طهران "والفاطميون"ينفون سقوط ضحايا في الغارات الإسرائيلية

المدن - عرب وعالم

الخميس 2021/01/14
قال مساعد لقائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني أحاد كريم خاني إن الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في شرق سوريا فجر الأربعاء، لم توقع "أي ضحية"، بحسب ما جاء في وكالة "فارس" للأنباء.

وأضاف خاني رداً على الأنباء عن سقوط 57 قتيلاً في الغارات، إن هذه المعلومات "أكاذيب ودعاية إعلامية"، وقال إن "هذا الهجوم لم يسفر عن أي ضحية".

وكانت المقاتلات الإسرائيلية نفذت 1 غارة شرق سوريا فيما اعتبر أعنف قصف إسرائيلي يستهدف النظام والموالين له منذ بدء الحرب السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن عن مقتل 57  شخصا على الأقل  بينهم 11 مقاتلاً من لواء "فاطميون" خلال الغارات.

لكن قائد لواء "فاطميون" قال إن المقاتلات "الصهيونية" استهدفت في غاراتها الأخيرة مواقع للجيش السوري ولم تستهدف مواقع "فاطميون". ونفى ما نشرته وسائل الإعلام الغربية بشأن مقتل عدد من المقاتلين الأفغان في سوريا.

وأضاف "على الرغم من الحملات الإعلامية الغربية، لم يتم استهداف مواقع فاطميون ولم يستشهد أي مقاتل أفغاني خلال هذه الغارة الصهيونية". 

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن سبب الغارات المكثفة الآخيرة يعود إلى قلق تل أبيب بشأن تطورات الوضع في العراق. وأضافت في تقرير الخميس، إلى أن الهجوم الأخير يختلف عن سابقيه من حيث الحجم والأهداف.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى تأكيدها أن القصف نُفّذ على خلفية تموضع إيران عند الحدود السورية-العراقية وتصعيد التوترات الإقليمية قبيل وصول إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة.

وخلصت التقييمات الاستخباراتية، حسب التقرير، إلى أن إيران تواجه صعوبات في ترسيخ تواجدها غربي دمشق، نظراً للغارات الجوية الإسرائيلية والعقوبات المفروضة عليها، ولذلك بادرت طهران إلى نقل قواتها إلى الحدود مع العراق، أي منطقة تخضع بالكامل لسيطرتها، حيث أقامت بنى تحتية لتنفيذ عمليات نقل القوات وتهريب الأسلحة بين العراق ولبنان.

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي قوله في مفاوضات جرت مؤخراً وراء الأبواب المغلقة: "أجرت إيران تقييم الأضرار، بعد أن أدركت أنها ستواجه صعوبات في أنشطتها قرب الحدود الإسرائيلية، وأعادت النظر في غرب العراق، ونقلت إلى هناك صواريخ قادرة على استهداف أي مكان في الأراضي الإسرائيلية، وبإمكانها نقلها لمسافة أقرب عبر طريق تهريب. كما تقيم إيران هناك شبكة طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصناعات دفاعية لم يكن بوسعها الحفاظ عليها في محيط دمشق".

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين رفيعي المستوى، في تقييمات الوضع المطروحة على السياسيين، يعربون عن قلقهم إزاء إمكانية أن تخسر واشنطن، لدى تولي بايدن مقاليد الحكم، اهتمامها بالعراق، ما يهدد بتحوله إلى دولة خاضعة بالكامل لنفوذ إيران.

وتنصّ تلك التقييمات على أن هذا الاحتمال، بالإضافة إلى إمكانية عودة إدارة بايدن إلى الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات الأميركية ضد طهران، قد يشجع الحرس الثوري الإيراني على تنفيذ عمليات محفوفة بالخطر ضد إسرائيل ودول أخرى.

وأوضح مسؤول عسكري إسرائيلي سابق كان منخرطاً في مساعي منع إيران من التموضع في المنطقة، أن من مصلحة تل أبيب أن "تُظهر للولايات المتحدة أنها لن تقبل بالتفريق بين ملف إيران النووي وتصرفاتها في سوريا أو دعمها لحزب الله، طالما تشكل هذه التصرفات خطراً استراتيجياً على إسرائيل".

وتابع المسؤول السابق أنه إذا كثّفت إيران و"حزب الله" أنشطتهما في المنطقة فإن إسرائيل "ستضطر إلى توسيع نطاق المعركة بين الحروب وتقرير ما إذا كان إبقاء الأنشطة العمليات على مستوى أدنى من مستوى الحرب يكفي لحل المشكلة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024