كواليس اتفاق البحرين وإسرائيل..مباركة السعودية وتوراة كوشنر

المدن - عرب وعالم

السبت 2020/09/12
قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن مسؤولين بحرينيين تواصلوا مع نظراء لهم في البيت الأبيض، وطلبوا أن تكون البحرين الدولة التالية بعد الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال الموقع إن هذه الاتصالات جاءت بعد إعلان "اتفاق أبراهام" بين الإمارات وإسرائيل في 13 آب/أغسطس.

وأضاف الموقع في تقرير أنه "بعد ساعات من توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق التطبيع، قام مسؤولون بحرينيون رفيعو المستوى بالتواصل مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، والممثل الخاص للبيت الأبيض للمفاوضات الدولية آفي بيركوفيتش". وقال: "المسؤولون البحرينيون قالوا خلال اتصالهم بالمسؤولين الأميركيين: نريد أن نكون الدولة التالية في التطبيع مع إسرائيل".

وأشار التقرير إلى وجود "علاقات سرية" تسير خلف الأبواب الموصدة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والبحرين، لافتاً إلى أن "اتفاقية تأسيس كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين استغرقت 29 يوماً فقط".

وأضاف أن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون ديرمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعبوا دوراً فعّالاً في تلك المباحثات، مشيراً إلى أنه على عكس الاتفاق المبرم مع الإمارات، تم إخفاء مجريات الاتفاق مع البحرين عن تحالف نتنياهو الحكومي.

كما ذكر التقرير أن كوشنر بعد زيارته لإسرائيل والإمارات الأسبوع الماضي، قام بزيارة البحرين، مشيراً إلى أنه قام بشراء نسخة من التوراة من ماله الخاص، وأهداها لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال استقباله له.

وقال ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان إنه شرع في إجراء اتصالات مع نظيره البحريني جمال فارس الرويعي بهدف التمهيد للتعاون الثنائي داخل المنظمة الأممية.

وفي مقابلة مع قناة "كان"، أضاف أردان أن الاتصال بالرويعي هدف إلى "توسيع دائرة السلام، على اعتبار أن ذلك يمكن أن يفضي إلى تغيير قواعد اللعبة في الأمم المتحدة... نحن بتنا في عهد جديد، فقد بات بإمكاننا أن نواجه التحديات التي يمكن أن تهدد الاستقرار في المنطقة".

وفي السياق، كشف موقع "والا" أن الاتفاق بين البحرين وإسرائيل، جاء في أعقاب حصول المنامة على "ضوء أخضر" من السعودية. وأوضح أن الزيارة التي قام بها كوشنر، أخيراً إلى المنامة، لعبت دوراً مهماً في دفع البحرين للموافقة على تطبيع كامل مع إسرائيل.

ولفت إلى أن الإذن الذي حصلت عليه البحرين من السعودية، ساعد في موافقتها على التوقيع على اتفاق تطبيع كامل مع إسرائيل، قبل موعد التوقيع على الاتفاق مع الإمارات، على اعتبار أن هذه الخطوة تخدم أهداف ترامب.

وعلى الرغم من أن تقدماً كبيراً حدث في اللقاءات التي جمعت ملك البحرين وولي عهده بكل من كوشنر وبيركوفيتش وتم التوافق على معظم تفاصيل الاتفاق المتبلور، إلا أنه تم تأجيل الإعلان عنه حتى يتم التأكد من أن السعودية توافق على هذه الخطوة.

وحول هدف البيت الأبيض من إعلان الاتفاق بين إسرائيل والبحرين قبل موعد التوقيع على الاتفاق مع الإمارات، نقل الموقع عن مسؤول أميركي كبير أن الإدارة الأميركية اعتقدت أن مشاركة دولتين عربيتين في حفل التوقيع على الاتفاق مع الإمارات "يحمل في طياته رسالة ذات صدى واسع في العالم".

ورأت صحيفة "واشنطن بوست" ان النقطة المهمة جزئياً في الاتفاق البحريني-الإسرائيلي هي أنه لم يكن ليحدث من دون مباركة السعودية. وأشارت إلى أن السعوديين مارسوا تاريخياً ما يرقى إلى مستوى الفيتو على السياسة البحرينية، لكن في هذه الحالة، أيّد السعوديون بصمت قرار جارتهم، بدلاً من الاعتراض عليه.

ويعتقد كوشنر أن السعوديين ينتظرون ليروا كيف تسير عملية التطبيع قبل اتخاذ الخطوة بأنفسهم. وقالت الصحيفة إن كوشنر "يعتقد أن التطبيع السعودي في نهاية المطاف أمر حتمي، إن لم يكن وشيكاً".

ووفقه، فقد أعطى السعوديون موافقة ضمنية على قرار الإمارات الشهر الماضي بإعلانهم علناً أنهم سيسمحون للطائرات التجارية التي تسافر بين إسرائيل والإمارات بالتحليق فوق الأراضي السعودية.

وبحبسب الصحيفة، يبدو السودان كذلك قريباً من عقد اتفاقية مع الجانب الإسرائيلي، إذ "يُقال" إن الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الحاكم الذي حل محل الرئيس السابق عمر حسن البشير، يدعم اتفاقاً مع إسرائيل الآن، لكن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والفصائل السياسية الأخرى على ما يبدو غير مقتنعة.

وفي سلطنة عمان، دعم السلطان هيثم بن طارق بشكل علني الصفقة الإماراتية-الإسرائيلية ورفض المحاولات الفلسطينية لإدانة الإمارات. وعلى الرغم من أن هيثم لا يزال يكتسب موطئ قدم في عرشه الجديد، فقد استضافت بلاده بالفعل نتنياهو، مما يجعل التحرك النهائي نحو التطبيع الكامل أسهل.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024