الباب: مجزرة مروعة بانفجار سيارة مفخخة

المدن - عرب وعالم

السبت 2019/11/16
شهدت مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، السبت، انفجارات متعددة تسببت بمقتل وجرح عشرات المدنيين، واحتراق مركبات خاصة وعامة ومحال تجارية وسط المدينة. ووقعت انفجارات في مناطق قريبة من الباب، في الراعي والغندورة، وشهدت مناطق "درع الفرات" استنفاراً أمنياً على الطرق وفي مداخل المدن الكبرى خوفاً من وقوع المزيد من التفجيرات، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

الناشط الإعلامي شريف الحلبي، أكد لـ"المدن"، أن الانفجار الأعنف في مدينة الباب وقع وسط المدينة، بسيارة مفخخة استهدفت الطريق الرئيسي أمام كراج المدينة، وهي منطقة ذات كثافة مرورية عالية، من المسافرين والمتسوقين. وتكثر في الموقع المستهدف المحال التجارية والباعة الجوالين، لذلك كانت حصيلة القتلى والجرحى من المدنيين مرتفعة جداً. وبحسب الحلبي، فقد تتجاوز حصيلة القتلى 17 شخصاً، والعشرات من الجرحى الذي تم نقلهم إلى مشافي الباب والراعي وتم نقل بعض الحالات الحرجة إلى المشافي التركية.

وتسبب الانفجار في اشتعال الحرائق في المحال والسيارات المتوقفة أمام الكراج، وقد احترق عدد من سائقي مركبات النقل العامة في سياراتهم. فالمجزرة مروعة، بحسب الحلبي، الذي أضاف أن انفجارات أخرى سمعت أصواتها في الباب ناتجة عن تفجير فرق الهندسة لعبوات ناسفة في أماكن مختلفة من المدينة.

وأعلن مشفى الباب الكبير عن قائمة بأسماء أكثر من 30 شخصاً أصيبوا في تفجير السيارة المفخخة، ومن بينهم حالات خطرة. وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تعميماً يدعو الأهالي للتوجه إلى المشفى للتبرع بالدم. وقامت فرق الهندسة التابعة لقوات الشرطة والأمن العام في الباب بتفجير عبوتين ناسفتين بالقرب من جامع فاطمة الزهراء وسط المدينة، وفككت عبوة أخرى في سيارة زراعية، وطوقت الشرطة الطريق الرئيسية قرب دوار السنتر وسط المدينة للاشتباه في سيارة متوقفة، ونشرت الشرطة المزيد عناصرها في مداخل ومخارج المدينة.

وانفجرت عبوتان ناسفتان في بلدات قريبة من الباب في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، السبت. الانفجار الأول وقع في الغندورة شرقي الباب وهو ناتج عن انفجار لغم في مركبة زراعية متوقفة في سوق الغندورة، والانفجار الثاني ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة مدنية وتسبب بمقتل السائق بعد نقله إلى مشفى الراعي الكبير جنوبي المدينة.

وكانت مدينة الباب قد شهدت عدداً من حوادث التفجير والكشف عن عبوات ناسفة منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر، زاد عددها عن 12 حادثة، ومنها الكشف عن سيارة مفخخة قرب الجامع الكبير وسط المدينة، وانفجار عبوة ناسفة أمام المشفى الكبير، واكتشاف عبوة قرب جامع البوشي، واكتشاف عبوات ناسفة في عدد من أحياء المدينة وقرب الجوامع والأسواق. واتخذت قوات الشرطة في الباب خلال الفترة الماضية إجراءات أمنية للحد من التفجيرات في الأماكن العامة، وتفرض الشرطة رقابة على المركبات والدراجات النارية في المدينة، وتمنع توقفها أمام المحلات التجارية والساحات العامة، وتطالب الأهالي بالإبلاغ عن أية آلية يشتبه بها وتطالبهم بتوخي الحذر وإفراغ المنطقة للشرطة في حال حدوث أي تفجير والتعاون مع نقاط ودوريات وحواجز الشرطة والاستجابة للإجراءات بالتعريف والتفتيش، وعدم التجول بعد الساعة 12 ليلا بالتوقيت المحلي إلا للضرورة القصوى وحمل البطاقة الشخصية. الإجراءات ذاتها اتبعتها الشرطة في باقي مدن ريف حلب، في إعزاز والراعي ومارع وغيرها. وتفرض الشرطة رقابة شديدة على مداخل المدن والبلدات وتمنع في العادة دخول المركبات والدراجات النارية الغير مسجلة في دوائر المرور، وتمت مصادرة آليات مخالفة.

وشهدت مناطق ريف حلب منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر زيادة كبيرة في حوادث التفجير والعبوات الناسفة وعمليات الاغتيال، والتي استهدفت مدنيين في الغالب، وعسكريين من "الجيش الوطني". وقتل 7 مقاتلين على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية على الطريق الواصل بين الباب والراعي، وفي منطقة عفرين، بعضهم قتل بعبوات ناسفة تم وضعها في سياراتهم الخاصة وآخرين قتلوا بإطلاق النار المباشر. وغالباً ما تقف "وحدات حماية الشعب" الكردية، وراء تلك التفجيرات، التي غالباً ما يتم تنفيذها عبر عملائها في ريف حلب.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024