمه النزاع المستمر في سوريا المجاورة منذ عام 2011 على اقتصاد يعتمد أساساً على الخدمات والسياحة.

وأشار هود إلى دعوة الرئيس ميشال عون لبدء استشارات نيابية ملزمة لتشكيل حكومة جديدة، وقال "ليس واضحا إلى متى تستمر، لكن الإنسان يأمل أن السياسيين وصلتهم رسالة الشارع وبدأوا العمل بجدية على الإصلاحات".

وعن المساعدات الدولية المخصصة للبنان (مؤتمر سيدر)، قال المسؤول الأميركي إن "هناك أكثر من 11 مليار دولار تنتظر، ولكن لا توجد حكومة غربية مستعدة لإنقاذ لبنان إذا لم يستوعب السياسيون رسالة الشارع".

وكان لبنان ينتظر الحصول على 11.6 مليار دولار كهبات وقروض أقرها مؤتمر "سيدر" في باريس عام 2018، مقابل إصلاحات هيكلية وخفض عجز الموازنة. لكن الانقسام إزاء تطبيق تلك المشاريع والخلاف على الحصص والتعيينات، حال دون وفاء الحكومة بالتزاماتها.

المساعدات والتأخير البيروقراطي
وفي معرض رده على سؤال من السناتور الجمهوري ميت رومني عن تعليق مساعدات بقيمة 145 مليون دولار رصدها الكونغرس للبنان، قال "لا أستطيع أن أتطرق إلى المداولات الداخلية. صحيح أن العمليات البيروقراطية اليومية بطيئة أكثر مما نحب، ولكن ما أستطيع أن أقوله لم تكن هناك مساعدات منعت من الوصول إلى القوات المسلحة اللبنانية نتيجة لهذه المداولات الداخلية".

وأضاف أن التأخير يعود إلى القرارات البيروقراطية فقط، وليس لديه علم إن كان هناك أي قرار في البيت الأبيض بتعليق تلك المساعدات.

وقال إن الولايات المتحدة، قدمت منذ عام 2006 أكثر من ملياري دولار لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتزمت في السنة المالية 2018 بـ115 مليون دولار كمساعدات اقتصادية وللترويج للعمالة والحكومة الرشيدة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024