واشنطن مستعدة للعودة الى مفاوضات جنيف السورية

المدن - عرب وعالم

الأحد 2018/04/15
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، إن الجانب الأميركي سيعود إلى المفاوضات مع  دمشق، إذا ما كشفت الحكومة السورية عن الأسلحة الكيماوية التي في حوزتها.

وأوضحت نويرت في حديث لقناة "فوكس نيوز" الأميركية ليل السبت/الأحد، إنه إذا تم تحقيق هذا الشرط، فإنه سيشجع الجانب الأميركي على العودة إلى المفاوضات في جنيف.

في هذا الوقت قدّمت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا مشروع قرار متعدد الأوجه بشأن سوريا إلى مجلس الأمن الدولي، يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

ومن المفترض أن تبدأ الإثنين المفاوضات حول نص مشروع القرار، الذي صاغته فرنسا. وقال الدبلوماسيون إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد للتصويت على المشروع، لأن باريس تريد أخذ الوقت لإجراء "مفاوضات حقيقية". وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح مشروع قرار داخل مجلس الأمن يجمع الجوانب الكيماوية والإنسانية والسياسية للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

ويدين مشروع القرار الجديد "بأشد العبارات أيّ لجوء إلى الأسلحة الكيماوية في سوريا، خصوصا الهجوم على مدينة دوما في الغوطة الشرقية". وينص على إنشاء "آلية مستقلة" للتحقيق وتحديد المسؤوليات "على أساس مبادئ الحياد والمهنية". كما يدعو سوريا إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وكانت الدول الغربية أحبطت ليل السبت في جلسة طارئة لمجلس الأمن، مشروع قرار روسي لإدانة الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية في سوريا. وجاء رفض المشروع الروسي بعد تأييد 3 أعضاء في مجلس الأمن، ومعارضة 8، وامتناع 4 عن التصويت.

وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال الجلسة، التي دعت إليها روسيا، إن "الضربات ضد مواقع النظام السوري كانت مبررة ومشروعة ومتناسبة.. وتمكنّا من شل برنامج الأسلحة الكيماوية السوري". وأضافت أنه "في حال استخدام النظام الغاز السام مرة أخرى، فإن الولايات المتحدة ستكون جاهزة للرد". من جهته، قال مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، إن الضربات الغربية على مواقع للنظام "انتهاك للقانون الدولي".

وأعلنت روسيا أنها تعتزم الرد على الهجوم الثلاثي على سوريا بتوريد منظومة "إس 300" للدفاع الجوي إلى النظام السوري. وقال رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي، إن "العدوان الثلاثي ضد سوريا، قد يدفع روسيا للرد بهذه الطريقة".

وأشار الجنرال الروسي إلى أن روسيا "رفضت قبل بضع سنوات، نظراً للطلب الملح من بعض شركائنا الغربيين، تزويد سوريا بنظم صواريخ إس-300". لكنه قال إنه "مع الأخذ بالاعتبار ما حدث، نعتبر أنه من الممكن العودة إلى النظر في هذه المسألة ليس فقط في ما يتعلق في سوريا بل وبالنسبة للدول الأخرى أيضاً"، لافتاً إلى أن بلاده "طورت منظومة الدفاع الجوي السورية، وستعود إلى تطويرها بشكل أفضل".

من جهتها، أبدت إسرائيل تخوفها من إمكانية وصول صواريخ "أس 300" إلى قوات النظام السوري. وعبر الجيش الإسرائيلي، عن قلقه من أن يؤدي الهجوم الثلاثي على سوريا، إلى دفع روسيا لتزويد دمشق بمنظومة الدفاع الجوي.

وقالت "القناة الثانية" الإسرائيلية إن مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية يخشون من أن تؤدي الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية، إلى إسراع روسيا بتزويد الحكومة السورية "بمنظومة دفاعية متطورة الأمر الذي سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي العمل في المنطقة".
وأشارت القناة إلى أن المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين يرون أن موسكو ستتجاهل مطالب تل أبيب، معتبرين أن ذلك سيترك "إسرائيل وحدها في مواجهة إيران".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024