كم لوحة مرورية تحتاجها سيارتك في الشمال السوري؟

محمد أيوب

السبت 2019/08/10
منع المجلس المحلي في مدينة عفرين في منطقة "غصن الزيتون"، دخول المركبات غير المسجلة في قسم المواصلات التابع له تحت طائلة الحجز. والأمر لا يقتصر على السيارات فقط، بل يشمل أيضاً الدراجات النارية والجرارات الزراعية والآليات الثقيلة.

وعملية تسجيل المركبة واستخراج لوحة تعريفية "نمرة" لها، تمر بمراحل متعددة؛ معاينة الالية وتحديد نوعها واسمها التجاري وتسجيل رقم المحرك ورقم "الشاصي" على اضبارة خاصة بالمركبة، ومن ثم استخراج دفتر خاص بها، قبل اعطاء المركبة رقماً تسلسلياً جديداً يثبّت على المركبة بلوحة معدنية صادرة عن مجلس عفرين المحلي.

المكتب الاعلامي في مجلس عفرين المحلي أكد لـ"المدن"، أنه يسمح بدخول الاليات التي تحمل لوحات صادرة عن المجالس المحلية التابعة لمنطقة "درع الفرات" إلى منطقة عفرين، وتعامل معاملة الآليات المسجلة في عفرين.

سائق شاحنة قال لـ"المدن"، أقوم بنقل البضائع بين مناطق متعددة، وتحمل شاحنتي لوحة مسجلة لدى دائرة المرور التابعة للنظام، لكن "حكومة الانقاذ" في إدلب، ألزمتني بتسجيل الشاحنة في دائرة المواصلات التابعة لها والحصول على لوحات من قبلها. واليوم ولضرورة عملي، فأنا ملزم من مجلس عفرين المحلي بتسجيل الشاحنة والحصول على لوحات معدنية جديدة لها. وبذلك فإن شاحنتي تحمل ثلاث لوحات معدنية صادرة عن ثلاث جهات سورية، لا تعترف أي منها بالأخرى.

ويتم تسجيل السيارات لدى المجالس المحلية في منطقتي "غصن الزيتون" و"درع الفرات" بالطريقة ذاتها. وتعتمد آلية التسجيل على قاعدة بيانات مرتبطة ببعضها، ومع قاعدة بيانات تابعة للحكومة التركية التي تدعم تلك المجالس.

مُهجّر من حمص مقيم في منطقة "غصن الزيتون"، قال لـ"المدن"، إنه اشترى سيارة سياحية قبل تأسيس أقسام المواصلات التابعة للمجالس المحلية في الشمال السوري، بموجب عقد شراء مع صاحب مكتب لتجارة السيارات. وبعد إعلان مجلس عفرين بدء تسجيله للسيارات، حاول المُهجّرُ الحمصي تسجيلها، لكن عند معاينتها تبيّن أنها مسروقة من مدينة اسطنبول ويوجد عليها بلاغ من مالكها قبل أكثر من 3 سنوات. ولذا، فقد تمت مصادرة السيارة من قبل قسم المرور في عفرين، الذي نظّم ضبطاً بالحادثة، وبسبب وجود عقد شراء تم ترك صاحب السيارة، ولم توجه له تهمة السرقة، لكنها وجّهت لصاحب المكتب الذي توارى عن الأنظار.

وليست اللوحات المرورية وحدها المختلفة، بل تصنف السيارات أيضاً في الشمال السوري لأصناف متعددة؛ الأولى هي التي تحمل لوحات تابعة لمناطق النظام، والثانية هي التي ادخلت مؤخراً بواسطة التجار عبر المعابر الحدودية بعد خروج المنطقة عن سيطرة النظام ويطلق عليها اسم السيارات الاوروبية، والثالثة هي التي تحمل لوحات تابعة لمناطق النظام والتي فقدت أوراقها ويطلق عليها اسم اللقيطة أو "اللفة".

وأصبح للمركبات أربعة أنواع من اللوحات تبعاً لمناطق النفوذ؛ حكومة النظام و"حكومة الانقاذ"، و"الحكومة المؤقتة"، وطبعاً هناك لوحات تتبع لـ"الإدارة الذاتية" الكردية في شمال شرق سوريا.

ضابط شرطة في عفرين، قال لـ"المدن"، إن عملية تسجيل الآليات والمركبات، خاصة الدراجات النارية، ومراقبة حركتها يساهم كثيراً بالحد من التفجيرات الإرهابية المتكررة التي تستهدف المدنيين.

وتعاني مدن وبلدات الشمال السوري التابعة لـ"درع الفرات" و"غصن الزيتون" من السيارات والدراجات المفخخة التي تستهدف المناطق السكنية والأسواق الشعبية. وآخر تلك التفجيرات حدثت الخميس بالقرب من دوار غصن الزيتون في عفرين، إذ انفجرت دراجة مفخخة، راح ضحيتها طفل. كما تم العثور على سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير على طريق راجو وسط المدينة، وقامت فرق الهندسة التابعة لـ"الجيش الوطني" بتفكيكها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024