عون ومجلس الدفاع حول الحريق: كلام لا يطفئ سؤالاً

المدن - لبنان

الخميس 2020/09/10

إثر اندلاع حريق جديد في مرفأ بيروت، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون لاجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، لمتابعة تطورات ما يحصل في المرفأ والتحقيق بما جرى.
وقد طلب رئيس الجمهورية تشكيل لجنة تحقيق، برئاسة وزير الأشغال، لكشف الأسباب التي أدت إلى هذا الحريق. وتعتبر مصادر المجتمعين أن ما حدث مرده هو قيام أحد أصحاب المستودعات بإجراء عمليات إصلاح مستخدماً منشاراً كهربائياً، ما أدى إلى حصول اشتعال.

وقد أعلن المجلس الأعلى للدفاع، أنه "تم عرض مسألة البضائع والمواد الموجودة في المستودعات، في المرافئ والمطار، لا سيما الخطرة منها، والتي يتوجب تلفها أو التخلص منها وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية الاجراء، تفادياً لأي حوادث كارثية قد تحصل من جراء خزنها". ولفت المجلس إلى أنه "يطلب من الأجهزة المعنية وإدارة المرفأ التدقيق والكشف على محتويات العنابر والمستوعبات الموجودة في المرفأ حالياً".

عون ودياب والإهانة
وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون انه "لم يعد مقبولاً حصول أخطاء أياً يكن نوعها  تؤدي إلى هكذا حريق، خصوصاً بعد الكارثة التي تسبب بها الحريق الأول". وقال عون في مستهل اجتماع المجلس الأعلى للدفاع: "حريق اليوم قد يكون عملاً تخريبياً مقصوداً أو نتيجة خطأ تقني أو جهل أو إهمال.. وفي كل الأحوال يجب معرفة السبب بأسرع وقت ومحاسبة المسبّبين". وتابع عون "العمل اليوم يجب أن ينصبّ على درس الإجراءات الفعالة لضمان عدم تكرار ما حصل". وطلب تشكيل لجنة برئاسة وزير الاشغال تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وشركة المرفأ لوضع تنظيم جديد للعمل في المرفأ، وتأمين السلامة العامة فيه.

رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، قال في مستهل الإجتماع: "ما حصل في المرفأ، ومهما كانت أسبابه، هو بمثابة طعنة جديدة للبنانيين جميعاً، واستهتار كبير وإهانة للدولة والمجتمع. ويجب الإسراع في التحقيق لتحديد المسؤوليات. ويجب أن تكون هناك أجوبة واضحة على اسئلة الناس".

في سياق متصل لفت وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، إلى أن "المعلومات الأولية تفيد بأن أحدهم كان يقوم بورشة تصليح مستخدمًا صاروخًا ما أدى إلى تطاير شرارة واندلاع الحريق".

قذارة الطبقة السياسية
واستدعى الحريق ردود فعل سياسية أبرزها طالب بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق بحقيقة ما يحصل في مرفأ بيروت. وعلّق الرئيس سعد الحريري على حريق المرفأ اليوم، وكتب عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "حريق المرفأ حرّك المواجع من كارثة 4 آب التي تتطلب تحقيقاً شفافاً على أعلى المستويات. بيروت تختنق بدخان الإهمال والشعور بغياب الدولة. ولا مجال للهروب من تحديد المسؤوليات وإعادة النظر بإجراءات السلامة والوقاية من الكوارث المتكررة".

النائب شامل روكز قال: "ها نحن اليوم أمام نيران جديدة تلتهم المرفأ، قد تختلف بالحجم والقوة عن الرابع من آب. ولكن من المؤكد أنها النيران نفسها المنبعثة من قذارة الطبقة السياسية الحاكمة اليوم جاءت لتحرق وتخفي حقيقة 4 آب الأسود". وأضاف: "أما التحقيقات، فماذا حققت حتى اليوم؟ فاسد يحاكم مجرم ومجرم يغطي فاسد، وتضيع كرامة وحياة وروح الشعب اللبناني بين عدالة تائهة وسلطة حقيرة. من رحم حزن وغضب وجراح اللبنانيين ستتحقق العدالة الدولية على أيدي المجتمع والقانون الدولي!". 

رئيس "حركة الاستقلال"، النائب المستقيل ميشال معوّض، رأى أن "حريق المرفأ اليوم يثبت تحلل كل السلطة الحاكمة ويؤكد ضرورة التغيير الشامل"، مضيفًا: "لا يُعقل بعد أكثر من 5 أسابيع على انفجار المرفأ ألّا تكون تمت إقالة جميع المسؤولين المباشرين، وألّا نكون شهدنا مسحًا شاملًا لكل المرفأ بعنابره ومستودعاته وحاوياته وأرصفته". واعتبر، عبر "تويتر"، أن "الأمر يتخطى الإهمال وسوء الإدارة، إلى حد بات المسؤولون يشكّلون خطرًا على حياة اللبنانيين وأرزاقهم ومؤسساتهم".

وشجب نواب بيروت في تكتل "لبنان القوي" بشدة الحريق الهائل الذي اندلع في مرفأ بيروت، وأصدروا بياناً جاء فيه: "في وقت لا نزال نستذكر فيه زلزال الرابع من آب 2020، وننكب على مساعدة بيروت على لملمة جراحها واستنهاضها من كبوتها، ها نحن نستفيق على مشهد مؤسف بشع جديد يلف مرفأ بيروت، مع اندلاع النيران في مستودع لإطارات السيارات والزيوت في المنطقة الحرة". وأضاف البيان: "إننا نستنكر بأشد العبارات هذا الحادث الناتج عن الاستمرار في ممارسة اللامسوؤلية في هذا المرفق العام. وإجراء الملاحقات القانونية اللازمة بحق كل من يثبت تورطه أو تقاعسه، وأخذ كافة التدابير والاجراءات، لكي يصبح المرفأ منطقة محمية وآمنة إلى حين انتهاء التحقيق وإعادة تشغيله ضمن معايير دولية من الشفافية والسلامة العامة".

تغريدات عنيفة
كذلك غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على حسابه عبر تويتر كاتباً: "ما دامت هذه الزمرة "النحس" ممسكة بزمام الأمور سنستفيق كل يوم على خبر مشؤوم جديد. لكننا، وبالرغم من كل شؤمهم، باقون  ومستمرون حتى تخليص البلاد منهم".

من جهته، غرد رئيس حزب الكتائب، النائب المستقيل سامي الجميّل، عبر تويتر قائلًا: "كيف يمكن أن يندلع حريق جديد على رغم وجود كل الأجهزة الأمنية والقضائية في مسرح جريمة مرفأ بيروت؟ مريب ما يحدث هناك في ظل منظومة إهمال وفساد واستغباء ساقطة بكل المعايير. نطالب الأمم المتحدة بوضع يدها على التحقيقات خصوصاً بعد حريق اليوم".

بدوره غرد النائب السابق فارس سعيد، عبر "تويتر"، كاتباً: نرجو الرئيس عون بدل استدعاء المجلس الأعلى للدفاع فليدعو وسائل الإعلام المحلية والدولية ويقول أنا عاجز.. أستقيل"

أما رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فكتب عبر "تويتر": "يا لها من نعمة إلهية وجود وزارة الذئاب والمستشارين. انهيار اقتصادي وكورونا وانفجار المرفأ وتدمير بيروت وحريق جهنم اليوم، مروراً بصيف حار لا مثيل له. يبقى الزلزال والعواصف والعصر الجليدي مروراً بالطاعون والجراد. إن نعمة الدياب لا حدود لها وإن شكرتم لأزيدنّكم".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024