دروز "قلب لوزة" يروون لـ"المدن" تفاصيل مجزرة التونسي

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2015/06/12
علمت "المدن" أن أهالي قرية قلب لوزة وجبل السماق بريف إدلب، قدّموا شكوى إلى "جيش الفتح" في إدلب، ضد "جبهة النصرة" عموماً، ومجموعة "الأمير" أبو عبدالرحمن التونسي خصوصاً، نتيجة التجاوزات والظلم وقتل الأبرياء بلا سبب. الشكوى قدّمت في اجتماع عقده ممثلون عن الأهالي، وممثلون عن حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"جبهة النصرة"، في قرية كفتين، ليل الخميس. وطالب أبناء الطائفة الدرزية في جبل السماق، بمحاكمة على منهج "السنة والجماعة"، لمنفذي المجزرة من جماعة "الأمير" التونسي، بحق أهالي قلب لوزة.

وكانت مجموعة "الأمير" التونسي، قد أقدمت الأربعاء، على قتل 24 مدنياً أعزل، من أبناء الطائفة المعروفية الدرزية، في قرية قلب لوزة، نتيجة تطور لإشكال فردي. مجموعة "النصرة" المسلحة، كانت قد أصدرت فرماناً يقضي بمشروعية استيلائها على البيوت الفارغة في مناطق الدروز بريف إدلب. واستولت فعلياً، منذ مطلع العام الجاري، على 60 منزلاً ضمن القرية، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل بداية الأحداث في سوريا حوالى 2000 نسمة، في حين لا يقطنها اليوم أكثر من 300 نسمة. ويعود أحد تلك المنازل المصادرة لعائلة الشبلي، التي يخدم أحد ابنائها في قوات النظام السوري كمجند إلزامي.

المنزل الريفي للعائلة، يضم مجموعة من الأبنية الصغيرة المتجاورة، على مساحة لا تتعدَى مساحة الدونم الواحد. مصادرة مجموعة "الأمير" للمنزل، واستقدام عناصر من "النصرة" للسكن فيه، ترافقت مع بنائهم لسور حوله، قطّع أوصال البيت الريفي، وأعاق حركة المرور للعائلة داخله. الأمر الذي دفع أحد الأبناء لمعارضة المجموعة المسلحة، وعقب ملاسنة كلامية، وتدافع بين الشاب الأعزل وعنصر مسلح، قامت المجموعة باطلاق النار، وقتل أخوين من آل الشبلي.

المجموعة المسلحة طوقت القرية الصغيرة، وطلبت المؤازرة، حيث دخلت عشرات السيارات ذات المدافع الرشاشة، وانتشر مئات العناصر من الجبهة، وقاموا بعمليات إعدام ميداني للأهالي طالت 24 مدنياً أعزل، بينهم 6 شيوخ، ورجلا دين. بعض الجثث وجدت في البيوت، وأخرى في الشارع.

"جبهة النصرة" كانت قد هدمت مزارات و"أضرحة شركية" بحسب ادّعائها، للدروز، وقامت بارسال دعاة لتصحيح "الأغلاط العقدية" في مذهبهم، على ما ذهب إليه أمير الجبهة أبو محمد الجولاني، في مقابة تلفزيونية على قناة "الجزيرة" مؤخراً. كما أن دروز إدلب تنكروا لمذهبهم، وأشهروا إسلامهم. لكن هذا الأمر، لم يُقنع "الأمير" التونسي أبو عبدالرحمن، الذي يوصف بالغلو والتطرف، من قبل عناصر النصرة نفسها. وكان التونسي قد فرض مجموعة من الفرامانات القهرية ضد دروز إدلب، وأخضعهم للمراقبة الشديدة، وتدخل في صغائرهم وكبائرهم.

صيحات عناصر "الأمير التونسي" على القبضات اللاسلكية، ليلة الأربعاء، تضمنت أوامر جازمة: "اقتلوا كل من يظهر في وجهكم"، بحسب ما علمته "المدن". ولم تسمح مجموعة "الأمير" للأهالي، بالخروج من منازلهم، ودفن أمواتهم، إلا في ساعة متأخرة ليلاً. وظلت المجموعة تحاصر البلدة الصغيرة، ومنعت وفداً قادماً من وجهاء كفتين الدرزية وحزانو السنيّة، المجاورتين، من الدخول والتهدئة.

صباح الخميس، جاءت مجموعة من "النصرة" فرع حارم، وكتيبة من "أحرار الشام الإسلامية"، واستلمت زمام الأمور من مجموعة "الأمير التونسي"، الذي احتجز وعناصره في سجن لـ"جيش الفتح" بمدينة إدلب، بحسب ما قالت تنسيقية كفرتخاريم. المجموعة الجديدة، حاولت تهدئة الأهالي، ووعدتهم بأن ما حدث لن يتكرر، وبعدم السماح لغرباء بالاقتراب منهم، وحصر وجود "جبهة النصرة" في مناطق الدروز، بعناصر سورية. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024