السويداء:بعد طول انكار..النظام يُفرج عن شهاب الدين!

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2019/10/08
أفرجت المخابرات السورية عن الناشط المعارض مهند شهاب الدين، بعد ضغط من "حركة رجال الكرامة"، رغم انكارها خطفه قبل 4 شهور من مدينة السويداء، بحسب مراسل "المدن" زين الحلبي.

"الحركة" أعلنت في بيان لها، أن شهاب الدين كان قد تعرض للاعتقال من أمام منزله، من دون وجود مذكرة اعتقال قضائية وبطريقة تعسفية، وتم إطلاق سراحه بعد تدخل "الحركة"، وذلك بعد عدم ثبوت اي تهمة جنائية موجهة ضده. وأضاف البيان: "حركة رجال الكرامة متمثلة بقائدها الشيخ ابو حسن يحيى الحجار تؤكد بإنها ستبقى سنداً لكل مظلوم وتهنئ آل شهاب الدين على سلامة ابنهم وحريته".

مصدر مقرب من شهاب الدين، قال لـ"المدن"، إن شقيق مهند توجه إلى الشيخ يحيى الحجار، في الأيام الاولى لاعتقاله، وطلب منه التدخل بالقضية، لكن الحجار اشترط يومها أن ترفع فصائل "الشريان الواحد" يدها عن الملف. وهذا ما حصل لاحقاً، لتبدأ "الحركة" مفاوضات مع مسؤولي النظام منذ تموز/يوليو، نجحت خلالها بالحصول على اعتراف بوجود مهند لدى أحد الفروع الأمنية في دمشق، ثم طالبت بإطلاق سراحه في حال عدم تورطه بقضايا جنائية.

وحاول مسؤولو النظام المماطلة بإطلاق سراح شهاب الدين، ما أثار استياء قادة "الحركة"، فتوجه عدد منهم برفقة شقيق مهند إلى فرع "المخابرات العسكرية" في السويداء، ووجهوا تحذيراً له، وتدخل وسطاء من النظام على الفور طالبوا "الحركة" بعدم التصعيد، وقطعوا وعوداً بالإفراج عن مهند خلال 24 ساعة.

شهاب الدين قال بعد وصوله إلى منزل الحجار، إن السبب الرئيسي وراء اعتقاله، كان ظهوره في مقطع مصور يكسر فيه فنجان القهوة المرة في صرح سلطان باشا الأطرش في بلدة القريا، وقوله إن ذلك "رد اعتبار للجبل.. إذ أن فنجان العز لا يُكسر إلا هنا". وذلك على خلفية كسر أحد أهالي مخطوفي السويداء فنجان القهوة أمام بشار الأسد.

وأكد مهند أنه تعرف على المسلحين الذين خطفوه من أمام منزله، واثنان منهم من السويداء، من دون أن يفصح عن اسماء، لافتاً إلى أنهم نقلوه في البداية إلى فرع "الأمن العسكري" في السويداء الذي رفض استقباله، ثم اقتادوه إلى "شعبة المخابرات العامة" في دمشق، التي قامت باعتقاله والتحقيق معه حول نشاطه السياسي. وركز التحقيق على قضية كسر فنجان القهوة، إذ تم اعتبارها إهانة للأسد.

مصدر مطلع قال لـ"المدن"، إن شهاب الدين نقل قبل أسبوع إلى "شعبة المخابرات العسكرية" بطلب من رئيسها اللواء كفاح الملحم، الذي أصدر قرار إطلاق سراحه، زاعماً أن بشار الأسد تدخل شخصياً في القضية. ثم جرى تسليم شهاب الدين لـ"حركة رجال الكرامة" في دمشق، ونُقل إلى منزل قائدها في قرية شنيرة جنوبي السويداء.

قضية الناشط شهاب الدين أثارت جدلاً واسعاً في حزيران الماضي، بعد اختطافه على يد عصابة أمنية، وقد نجح النظام من خلال الحادثة في تفكيك فصائل "الشريان الواحد"، بعدما احتجزت عناصر وضباط للنظام واشتبكت مع "المخابرات العسكرية" لاطلاق سراحه. لكن النظام تعنت حينها، ورفض الاعتراف بخطف مهند، وضغط على بعض فصائل "الشريان" لإطلاق سراح المحتجزين لديها، عبر مشايخ العقل ووجهاء المحافظة، الذين تعهدوا بكشف مصيره ونفوا مسؤولية النظام عن خطفه. وأثار ذلك انقساماً شديداً بين فصائل "الشريان"، وانتهى بتسليم المحتجزين، وانسحاب الفصائل من "تجمع الشريان الواحد".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024