اللاجئون السوريون في تركيا..هجرة عكسية إلى الشمال

المدن - عرب وعالم

السبت 2021/05/01
سجّلت الأيام الأخيرة عودة مئات الشباب السوريين من تركيا إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، على خلفية الأوضاع الاقتصادية السيئة، التي فاقمها الحظر والإعلان عن الإغلاق الكامل الأطول الذي بدأ مساء الخميس، والممتد حتى 17أيار/مايو.

وجاء الإغلاق الأخير ليزيد من تدهور أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، وتحديداً العمال المياومين، الذين عانوا منذ انتشار وباء كورونا من تقليص ساعات العمل، والإغلاقات المتكررة. ويعمل غالبية السوريين في تركيا بشكل غير رسمي (بدون تسجيل في مؤسسة الضمان الاجتماعي)، وهو ما يعني استحالة حصولهم على التعويض المالي من السلطات التركية، والمساعدات الإنسانية النقدية والعينية.

وبحسب قريب أحد العائدين إلى سوريا، فإن عدم توفر العمل بشكل مستمر، والإغلاق الأخير دفع بقريبه إلى العودة الطوعية إلى الشمال السوري، مبيناً ل"المدن"، أنه رغم صعوبة الوضع الاقتصادي في الشمال، وعدم توفر فرص العمل، إلا أن المعيشة تبقى في الشمال السوري أرخص من تركيا، ويشير كذلك، إلى تسبب إغلاق تركيا المعابر، وإلغاء إجازات العيد السنوية، في حمل قريبه على العودة.

ويؤكد مدير المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى مازن علوش أن المعبر سجل خلال الأيام الأربعة الأخيرة عودة 700 لاجئ سوري من تركيا. ويوضح ل"المدن"، أن يومي الأربعاء والخميس سجلا لوحدهما عودة 500 شاب.

وحول الأسباب التي أدت إلى ذلك، يقول إن الغالبية ممن توقفوا عن العمل، هم إجراءات وتدابير مواجهة فيروس كورونا في تركيا.

وإلى جانب إجراءات كورونا، أدت الخسائر التي مُنيت بها الليرة التركية، والتراجع في قيمتها في الفترة الأخيرة إلى ارتفاع الأسعار، وزيادة صعوبة الوضع المعيشي.

وبحسب مصادر "المدن"، يتقاضى العامل السوري مبلغاً مالياً يتراوح بين 70- 100 ليرة تركية لقاء عمل يوم كامل، وهو المبلغ الذي قد لا يساعد العائلة الصغيرة على تدبر الحد الأدنى للمعيشة، خصوصاً مع ارتفاع بدلات إيجارات المنازل، والخدمات الأساسية (كهرباء، غاز، مياه)، والمصاريف الأخرى.

ويعيش في تركيا أكثر من 3 مليون ونصف مليون لاجئ من سوريا، وهو ما يجعلها الدولة المضيفة الأكبر للاجئين السوريين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024