ترامب يغضب الحزبين..تأجيل الانتخابات ليس من صلاحياته

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2020/07/31
قوبل طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس، فكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، برفض فوري من الديموقراطيين ورفاقه الجمهوريين في الكونغرس، صاحب السلطة الوحيدة في اتخاذ مثل هذا القرار.

ورفض منتقدون، وحتى حلفاء ترامب، الفكرة باعتبارها محاولة غير جدية لصرف الانتباه عن الأنباء الاقتصادية السيئة، بينما حذر خبراء في القانون من أن هجماته المتكررة قد تقوض ثقة مؤيديه في العملية الانتخابية.

ويأتي تصريح ترامب على تويتر، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أكبر أزماتها منذ عشرات السنين وهي وباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 150 ألف شخص، وركود شديد نتيجة الوباء واحتجاجات في أنحاء البلاد ضد عنف الشرطة والعنصرية.

وكرر ترامب، من دون تقديم دليل، مزاعمه بشأن تزوير أصوات الناخبين‭‭‭‭ ‬‬‬‬عند التصويت عبر البريد وأثار الجدل حول التأجيل عندما كتب على تويتر: "عام 2020 سيشهد أكثر انتخابات فاسدة وغير دقيقة عبر التاريخ. وسيكون ذلك محرجا للغاية للولايات المتحدة، تأجيل الانتخابات حتى يصبح بمقدور الناس التصويت بشكل ملائم وآمن وبسلامة؟؟؟".

ورفض الفكرة العديد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ومنهم زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل وزعيم الجمهوريين بمجلس النواب كيفن مكارثي. وقال مكارثي: "لم يحدث قط في تاريخ الانتخابات الاتحادية أن تخلفنا عن إجراء انتخابات، وينبغي أن نمضي قدماً في إجراء الانتخابات". كذلك قال عضو الكونغرس الجمهوري آدم كينزينغر إن تحديد مواعيد الانتخابات يضعه الكونغرس، وأضاف أنه سيعارض أي محاولة لتأجيل انتخابات عام 2020.

وردت رئيسة مفوضية الانتخابات الفدرالية أيلين واينباوب على دعوة ترامب قائلةً إن الرئيس لا يملك الحق أو القدرة على تغيير موعد الانتخابات. وأضافت "لا سيدي الرئيس، لا يمكنك تأجيل الانتخابات، ولا ينبغي تأجيلها. الولايات طالبتك وطالبت الكونغرس بتمويلها لتتمكن من إجراء الانتخابات الآمنة والسليمة التي يريدها جميع الأميركيين، لماذا لا تعمل على ذلك؟".

كما رفض النائب الديمقراطي زو لوفجرين، رئيس اللجنة المشرفة على تأمين الانتخابات بمجلس النواب، أي تأجيل. وقال ل"رويترز": "لن نناقش تحت أي ظرف من الظروف القيام بذلك".

وكتب ترامب على "تويتر" ليل الخميس، أن الأميركيين بحاجة إلى معرفة نتائج الانتخابات مساء يوم التصويت، وليس بعد ذلك بأيام أو شهور.

وفي السياق، هاجم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ترامب، مديناً إرساله عناصر من الشرطة الفدرالية ضد "محتجين سلميين" وجهود السلطات "لمهاجمة حق تصويت" الأميركيين.

وناشد أوباما مواطنيه خلال تشييع جون لويس، إحدى أهم الشخصيات في حركة الدفاع عن الحقوق المدنية، المشاركة في الانتخابات، معتبراً أنها "أهم اقتراح في كثير من الجوانب".

وقال أوباما إنه رغم التقدم المحرز منذ ستينات القرن الماضي والذي تميز بالقمع ضد ناشطين مثل جون لويس، "لا يزال بإمكاننا رؤية حكومتنا الفدرالية ترسل عملاء لاستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات ضد المتظاهرين السلميين".

وتابع: "أرسل دونالد ترامب الذي يأمل في الفوز بولاية رئاسية ثانية من خلال تقديم نفسه كضامن للقانون والنظام، إلى بورتلاند في شمال غرب الولايات المتحدة، مئة من عناصر الشرطة الفدرالية يرتدون بزات قوات شبه عسكرية لتوقيف عشرات المتظاهرين المناهضين للعنصرية المتهمين بأنهم مثيرون للشغب".

وأضاف أوباما "بينما نحن نجلس هنا، يبذل الذين هم في السلطة قصارى جهدهم لثني الناس عن التصويت عبر إغلاق مراكز الاقتراع والقوانين المقيدة التي تعقّد عملية تسجيل الأقليات والطلاب وإضعاف الخدمات البريدية التي تسمح بإرسال التصويت عبر البريد. وقال: "مثل جون، سيتعين علينا أن نقاتل بقوة أكبر للدفاع عن أقوى أداة لدينا: الحق في التصويت".

من جهتها، علّقت صحيفة "تايمز" البريطانية على إقتراح تأجيل الانتخابات، قائلةً إن إعلان ترامب جاء بينما تتراجع الأسهم الأميركية بعد الإعلان عن أكبر ركود اقتصادي أميركي على الإطلاق، وارتفاع البطالة الأسبوعية بمقدار 1.4 مليون طلب عمل.

وأضافت أن هذه التغريدات تهدف إلى صرف الأنظار عن أزمة التوظيف الخانقة حاليا. وأشارت إلى أن ترامب ظل لأسابيع يرسل إشارات بأنه يريد تأجيل التصويت، وهاجم التصويت عبر البريد 70 مرة منذ أواخر آذار/مارس، ورفض في مقابلتين القول بأنه سيقبل نتيجة الانتخابات.

وتابعت أن حملة إعادة انتخاب ترامب تواجه مشكلة، حيث أظهرت معظم استطلاعات الرأي أنه، على الأقل، يتخلف عن المرشح الديموقراطي جو بايدن بثماني نقاط، وقالت: "يبدو أنه يبحث عن طرق لجذب إنتباه الناخبين بعيداً عن ارتفاع حالات الوفاة بسبب جائحة كورونا".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024