انفجار الركبان.. تغطية على فساد "المستشفى الألماني"؟

هبة الحياه عبيدات

الإثنين 2016/10/17

هزّ مخيّم مخيم الركبان في المنطقة الشمالية الشرقية من الحدود الأردنية مع الجانب السوري، انفجار لم تتضح ملامحه بعد؛ رغم إعلان أحد الفصائل العسكرية السورية أن "تنظيم الدولة الاسلامية" استهدف منطقة قريبة من "المستشفى الألماني" التابع لـ"جيش أحرار العشائر"، وهو ما نفاه أحد لاجئي الركبان وبعض التنظيمات السورية. وأسفر الانفجار عن مقتل لاجئ، واصابة 4 آخرين تم نقلهم إلى أحد المستشفيات في الأردن، بحسب ما أفاد علي العبدالله، لـ"المدن"، وهو ناشط في مكتب التنسيق الخارجي لـ"مجلس عشائر تدمر والبادية".

أحد لاجئي الركبان، قال لـ"المدن"، إن الانفجار مدبر، ولم يكن نتيجة سيارة مفخخة كماأشيع. وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن شخصاً دخل قبل حدوث التفجير "وأمر الأفراد المسلحين بالخروج من النقطة التابعة لهم (..) ثم سمع صوت التفجير، ولم ينجم عن سيارة مفخخة".


وبحسب شهود عيان، فإن التفجير أدى إلى احتراق "المستشفى الألماني"، وهو نقطة طبية ميدانية، داخل مخيم الركبان، وإحدى 3 كرفانات يتولى إدارتها "جيش أحرار العشائر" التابع للمعارضة السورية. وقبل أيام، تم نقل الكرفانين الخاصين بالجيش، وإبعادهم عن الثالث مسافة كيلومترين.


ويؤكد المصدر، أن ما يسمى بـ"المستشفى الألماني" أثيرت حوله تساؤلات عديدة، تتعلق ببيع الدواء الذي يتم تزويد المستشفى به عن طريقة مؤسسة داخل الأردن، ممولة من إحدى المنظمات الدولية؛ وتلك الأدوية يشتريها اللاجئون العالقون في المنطقة الحدودية بين الأردن-وسوريا بأسعار باهظة، عدا عن تبادل صفقات أدوية بين المستشفى ووسطاء يبيعونها لتنظيم "داعش" في الرقة.


مدير المكتب الاعلامي في "جيش أحرار العشائر" محمد عدنان، قال لـ"المدن"، إن فصيله أدخل مساعدات إلى المخيم، الأحد، قبل أن يتم استهداف نقطة حراسة المستشفى، وتزامن ذلك مع زيارة رئيس تجمع "أحرار عشائر الجنوب" الشيخ راكان الخضير إلى المنطقة.


واتهم عدنان تنظيم "داعش" بالوقوف خلف العملية؛ موضحاً أنه كان يسعى لاستهداف نقطتين بعمل واحد؛ أولها استهداف الشيخ راكان الخضير، واستهداف المستشفى الوحيد الذي يقوم بعلاج حالات عديدة في هذا المخيم.


وكان موقع "هلا أخبار" التابع للقوات المسلحة الأردنية، قد نقل عن مصادر رسمية أردنية قولها، إن الأردن يتخذ الاجراءات الضرورية المعتمدة في مثل هذه الحالات، وأعادت ما حصل بأنه داخل الأراضي السورية، ولم يشكل أي خطر أو تهديد على حدود الأردن.


ووفقاً لمصدر مطلع، فإنه كان من المفترض أن يتم، الأحد، توزيع مساعدات على اللاجئين في المخيم بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والسلطات الأردنية، إلا أن تغيير قائد حرس الحدود الشمالية الأردنية تسبب في تأخير دخولها.


يشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في منطقة الركبان بلغ 75 ألفاً، أوقفت السلطات الأردنية إدخال المساعدات إليهم عبر الساتر الترابي الذي رفعته قرب حدودها مع سوريا، على خلفية إغلاق منافذ الدخول إلى الأردن وإعلانها الركبان منطقة عسكرية، عقب هجوم انتحاري أدى إلى مقتل سبعة من أفراد حرس الحدود الأردني في 21 حزيران/يونيو الماضي.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024