بدء تنفيذ اتفاق "المدن الأربع"

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2017/04/12
اكتملت التحضيرات لتنفيذ "اتفاق المدن الأربع" الخاص ببلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب. وتحركت الحافلات نحو البلدات الأربع، الثلاثاء، وبدأت الوصول إليها صباح الأربعاء. وكان المسلحون والأهالي الراغبون بالخروج من مضايا والزبداني قد سجّلوا أسماءهم وحضّروا ما تيسر من أمتعتهم. وتحركت حافلات من منطقة جبرين في حلب باتجاه كفريا والفوعة، في حين وصلت حافلات إلى الزبداني ومضايا، للبدء بعملية الإجلاء.

ويختلف "اتفاق المدن الأربع" عما سبقه من عمليات تهجير في سوريا، وعن نسخ سابقة من الاتفاق ذاته، بعدم إجبار الأهالي رافضي المغادرة من مضايا والزبداني، على التهجير القسري. في حين سيخرج كامل المسلحين وأهالي كفريا والفوعة. وكان قيادي في "حركة أحرار الشام"، قد قال لـ"المدن"، إن الاتفاق يجيز لأي من الأطراف المشمولة به، عدم مغادرة أراضيه مع ضمان عدم ملاحقته أمنياً.

وتم تنفيذ أول مرحلة من اتفاقية "المدن الأربع" ليل الثلاثاء/الأربعاء، بعملية تبادل أسرى بين المعارضة ومليشيات بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب. مراسل "المدن" هارون الأسود، أكد أن 19 أسيراً وجثة واحدة للمعارضة كانوا محتجزين في كفريا، قد تم نقلهم إلى مركز الهلال الأحمر في مدينة إدلب، ليتم بعدها إيصالهم إلى أهلهم، مقابل تسليم المعارضة 13 جثة من الفوعة وكفريا تم إرسالها إلى مناطق النظام في حلب.

وكان ممثلون عن حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"هيئة تحرير الشام"، وعن "الحرس الثوري" الإيراني ومليشيا "حزب الله"، قد توصلوا إلى اتفاق عُرف باسم "المدن الأربع"، في 28 آذار/مارس، برعاية قطرية. 

وكان مقرراً البدء في تنفيذ المراحل الأولى من اتفاق "المدن الأربع" في 4 نيسان/أبريل 2017، قبل أن يتم تأجيل العمل بالبنود الأولى له بسبب التطورات الأخيرة في الشمال السوري، والحملة العنيفة التي شنتها بعض أطياف المعارضة ضده.

ويبدأ الأربعاء خروج المحاصرين من الفوعة وكفريا، والذين يقدر عددهم بـ8 آلاف، وستكون وجهتهم الأولى إلى مدينة حلب. ووصلت حافلات التهجير، صباح الأربعاء، إلى بلدة مضايا في ريف دمشق. وسيجري إجلاء قرابة 3800 من الزبداني ومضايا، الأربعاء، بينهم مسلحون وعوائلهم، عبر 4 معابر، من بلدات مضايا وبقين والزبداني وقرى الجبل الشرقي، ليتم نقلهم إلى ريف إدلب. وسيتم إخراج قرابة 8000 شخص من بلدتي كفريا والفوعة باتجاه مدينة حلب، كمرحلة أولى.


واتفق الطرفان على "وقف إطلاق نار" يستمر تسعة شهور، دخل حيّز التنفيذ في 9 نيسان/إبريل، بحيث يشمل مدن إدلب وبنش ومعرة مصرين وبلدات طعوم وتفتناز وشلخ ورام حمدان وزردنا ومزارع بروما في ريف إدلب. لكن طيران النظام الحربي والطيران الروسي كثّفا قصف مدينة إدلب وريفها، منذ القصف الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية للنظام.

وسمح النظام بخروج 350 شخصاً من وادي بردى، قبل أن تطلب "لجنة النظام" تفاصيل عن الخارجين من الوادي، من مدنيين وحاملي سلاح. واشترط النظام أن يكون ثلث عدد الخارجين الكلي من المسلحين مقابل ثلثين من المدنيين، على أن يمنع إخراج السلاح.

وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق، إخلاء 1500 من المعتقلين في سجون النظام منهم 600 امرأة، يحدد النظام اسماءهم، وشمل الاتفاق اخلاء مقاتلي "هيئة تحرير الشام" من مخيم اليرموك جنوبي دمشق.

ونص الاتفاق على خروج 2500 من المحاصرين في بلدة مضايا ومدينة الزبداني، بالإضافة إلى من تبقوا في وادي بردى، مقابل خروج 8000 من بلدتي كفريا والفوعة من بينهم 2000 مقاتل وعائلاتهم. ويفترض أن يُستكمل تنفيذ مراحل الاتفاق، خلال شهرين، وينتهي بإفراغ بلدتي الفوعة وكفريا بالكامل.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024