النظام يفشل بالتقدم إلى تل الحارة.. وخيارات المعارضة تتقلص

خالد الزعبي

الإثنين 2018/07/16
حاولت قوات النظام إقتحام بلدة مسحرة في ريف القنيطرة اﻷوسط بالتزامن مع قصف مكثف بالمدفعية وصواريخ أرض-أرض من نوع "فيل" و"جولان"، وتمكنت من التقدم إلى "البحوث العلمية" وبعض المزارع المحيطة، قبل أن تبدأ فصائل المعارضة هجوماً معاكساً مكنها من استعادة أغلب ما خسرته.

وبث ناشطون صوراً تظهر فيها جثث عشرات القتلى من قوات النظام على أطراف البلدة. وكانت مجموعة من المعارضة قد استهدفت بصاروخ مضاد للدروع من نوع "تاو" مجموعة لقوات النظام قتل فيها أكثر من 10 عناصر، بينهم قائد "الفوج 137" اللواء ركان ذياب، وهو من بلدة خان الشيح في غوطة دمشق الغربية.

وينحدر أغلب القتلى والجرحى، والذين تجاوز عددهم الـ50، من بلدات مسحرة وجبا وخان أرنبة والبعث في ريف القنيطرة. ويحاول النظام الزج بأبناء القرى والبلدات "المُصالحة" مؤخراً في الصفوف اﻷولى لقواته، خشية وجود ألغام وعبوات متفجرة. وظهر ذلك في محاولة قائد "لواء بركان حوران" وسيم الزرقان، التقدم من بلدة كفرشمس الخاضعة لسيطرته نحو بلدة عقربا الخاضعة لسيطرة المعارضة، وبتغطية نارية مكثفة من قوات النظام المتواجدة في "الفرقة التاسعة" في الصنمين.

وتهدف مليشيات النظام من محاولة التقدم نحو بلدة مسحرة للسيطرة على تل مسحرة، وتضييق الخناق على الفصائل المتواجدة في تل الحارة، بهدف قبول "التسوية" وتسليم التل وفق الشروط الروسية، وهو ما ترفضه بعض الفصائل في المنطقة.

وباتت خيارات المعارضة محدودة بعد دخول قوات النظام بلدات زمرين وأم العوسج، بعد الإتفاق بين فصائل جاسم مع قوات النظام، والقاضي بتسليم جزء من العتاد الثقيل واﻹنسحاب من تلك البلدات التي لا تبعد أكثر من 3 كيلومترات عن تل الحارة.

وكان النظام قد بدأ قصف التل بصورة لم تشهدها المنطقة منذ تحريره من قبل المعارضة في العام 2014، وخلال ساعات من نهار السبت، تعرّض التل لأكثر من 180 غارة جوية، بعضها بصواريخ فراغية وعنقودية. كما استهدف التل بـ200 برميل متفجر، وبعضها حاويات شديدة اﻹنفجار يقارب وزن الواحدة منها طناً. كما استهدفت الغارات تلال مسحرة والمال، وهي النقاط التي تسعى مليشيات النظام للسيطرة عليها، ما يُمكّنها من السيطرة النارية على كامل الريف المحرر في قطاع  القنيطرة اﻷوسط وريف درعا الشمالي.


(المصدر: LM)

وقال ناشطون إن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع قوات النظام المتواجدة في تل الشعار وتل بزاق بعدد من الغارات الجوية ليل السبت/الأحد.

وكانت "هيئة تحرير الشام" وبعض فصائل المعارضة قد عززت من تواجدها في التلال خلال الساعات الـ48 الماضية، مدعومة بآليات وأسلحة ثقيلة، ما يعني أن سيطرة مليشيات النظام عليها لن تكون باﻷمر السهل، وستكلف النظام خسائر فادحة في اﻷرواح والعتاد، نتيجة التحصين وطبيعة اﻷرض المكشوفة التي تحاول المليشيات التقدم منها. هذا، باﻹضافة لإلتحاق مقاتلين من المنطقة الشرقية في درعا والقطاع الأوسط، الرافضين لـ"المصالحة" مع النظام، بفصائل المعارضة في المنطقة.

ويتوقع البعض أن تسعى "هيئة تحرير الشام" من وراء قتالها للحصول على صفقة للترحيل نحو الشمال السوري، بعدما طلب النظام تسليم أسرى له لدى "الهيئة" كانت قد ألقت القبض عليهم في معارك مطار أبو ضهور في كانون الثاني/يناير 2018.

وكانت قافلة مؤلفة من 350 شخصاً، من درعا وريفها الشرقي الرافضين لـ"التسوية"، قد وصلت ليل السبت/الأحد، إلى قلعة المضيق في ريف حماة. وكان من بين المُهجّرين رئيس "محكمة دار العدل في حوران" عصمت العبسي، وبعض قضاة المحكمة، باﻹضافة لأكثر من 50 منشقاً عن قوات النظام، بعضهم من الشمال السوري ممن كانوا متواجدين في درعا.

من جهة ثانية، اجتمع ممثلو قرى وبلدات ريف درعا الشرقي مع الوفد الروسي في مدينة بصرى الشام، بهدف السماح بعودة أهالي الحراك والمليحة الشرقية والغربية وبصر الحرير إلى بلداتهم، وهو ما رفضه الجانب الروسي الذي اشترط تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل الذي تملكه فصائل تلك البلدات، مع اﻹشارة إلى محاسبة المنشقين عن قوات النظام، ما يُشير إلى احتمال بدء عمليات اﻹنتقام التي يتخوف منها اﻷهالي. واعتبر الوفد الروسي أن السبب هو أن تلك البلدات لم يشملها اتفاق "المصالحة"، وقد تمت السيطرة عليها بعد معارك مع قوات النظام، وأن الروس لم يكونوا طرفاً فيها.

أهالي بلدة صيدا الذين عادوا إليها، ليل الجمعة، عثروا على جثث 10 عناصر من المعارضة ومدنيين، بينهم مسنوّن، أعدمتهم مليشيات النظام لدى دخولها البلدة، ونُقلت الجثث للمشفى الوطني في مدينة درعا ليتم التعرف عليها من قبل ذويها.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024