واشنطن تسحب دفاعات صاروخية متطورة من السعودية

المدن - عرب وعالم

السبت 2021/09/11
أزالت الولايات المتحدة نظامها الأكثر تقدما للدفاع الصاروخي وبطاريات باتريوت من المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة، حتى في الوقت الذي واجهت فيه المملكة هجمات جوية مستمرة من المتمردين الحوثيين في اليمن، بحسب صور بالأقمار الصناعية حللتها وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وجاءت إعادة نشر الدفاعات من قاعدة الأمير سلطان الجوية خارج الرياض، في الوقت الذي راقب فيه حلفاء الولايات المتحدة من دول الخليج العربية بقلق الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، بما في ذلك عمليات الإجلاء في اللحظة الأخيرة من مطار كابول الدولي المحاصر.

بينما لا يزال عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية تبدو كثقل يحقق التوازن ضد إيران، تشعر دول الخليج العربية بالقلق بشأن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة، التي ترى تهديداً متزايداً في آسيا يتطلب تلك الدفاعات الصاروخية.

وقال الزميل الباحث في معهد جيمس بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس كريستيان أولريشن: "التصورات مهمة سواء كانت متجذرة في واقع بارد أم لا.. والتصور واضح جداً بأن الولايات المتحدة ليست ملتزمة تجاه الخليج كما كانت في السابق، في وجهات نظر العديد من الأشخاص في سلطة صنع القرار في المنطقة".

وأضاف أولريشن "من وجهة النظر السعودية، يرون الآن أوباما وترامب وبايدن - ثلاثة رؤساء متعاقبين - يتخذون قرارات تدل إلى حد ما على التخلي".

واستضافت قاعدة الأمير سلطان الجوية، الواقعة على بعد نحو 115 كيلومترا جنوب شرق الرياض، بضعة آلاف من الجنود الأميركيين منذ هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة عام 2019 على مركز إنتاج النفط في المملكة.

جنوب غرب مدرج القاعدة الجوية، توجد منطقة تبلغ مساحتها كيلومتراً مربعاً، حيث وضعت القوات الأميركية بطاريات صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى وحدة "تيرمينال هاي ألتيتيود إير ديفينس" المتقدمة للدفاع الصاروخي. وأظهرت صورة بالأقمار الصناعية، في أواخر آب/أغسطس، إزالة بعض البطاريات من المنطقة، بالرغم من أنه لا يزال من الممكن رؤية النشاط والمركبات هناك.

قاعدة الأمير سلطان السعودية

لكن صورة عالية الدقة من "بلانت لابز" التقطت الجمعة، أظهرت أن منصات البطاريات في الموقع فارغة، من دون أي نشاط مرئي.

قاعدة الأمير سلطان السعودية

وترددت سابقاً شائعات عن إعادة انتشار الصواريخ، ويرجع ذلك جزئياً إلى الرغبة في مواجهة ما يعتبره المسؤولون الأميركيون "صراع القوى العظمى" الذي يلوح في الأفق مع الصين وروسيا.

مع ذلك، جاء الانسحاب بينما استهدف هجوم بطائرة مسيرة للحوثيين السعودية. أصاب الهجوم ثمانية أشخاص وألحق أضرارا بطائرة نفاثة تجارية في مطار أبها جنوبي المملكة.

وأقرّ المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي "بإعادة نشر أصول دفاع جوي معينة"، بعد تلقي أسئلة من "أسوشيتد برس". وقال إن الولايات المتحدة حافظت على التزام "واسع وعميق" تجاه حلفائها في الشرق الأوسط.

وأضاف كيربي "تواصل وزارة الدفاع الاحتفاظ بعشرات الآلاف من القوات فضلاً عن وضع عسكري معزز في الشرق الأوسط يمثل بعضاً من أكثر قدراتنا الجوية والبحرية تقدماً، وذلك دعماً للمصالح الوطنية للولايات المتحدة وشراكاتنا الإقليمية".

في بيان ل"أسوشيتد برس"، وصفت وزارة الدفاع السعودية علاقة المملكة بالولايات المتحدة بأنها "قوية وطويلة الأمد وتاريخية" حتى مع الاعتراف بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية. وقالت إن الجيش السعودي "قادرٌ على الدفاع عن أرضه وبحاره وأجوائه وحماية شعبه".

وجاء في البيان أن "إعادة نشر بعض القدرات الدفاعية للولايات المتحدة الصديقة من المنطقة يتم من خلال التفاهم المشترك وإعادة تنظيم استراتيجيات الدفاع كسمة للانتشار العملياتي".

بالرغم من هذه التأكيدات، فقد ربط الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق، والذي غالبا ما تتبع تصريحاته العلنية أفكار أسرة آل سعود الحاكمة، عمليات نشر صواريخ باتريوت مباشرة بعلاقة واشنطن بالرياض.

وقال الأمير لشبكة "سي إن بي سي": "أعتقد أننا بحاجة إلى طمأنة بشأن الالتزام الأميركي.. على سبيل المثال، عدم سحب صواريخ باتريوت من المملكة العربية السعودية في وقت تتعرض فيه المملكة لهجمات صاروخية وهجمات بطائرات بدون طيار - ليس فقط من اليمن، ولكن من إيران".

وكان من المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ضمن جولة على الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة، إلى السعودية، لكن الزيارة ألغيت بسبب ما وصفه المسؤولون الأميركيون بمشاكل الجدول الزمني.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024