"تحرير الشام"تبرر اتفاق كفريا والفوعة..والمعارضة تتهمها بتنفيذ"أستانة"

المدن - عرب وعالم

الخميس 2018/07/19
خرجت أكثر من 10 سيارات اسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري تقل مرضى وجرحى من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب باتجاه حلب، مروراً بمعبر العيس في ريف حلب الجنوبي. وخرجت أول قافلة بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، في مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى تحتجزهم مليشيات النظام في الفوعة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وتأخر خروج القافلة من الفوعة وكفريا عن الوقت المحدد، بسبب إصرار أهالي البلدتين ومليشيات النظام فيهما، على الخروج كدفعة واحدة. ودخلت البلدتين، الأربعاء، 90 حافلة، وهو عدد غير كافٍ لنقل ما يقارب 7000 شخص، كما تقول مصادر إعلامية موالية، في حين لا تتوقع المعارضة أن يزيد العدد الإجمالي عن 6000.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أن عدد الحافلات التي وصلت الفوعة وكفريا هو 88 حافلة، و5 سيارات اسعاف، وأن الهلال الأحمر/فرع ادلب أرسل سيارات اسعاف أخرى لنقل الجرحى والمرضى ومرافقيهم، وبلغ عدد الحالات الإنسانية 16 حالة. وأشار المصدر إلى أن أهالي البلدتين والمليشيات كانوا بانتظار وصول 30 حافلة إضافية، ليصل العدد الى 120 حافلة، الحد الأدنى من الحافلات التي يمكنها اخلاء كامل العدد. ودخلت فعلاً حافلات إضافية ليل الأربعاء/الخميس.

ونقلت "شبكة إباء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" عن مسؤولين في "الهيئة" بنود الاتفاق، وأكدت بأنه ينص على انسحاب المليشيات من البلدتين، مع السماح لمن أراد بالبقاء، مقابل خروج 1500 أسيرة وأسير اعتقلوا من قبل النظام بسبب الثورة السورية. وتضمن الاتفاق الإفراج عن 37 أسيراً من سجون المليشيات في منطقة السيدة زينب بدمشق، بالإضافة إلى أربعة أسرى كانوا داخل بلدة الفوعة.

ودافعت "الهيئة" عن الاتفاق وأكدت أنه يأتي استجابة للمطالب المتواصلة من الفعاليات المدنية والمكونات العسكرية في مدينة إدلب وريفها، لحل الملف سلمياً أو عسكرياً. المسؤول الإعلامي في "الهيئة" عماد الدين مجاهد، قال في تصريحات، الأربعاء، إن الاتفاق عبارة عن "خطة دفاعية لمحافظة إدلب"، وإبعاد خطر كفريا والفوعة هو أول خطوة من الخطة العسكرية الدفاعية.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن دفاع "الهيئة" عن الاتفاق يأتي بعد هجوم شنه معارضون اتهموها ببيع أهم ورقة متبقية للمعارضة في الشمال السوري مقابل المال، وأن كفريا والفوعة هي بنود من اتفاق أستانة. ويأخذ أولئك المعارضون على "الهيئة" أنها تطبق مقررات أستانة، وهي التي حرّمت التعامل بها، وكفّرت من حضر المؤتمر. ويعيب المنتقدون على "الهيئة" أنها لم تستطع إلزام مليشيات النظام في البلدتين بتسليم سلاحها، والذي أحرق بشكل كامل قبل يومين. كما أن عدد الأسرى الذين تحدثت عنهم "الهيئة"، 1500، لم يكن وفق قوائم طلبتها المعارضة أصلاً، إنما قوائم اختارها النظام، ما يعني أن من بين المعتقلين المفترض تحريرهم، من تم اعتقالهم قبل فترة قصيرة، لهذه الغاية.

"حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"الهيئة" أصدرت الأربعاء بياناً طالبت فيه أهالي القرى المجاورة للفوعة وكفريا، بعدم الاقتراب من محيطهما حرصاً على السلامة "من انفجار الألغام التي قد تتركها المليشيات خلفها". في حين أعلنت "غرفة عمليات الفوعة كفريا" في بيان، الأربعاء، البلدتين منطقة عسكرية من تاريخ استكمال الإخلاء النهائي فيهما، يمنع دخول المدنيين أو العسكريين من غير أصحاب الشأن إليها حتى الانتهاء من عمليات نزع الألغام وتأمين المنطقة. ويمنع فتح أي مقر عسكري لأي فصيل في الوقت الراهن، وأوضح البيان أن المنطقة بعد انتهاء عمليات المسح والتمشيط، ستكون وجهة للمهجرين والنازحين من مختلف المدن والمناطق السورية، ولهم الأولوية فيها.

المنظر السلفي الكويتي المقرب من "حركة الزنكي" علي العرجاني، شكك بوجود "غرفة عمليات الفوعة وكفريا"، ولمح إلى أنها قد تكون من اختراع "الهيئة" التي تنتظر الاستحواذ على البلدتين وإبعاد فصائل المعارضة الأخرى عنهما.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024