إسرائيل تصعّد في الجولان..وتتصرف بحذر في جنوب لبنان

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2020/08/04
قال محللون عسكريون إسرائيليون إن استهداف الجيش الإسرائيلي لأربعة أشخاص في جنوب هضبة الجولان السورية بادعاء محاولة زرع عبوات ناسفة، وإعلان الجيش الإسرائيلي أنهم خلية موالية لإيران، يدلّ على أن الإيرانيين والمليشيات الموالية لهم تنشط قريبا من خط وقف إطلاق النار في الجولان.

ورى المحللون أنه بتحميل إيران، أو "خلية الجولان"، المسؤولية عن محاولة زرع الألغام هذه وليس "حزب الله"، يعني أن الأخير لم يغلق بعد حسابه مع إسرائيل على مقتل أحد مقاتليه في غارة إسرائيلية قرب مطار دمشق، قبل أسبوعين.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان أن أفراد الخلية الأربعة هم متطوعون من العراق وأفغانستان في ميلشيا موالية لإيران، وتعمل في سوريا تحت قيادة "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، "ولديهم حساب دموي مع إسرائيل.

وأضاف فيشمان في تقرير ترجمه موقع "عرب 48"، أن الحادث كشف "نقطة ضعف" في علاقات إسرائيل مع الروس. فقد تعهدت روسيا بألا يكون هناك وضع ينشط فيه إيرانيون أو موالون لإيران عند الحدود في الجولان. وقال: "ليس مستبعداً، أن محاولة تنفيذ الهجوم الأخير هي رسالة إيرانية إلى إسرائيل والروس بأنه لن يساعدكم شيء، لقد أصبحنا هنا".

من جهته، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أنه إذا اتضح أن الإيرانيين يقفون وراء محاولة الهجوم في جنوب الجولان، فإنه يبدو أن "هذا رد فعل آخر على سلسلة الهجمات الجوية المنسوبة لإسرائيل في السنوات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا.

وأضاف أن "الخطوات الإيرانية في الجولان ليست منسقة بالضرورة مع حزب الله. وهذا يعني أن حساب حزب الله مع إسرائيل، ما زال مفتوحاً".

وناقشت صحيفة "إسرائيل اليوم" قرار الجيش الإسرائيلي بقتل العناصر ال4 في جنوب الجولان مقابل الامتناع عن استهداف أفراد خلية "حزب الله" التي زعم أنها دخلت إلى مزارع شبعا.

ورأى المحلل العسكري في الصحيفة أن اختلاف القرارين "نابع بالدرجة الأولى من طبيعة المنطقة. فالحدود السورية، خلافاً للبنانية، مريحة للعمل. ولا توجد فيها قوانين واضحة، ولا يوجد ردع متبادل، وكل شيء مسموح".

وأضاف أن "تفوق الجيش الإسرائيلي فيه على العدو، أي عدو، هائل ولا يمكن تقويضه. ويتم التعبير عن ذلك من خلال حرية عمل سلاح الجو في سماء سوريا، وحرية العمل على الأرض على طول الحدود". وتابع أن حكومة النظام السوري "تجعل حياة الجيش الإسرائيلي أسهل، فهذا العدو ضعيف ويهدد أقل بكثير من ذلك الماثل في الجانب الآخر من الحدود اللبنانية".

وتابع أن "التحدي المركزي أمام الجيش الإسرائيلي كان وما زال عند الحدود اللبنانية، حيث تتواصل حالة الاستنفار بذروتها بانتظار انتقام حزب الله".

وفي السياق، قال رون بن يشاي في تقرير بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الجيش الإسرائيلي "يريد إحباط حزب الله، وليس توجيه ضربة إليه تؤدي للتصعيد معه، رغم عدم ثبوت أن المسلحين الذين حاولوا وضع المتفجرات على الحدود السورية تصرفوا نيابة عن الحزب".

لكنه اعتبر أن هذا هو نمط نموذجي لعمله الذي رأيناه في الماضي، و"لذلك تم تجهيز الجيش بالاستخبارات والعمليات، ولم يكن المسلحون محترفين". وأضاف أن "الجزء الجنوبي من مرتفعات الجولان السورية، تعمل فيه العديد من الجماعات المسلحة، معظمهم من معارضي النظام السوري ومسلحي داعش".

لكنه قدّر أن "هذه عملية لحزب الله ربما تمّ تنفيذها بمبادرة من كتيبة الجولان التابعة له، بهدف الانتقام لمقتل علي كامل محسن. مع أن هذا الهجوم ليس احترافياً، لكنه ربما هدف الى مفاجأة الجيش الإسرائيلي، بافتراض أنه يستعد بالفعل لهجوم من لبنان".

وتابع أنه "بدلاً من محاولة قطع محاولات الحزب للانتقام بضربة واحدة كبيرة، فقد قرر الجيش الإسرائيلي إحباط الحزب، على افتراض أن الإحباط يخلق رادعاً أعمق وأكثر استقراراً من ضربة واحدة لمرة واحدة، وفي الأيام المقبلة، أفترض أن الحزب، الذي يعاني من محنة شديدة في لبنان، قرر إغلاق الحدث حتى لا يتعرض لمزيد من الضربات، وربما إعادة تقييم الوضع وقدراته".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024