ادلب: مليشيات النظام على مشارف خان شيخون

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/08/14
استولت مليشيات النظام الروسية على قرية كفرعين في ريف إدلب الجنوبي، وحاولت التمدد إلى ما تبقى من قرى ومزارع تفصلها عن خان شيخون من الغرب، مدعومة بالقوة الجوية والبرية الهائلة التي استهدفت المنطقة ومواقع المعارضة بشكل متواصل حتى صباح الأربعاء، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

مشارف خان شيخون

وجّهت روسيا والنظام كامل نيرانهما الجوية والبرية على مربع القرى والمزارع الواقعة بين الهبيط غرباً وخان شيخون شرقاً. واستهدفت الطائرات المروحية والحربية، ليل الثلاثاء/الأربعاء، بأكثر من 150 غارة جوية بالبراميل المتفجرة والصواريخ بلدات كفرعين وزيتونة وتل عاس وخربة مرشد وكفر تاب وأم زيتونة. وتعرض مربع القرى لقصفت بري من مرابض المدفعية والصواريخ التابعة للمليشيات في الهبيط والحماميات وبريدج وتل هواش. وزاد عن 1000 عدد القذائف الصاروخية والمدفعية التي مهدت للمليشيات إلى جانب القصف الجوي العنيف.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن تمهيد المليشيات استمر لأكثر من ساعتين، وتبعه هجوم بري برأسي حربة نحو كفرعين، حيث انقسم عناصر المشاة المدعومين بالمدرعات الروسية T-92 ومعدات الرؤية الليلية على محورين انطلاقاً من نقاطهم ومواقعهم الجديدة في بلدة الهبيط. المحور الأول من الجهة الشمالية للإشغال والدعم الناري القريب ومهام الاستطلاع، وشاركت فيه قوات خاصة روسية تولت الرصد والدعم الناري القريب للمليشيات المتقدمة.

والمحور الثاني تقدمت فيه مليشيات "الفيلق الخامس" و"قوات النمر" و"الفرقة التاسعة" و"الحرس الجمهوري"، واشتبكت مع فصائل المعارضة داخل البلدة. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، وبحسب مصدر "المدن"، فقد اضطرت المعارضة الى الخروج من البلدة بسبب الكثافة النارية بعدما قتلت أكثر من 20 عنصراً في المواجهات والكمائن على أطراف كفرعين.

وكفرعين قرية صغيرة فيها مجموعة من المساكن المتناثرة، وكانت تحصل على خدماتها من المجلس المحلي في بلدة الهبيط، وتعرضت القرية منذ سيطرة المليشيات على الهبيط لدمار شبه كلي بسبب القصف الجوي والبري والمستمر.



حصار شمالي حماة

فشلت المليشيات في توسيع سيطرتها في المزارع والقرى المحيطة، ليل الثلاثاء/الأربعاء، في قرى ريف ادلب الجنوبي القريبة من خان شيخون. وتصدت المعارضة للمليشيات من خلال استهداف مواقعها بصواريخ غراد وبالهاون، وجرت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في أطراف البلدة.

وباتت المليشيات على بعد كيلومترات معدودة من مدينة خان شيخون جهة الغرب بعد سيطرتها على كفرعين. وعلى الأغلب ستحاول المليشيات توسيع سيطرتها لتستولي على مربع المزارع وتأمين محور تقدمها أولاً، وفي مرحلة تالية ستهاجم خان شيخون.

وتستميت المليشيات للوصول إلى خان شيخون من محوري العمليات، الشرقي والغربي، وما ان تصل إلى هدفها سيكون حصار ريف حماة الشمالي قد تحقق بالفعل. وستخسر المعارضة مساحة كبيرة لصالح المليشيات من دون قتال. والمليشيات مستنزفة في معارك الساعات الـ48 الماضية، ورغم ذلك تواصل هجماتها ولا تريد التوقف قبل الوصول إلى هدفها، لأنها تدرك أن أي تباطؤ في العمليات البرية هو فرصة للمعارضة التي تتحين الفرصة لتوجيه ضربة معاكسة وقلب الموازين مرة أخرى.

إشغال بالتناوب

اتبعت مليشيات النظام الروسية خلال الأيام الثلاثة الماضية إشغال محاور الهجوم البري نحو خان شيخون بالتناوب، تدفع المليشيات بكامل ثقلها من الجبهات الشرقية لتحرز أي تقدم بري ومن ثم تنشغل في تثبيت مواقعها والتحضير لهجوم جديد، وفي الأثناء تتولى المليشيات في الجبهات الغربية انطلاقاً من الهبيط العمليات الهجومية وهكذا، وتحافظ المليشيات في كلا المحورين على مستوى مرتفع من المدفعية والصاروخ لإرباك المعارضة وتشتيتها. ويحقق تكتيك الهجمات بالتناوب للمليشيات استمرار الهجوم برغم الخسائر الكبيرة، وإجبار المعارضة على توزيع قدراتها الحربية في محورين رئيسيين.

مصدر عسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير"، أكد لـ"المدن"، أن هجوم المليشيات الوحشي للسيطرة على كفرعين هو انتقام لخسائرها الكبيرة التي تعرضت لها في الجبهات الشرقية، الثلاثاء. وبحسب المصدر، فقد هاجمت المليشيات قرية ترعي وتلتها أربع مرات، وتصدت لها المعارضة، وخسرت المليشيات خلال هجماتها عدداً من الدبابات والمدرعات، وأكثر من 100 عنصر في محور سكيك-ترعي، غالبيتهم قتلوا في تفجير سيارة مفخخة فجرتها "هيئة تحرير الشام" في أطراف سكيك. وقتل عدد آخر في استهداف مركز شنته "الجبهة الوطنية"، بالصواريخ المضادة للدروع وصواريخ غراد التي استهدفت نقاط تجمع المليشيات ومواقعها المتقدمة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024