لهذه الأسباب أُلغي احتفال النصر

المدن - لبنان

الأربعاء 2017/09/13
أسئلة كثيرة طرحت عن الأسباب التي أدت إلى تأجيل احتفال النصر في ساحة الشهداء، أو الغائه بالأحرى. ووفق بعض المعطيات فإن الخلافات السياسية هي التي أدت إلى الغاء هذا الاحتفال، بالإضافة إلى وضع التخوف الأمني في الحسبان. ومن بين الأسباب التي أدت إلى الالغاء، وفق مصادر متابعة، هي التخوف من إمكانية عدم تجاوب الناس مع الدعوة، طالما أنه لم يتم الحشد على أساس سياسي، بمعنى أن الأحزاب لم تدخل بثقلها لحشد الجماهير لحضور المهرجان.


وتفيد المصادر أن رئيس الجمهورية ميشال عون أصرّ على حضور الاحتفال مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، اللذين لم يبديا حماسة للمشاركة شخصياً والقاء كلمة فيه، أولاً لأسباب أمنية، وثانياً لأسباب شخصية تتعلق بهما. إذ لم يسبق لهما أن شاركا في احتفال شعبي بصفتهما الرسمية وليس الحزبية.

كذلك، فإن التخوف من حصول إنقسام سياسي في الكلمات التي ستتلى في الاحتفال، بالإضافة إلى عدم القدرة على توحيد الجمهور المشارك فيه سياسياً. فجمهور تيار المستقبل لن يتوافق مع جمهور حزب الله أو حركة أمل مثلاً. بالتالي، فإن الإنقسام السياسي قد ينعكس إشكالات في الاحتفال، تؤدي إلى تفريغه من مضمونه، وقد تؤثر سلباً في المناخ العام في البلد، خصوصاً أن المستقبل يرفض الاعتراف بأي دور لحزب الله في المعركة، ويعتبر أن ما قام به الحزب هو مسرحية لتبرير الصفقات التي عقدها مع التنظيمات الإرهابية. فيما يعتبر جمهور حزب الله أنه صاحب الفضل الأكبر في الانجاز الذي تحقق، فيما الأفرقاء المسيحيون يريدون حصر ذلك بالجيش.

ومن الأسباب التي أدت إلى الغاء الاحتفال، الإنقسام السياسي بين الرؤساء الثلاثة، والذي كان سينعكس بشكل واضح في كلماتهم. وهذا ما يتجلى في مواقف التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، بشأن التحقيق والمحاسبة ووجوب مساءلة أركان العهد السابق، فيما يرفض بري والحريري ذلك، ويعتبران أن المس بالرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام، وقائد الجيش السابق جان قهوجي، خطّ أحمر. كما أن هذا الإنقسام كان سينعكس في توجهات بري والحريري من جهة أخرى، إذ إن بري سيشدد على دور حزب الله والمقاومة، فيما الحريري كان سيرفض ذلك، ويؤكد أنه لا يوافق على ما قام به حزب الله، ويمنح دعمه للجيش فقط.

وتكشف مصادر متابعة أن الترحيب الغربي وخصوصاً الأميركي بالاحتفال، ومحاولة توفير دعم معنوي له من خلال مواكبته، قد أثار حفيظة بعض الأطراف في لبنان، وخصوصاً حزب الله الذي اعتبر أن واشنطن تسعى إلى ترسيخ الانقسام اللبناني، والاستثمار في هذه المناسبة، من أجل الإيقاع بين الجيش والمقاومة. وما عزز اعتراض حزب الله، هو ما حكي عن توجيه دعوة إلى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل لحضور الاحتفال. الأمر الذي يعترض عليه حزب الله بشكل قاطع. فيما يعتبر بعض المعارضين لحزب الله أن الحزب أوصل رسائل إعتراضية على اجراء هذا المهرجان، لسبب وحيد وأساسي، وهو عدم استمرار التمجيد بالجيش وبدوره، بدون ذكر المقاومة، لأن الحزب يعتبر أن البعض كان سيستثمر في هذا المهرجان والإنطلاق منه لتكثيف الدعوات بحصر مهمة حماية لبنان وحدوده بالجيش مع تهميش المقاومة ودورها، وصولاً إلى إعادة طرح ملف سلاح المقاومة على طاولة البحث، وبذلك تكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة قد تعرّضت لنكسة، بعد الاجماع الذي حاول الحزب ارساءه حولها.

ثمة أسباب أمنية عززت اللجوء إلى الغاء الحفل وتجنّب أي حرج سياسي من خلاله، وهذه الأسباب تستند إلى تحذيرات وتخوفات من إمكانية لجوء بعض المتطرفين إلى الإندساس بين المحتفين، واللجوء إلى عمليات استفزاز أو إثارة أي إشكال يؤدي إلى اشتباك، وحتى فرضية تعرّض الاحتفال لعملية أمنية كتفجير أو حادثة إطلاق نار.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024