ردح على حطام وسط بيروت.. استكمالاً لسبت "الفتنة" الماضي

المدن - سياسة

السبت 2020/06/13
بعد حفلة الزار أو الردح التي أحياها السبت الماضي سياسيون ورجال دين لبنانيون كثيرون، استهجاناً واستنكاراً وشجباً للتوترات الطائفية وتبرؤاً منها، جراء هجوم عشرات من هتّافي "شيعة شيعة شيعة" على ألوف من المتظاهرين المختلطين طائفياً في ساحة الشهداء، ها نحن اليوم السبت 13 حزيران، نشهد تتمة لحفلة الردح السابقة:

ردح وتظلّم
شجب واستنكارات وإدانات بالجملة لأعمال "فرق سلاح موتوسيكلات الثنائي الشيعي"، وسواه من "مجموعات المصرف"، في إغارتها ليلي الخميس والجمعة (11 و 12 حزيران) على وسط بيروت، وتحطيمها وحرقها عدداً كبيراً من المحال المؤسسات المقفلة والمفلسة منذ شهور، إضافة إلى فروع بعض المصارف. وذلك تعبيراً من المغيرين عن احتجاجهم على الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وعلى ارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني مؤخراً.

وإذا كان تبرؤ السياسيين السابق، ليس سوى قنبلة دخانية لحجب مماراساتهم الطائفية والمذهبية اليومية التي نصّبتهم زعماء على جماعاتهم ومريديهم، فإن حملة استنكار الاعتداءات على وسط بيروت - وهي اعتداءات تستبطن الإثارة الطائفية والمذهيبة ومن طينتها - لا تخرج عن حملة السبت الماضي إلا بتظلمها وتنطحها الفارغ للتهديد والوعيد، وإمعاناً في التبرؤ مما وصلت إليه البلاد من احتقان وتفسخ وانهيار. كأنما ما حصل ويحصل ليس حصاد ممارسات مديدة ساهمت فيها الطبقة السياسية كلها وجماعاتها المتشظية والمتناحرة عل مذابح الزعماء السياسيين إياهم.

شكوى الحريري
شملت حملة السبت 13 حزيران جولة للرئيس سعد الحريري في وسط بيروت. ليوضح مكتبه الإعلامي أنه "تفقد المحال والمؤسسات والأبنية التي تعرضت للاعتداء والحرق والتخريب من مجموعات مضللة. واطلع على حجم الضرر الذي لحق بها. وتحدث إلى المواطنين الحاضرين في المنطقة، واستمع إلى شكواهم واستيائهم، مبديا أسفه واستنكاره لهذه الاعتداءات التي تستهدف دور بيروت وموقعها والسلم الأهلي"، إلى آخر المعزوفة الدائمة والمستعادة في التصريحات اليومية.

وبعد زيارته ضريح والده في جوار مسجد محمد الأمين، غرد الرئيس سعد الحريري عبر تويتر: "لأهل الحكم والحكومة ورعاة الدراجات النارية نقول: بيروت ليست مكسر عصا لأحد ... لا تجبروا الناس على حماية أملاكهم وأرزاقهم بأنفسهم. المسؤولية عندكم من أعلى الهرم إلى أدناه، ونحن لن نقف متفرجين على تخريب العاصمة".

وتابع: "الذين نظموا ونفذوا هجمات التكسير والتخريب والحرق في بيروت، لا يملكون ذرة من أهداف الثورة وقيمها. إنهم مجموعات مضللة تنجرف وراء مخطط ملعون يسعى الى الفتنة ولمزيد من الانهيار".

المشنوق مهدداً
وغرّد النائب نهاد المشنوق سلسلة تغريدات قال فيها: "يا أهل بيروت، آن الأوان لندافع عن مدينتنا أمام جحافل الحاقدين على عاصمتنا الحبيبة، الحاقدين على الشهيد رفيق الحريري".  وأضاف: "تحالف الموتوسيكلات الذي تذكّر فجأةً أنّه فقير وجائع، تلقى تعليمات مباشرة من قيادته، وبجدول أعمال تدميري محدّد، وله أهداف لا علاقة لها بالثورة لا من قريب ولا من بعيد. وعلينا، نحن أهل المدينة، وناسُها، وسكّانُها، ومحبّوها، سنّةً وشيعةً ودروزاً ومسيحيين، أن ندافع عن مدينتنا ضدّ تدمير الأملاك العامة والخاصّة".

وتابع: "حين نزل أهالي بيروت إلى ساحة الشهداء ليثوروا، ضربهم هؤلاء الحاقدون وأهانوا الفتيات والأمّهات، وشتموا المقدّسات. هؤلاء ليسوا ثوّاراً بل مخرّبين وحاقدين. الثورة الحقيقية أمّ، وطفلٌ على كتفِ والده، وجدّاتٌ قويّات وأجدادٌ غاضبون، يهتفون من أجل التغيير".

واستطرد المشنوق: "لا تأتي الثورة بسواعد من ضربوا الثوّار، ومن أهانوا الشابات والشبّان، ومن شتموا وخرّبوا. هؤلاء يريدون إحراق الثورة وإحراق بيروت. لكنّ بيروت لن تسكت على إحراقها بالحقد والنار والشتائم، أمام خطة أمنية غير قادرة على حماية وسط المدينة، بدليل ما حصل بالأمس. بيروت لها رجالها ولها كلمتها ومن يعِش سيرى ويسمع".

دريان: أين الدولة؟
واستنكر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان "ما قام به المخربون في العاصمة بيروت، الذين ينبغي أن يلاحقوا ويلقى القبض عليهم ويحالوا على القضاء المختص ليحاسبوا ويعاقبوا ويكونوا عبرة لغيرهم، وإلا يكون الكلام لا قيمة له بعد الآن".

وحمّل "الدولة مسؤولية ما حصل في وسط بيروت من أعمال شغب وتكسير وحرق للمحلات التجارية من أملاك عامة وخاصة، التي ينبغي أن تكون حامية لأملاك الناس".

وأردف دريان: "إن غابت الدولة عن القيام بمهامها سادت شريعة الغاب التي لا يرتضيها عاقل ولن نسكت بعد الآن عن مثل هذه الأعمال المنافية للأخلاق الإنسانية والمخلة بالأمن". 

دياب: مسح الأضرار
وصدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء البيان الاتي: "كلف رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير إجراء مسح ميداني للأضرار التي أصابت المؤسسات التجارية والأملاك العامة والخاصة".

وكان دياب أجرى اتصالات بقادة الأجهزة العسكرية والأمنية لاتخاذ الاجراءات المناسبة "لوقف الاعتداءات المشبوهة على الأملاك العامة والخاصة في وسط بيروت". وأكد أن ما حصل "مرفوض ويجب اتخاذ كل التدابير (من يتخذها؟!) التي تحمي أملاك الناس والمؤسسات، وقمع كل عمليات التخريب". 

المستقبل: درأ الفتنة
ودانت منسقية بيروت في "تيار المستقبل" عملية "التعرض للقوى الأمنية والعسكرية، والاعتداءات المشبوهة على المؤسسات والأملاك العامة والخاصة في وسط بيروت التجاري".

وجاء في بيان صادر عن المنسق العام لمدينة بيروت في التيار سامر سوبره: "أن التعبير عن رفض ممارسات السلطة وإخفاقاتها لا يكون بالتكسير والعبث بأرزاق الناس الذي يناضلون نضالا كبيرا للبقاء والصمود لتمرير هذه المرحلة الصعبة على لبنان وأهله. إننا نرفض التعرض للقوى العسكرية والأمنية وللمواطنين بحياتهم وأرزاقهم". وقال إن "أجندات ومشاريع مشبوهة تعمل لإفشال الحراكات المطلبية وشيطنة الثورة والنيل من هيبة الدولة".
ودعا "المسؤولين السياسيين والروحيين، والأجهزة الأمنية للتصدي للممارسات الشنيعة بحق الناس ومصالحها، ودرء الفتنة المتنقلة، والضرب بيد من حديد وقمع الخارجين عن الأخلاق والمبادئ والأعراف والقانون". 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024