روسيا تزاحم إيران وتهدد "قسد" شرق سوريا

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/07/09
أطلقت روسيا موخراً حراكاً جديداً في شمال شرق سوريا، يستهدف قوات سوريا الديموقراطية بالدرجة الأولى، ويمزج بين الدبلوماسي والعسكري، من دون أن تتضح أهدافه بعد.

فعقب إعادة الانتشار الذي نفذته بعض الوحدات العسكرية الروسية في ريفي الرقة ودير الزور، التقى قائد الجيش الروسي في سوريا، أليكساندر تشايكو، قائد قوات سوريا الديموقراطية "قسد" مظلوم عبدي، من دون الكشف عن تفاصيل اللقاء.

واكتفى عبدي بالقول في تغريدة، إنه "بحث مع تشايكو القضايا المشتركة، ومن ضمنها الانتهاكات التركية للاتفاقات المبرمة".

ورغم أنه لم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي حول هذا اللقاء، إلا أنه يأتي بالتزامن مع الكشف عن بدء حزب "الاتحاد الديموقراطي" الذي يقود "قسد" بطرد قادة حزب "العمال" الكردستاني من مناطق سيطرته بطلب أميركي، وهو الأمر الذي لم يؤكده الحزب بعد.

ويرى البعض أن روسيا تعتبر مثل هذا الإجراء، إن صحّ، تطوراً يتجاوزها من قبل "قسد"، لصالح كل من الولايات المتحدة وتركيا، الأمر الذي لا يمكن أن تتسامح معه، خاصة وأنها تعتقد أنها صاحبة الفضل في انقاذ "الاتحاد" من الهجوم الأخير الذي شنته تركيا نهاية العام الماضي على مناطق سيطرته، ضمن ما يعرف بعملية "نبع السلام"، في الوقت الذي تخلت فيه واشنطن عن الحزب وأعلن رئيسها دونالد ترامب الانسحاب من سوريا.

اللقاء بين المسؤوليَن الروسي والكردي يأتي أيضاً بالتزامن مع حراك عسكري روسي شمال شرق سوريا، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام أو قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وكان العميد في جيش النظام، وقائد "الفرقة 25" المحسوبة على روسيا، سهيل الحسن، المعروف بالنمر، قد توجه إلى المنطقة الثلاثاء، بالتزامن مع حديث وسائل إعلام روسية عن تعزيزات عسكرية تابعة للفرقة وصلت إلى ريف الرقة، على تخوم مناطق سيطرة "قسد"، ملوحة بعمل عسكري ضد القوات الكردية.

ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن مصدر في "الفرقة 25" أن "تعزيزات عسكرية ضخمة من الفرقة وصلت إلى ريف الرقة، وانتشرت في نقاط عديدة في المنطقة".

مصادر أخرى مؤيدة للنظام قالت إن قوات العميد النمر انتشرت في مدينة عين عيسى الخاضعة لسيطرة "قسد" بريف الرقة، لكن مصادر محلية في المدينة نفت هذه المعلومات، وأكدت أن الصور التي نشرت للمناطق التي ظهر فيها سهيل الحسن ليست في عين عيسى.

وسبق ذلك ارسال القوات الروسية ثلاثة أرتال عسكرية إلى شمال شرق سوريا هذا الاسبوع، اثنان منها توجّها إلى الرقة والثالث تمركز في محافظة دير الزور.

وحسب مصادر محلية فإن رتلين عسكريين روسيين مؤلفين من 60 آلية عسكرية قد وصلا إلى دير الزور، من ريف الرقة، واستقرا في معسكر الطلائع على أطراف المدينة، فيما دخل رتل عسكري روسي ثالث إلى دير الزور، وضم نحو 30 آلية عسكرية، الأمر الذي وضعه المراقبون في إطار المزاحمة الروسية لإيران على المنطقة.

وبدأت روسيا بتعزيز وجودها العسكري في دير الزور، بشكل ملحوظ، خلال الأسابيع الماضية، لاستقطاب متطوعين في ميليشيات إيران في سوريا، لتجنيدهم وتدريبهم، كما تعمل على تجنيد مرتزقة من أبناء المحافظة لارسالهم إلى ليبيا.

ومؤخراً، تصاعد التوتر بين الميليشيات الموالية لروسيا والموالية لإيران في مدينة دير الزور وريفه، أسفر آخرها عن مقتل وجرح عدد من عناصر "الأمن العسكري" باشتباكات في المدينة مع ميليشيا "لواء القدس" المدعومة من روسيا.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024