حماة الشمالي: مليشيات النظام تعفّش المدن وتُحطّبُ البساتين

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/09/11
ما زالت حملة "التعفيش" التي تنفذها مليشيات النظام الروسية في مدن وبلدات حماة الشمالي وجنوبي ادلب، مستمرة، وسط جولات ميدانية ينفذها قادة النظام الأمنيين والعسكريين في تلك المناطق بهدف الترويج لـ"استقرار" المنطقة، ودفع النازحين للعودة إليها. وتقول المليشيات إنها ستفتتح معبر أبو ضهور شرقي ادلب لاستقبالهم، بحسب مصادر "المدن".

تعفيش انتقامي

حملة "التعفيش" التي تتعرض لها مدن وبلدات حماة الشمالي وجنوبي ادلب، ما تزال مستمرة، وبشكل غير مسبوق، وبدا أنها انتقامية ومنظمة تهدف إلى تدمير المنطقة وإفقارها. وجرى تقسيم الحملة من قبل المليشيات على مرحلتين؛ في المرحلة الأولى، وهي في الأسبوع الأول بعد سيطرة المليشيات على المنطقة، وفيها عفّشت المليشيات أثاث المنازل وصهاريج المياه، والسيارات ومضخات المياه والمحال التجارية.

وفي المرحلة الثانية سمحت المليشيات لـ"الشبيحة" من البلدات الموالية في ريف حماة الشمالي، باجتياح المنطقة، وهم من المقربين من "قوات النمر" و"الفيلق الخامس"، والمليشيات المسيحية، وأتاحت لهم فرصة سرقة ما تبقى من أملاك المدنيين ومنازلهم وبساتينهم ومشاريعهم الزراعية، وتدميرها بشكل شبه كامل. ورافق المرحلة الثانية من "التعفيش" حرق منازل ومحال العائلات المعارضة بعد إفراغها بشكل كامل، وطال ذلك كفرزيتا واللطامنة ولطمين والصياد وخان شيخون ومورك.

الناشطة المدنية يافا محمد، أكدت لـ"المدن"، أن البلدات التي سيطرت عليها المليشيات شمالي حماة باتت مناطق مستباحة من المليشيات والمقربين منهم في المناطق الموالية، وبعدما فرغت المليشيات من سرقة محتويات المنازل والمحال تفرغت للبساتين المحيطة لقطع أشجارها وتحويلها إلى حطب للتدفئة. وقالت يافا، إن أكثر من 4000 شجرة زيتون وفستق حلبي قطعت خلال الأسبوع الماضي، والجزء الأكبر منها يقع في بساتين مدينتي كفر زيتا واللطامنة. وبحسب يافا، فإن عمليات التحطيب تمت بشكل عشوائي ولم تستهدف مقاتلي المعارضة فقط.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن منازل مدينة خان شيخون وريفها القريب تم سلبها بالكامل من قبل عناصر المليشيات، ولم تسلم مساجد المدينة من السرقة. وباعت المليشيات أحياءً في الخان وبلدات جنوبي ادلب وصولاً إلى الهبيط لمتعهدين متخصصين بتفكيك محتويات المنازل، الأثاث والنوافذ والأبواب والسيراميك وأسلاك الكهرباء من الجدران، وتمديدات المياه وغيرها من التجهيزات والوسائل التي تحتويها.

جولات ميدانية

تجول رئيس اللجنة الأمنية والعسكري التابعة للنظام في حماة اللواء رمضان رمضان، في بلدات حماة الشمالي والخان، وزار مواقع تابعة لـ"الفرقة التاسعة" التي يقودها. كما أجرى قائد "الفيلق الخامس" اللواء زيد صالح، جولة ميدانية على مواقع المليشيات على جانبي الطريق الدولي بين مورك جنوباً والخان شمالاً، وتفقد مواقع انتشار عناصره في الخان وبلدات حماة الشمالي. وتزامنت تلك الجولات مع زيارة رئيس مركز المصالحة الروسي إلى خان شيخون. والتقى وفد عسكري روسي محافظ حماة محمد حزوري.

وتقول المعارضة إن المليشيات تكذب في مزاعمها حول تحقيق الاستقرار في بلدات شمالي حماة والخان وتوزيعها المساعدات على الأهالي، وأن ما يقوم به مسؤولو النظام وضباط الجيش الروسي هدفه دعائي في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة تحت سطوة المليشيات التي استباحتها واستكملت تدميرها.

معبر للنازحين

قال قادة في المليشيات إن معبر أبو ضهور الإنساني شرقي ادلب سيفتح أبوابه قريباً لاستقبال النازحين، وتسهيل عودتهم إلى مدنهم وقراهم شمالي حماة والخان وريفها جنوبي ادلب. وتقول المليشيات إنها على استعداد لمساعدة النازحين للوصول الى منازلهم التي جرى تأمينها من الألغام والمتفجرات. مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أن غالبية نازحي شمالي حماة وجنوبي ادلب هم من المعارضين، ويستحيل أن ترجع العائلات إلى بلداتها الواقعة تحت سيطرة المليشيات.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024