"صفقة القرن":نتنياهو يقصي الجيش..والفلسطينيون يواجهون

المدن - عرب وعالم

الجمعة 2020/01/31
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو امتنع عن اطلاع قادة الجيش الإسرائيلي على المحادثات التي أجراها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاريه حول "صفقة القرن"، مضيفةً أن نتنياهو "أبقى الجيش خارج صورة ترسيم الحدود الدائمة".

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي تلقى تفاصيل حول الصفقة "قبل ساعات معدودة فقط من علم الجمهور كله بها". 

وأدى هذا الوضع إلى حالة بلبلة وارتباك في قيادة الجيش الإسرائيلي منذ إعلان نتنياهو، نهاية الأسبوع الماضي، عن سفره إلى الولايات المتحدة، مطلع الأسبوع الحالي. "بدأ الجيش بالاستعداد لخطوة دراماتيكية حول ترسيم الحدود الدائمة من دون أن تكون لدية أي فكرة حول ما الذي يستعد له، تسوية أم أزمة". 

ودخلت الهيئة العامة لأركان الجيش في ماراثون مداولات ومشاورات حول الإمكانيات المختلفة. ودُعي إلى المداولات مسؤولون كبار سابقون في جهاز الأمن، من أجل أن يتحدثوا عن أدائهم في الفترة التي جرت فيها مفاوضات مع الفلسطينيين، بصورة مباشرة أو بوساطة الأميركيين.

لكن المواضيع الأولى التي طُرحت على مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تطرقت إلى التعامل مع مواجهات في الأراضي الفلسطينية، وصولا إلى مواجهة واسعة واشتباكات مسلحة بمشاركة تنظيم فتح وأفراد أجهزة الأمن الفلسطينية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه توجد لدى الجيش الإسرائيلي "خطط درج" جاهزة لاحتمال تدهور الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية وبدرجات خطورة مختلفة، على خلفية التخوف الإسرائيلي من وقف السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني، "وهذا أمر قد يحصل إذا ضمت إسرائيل منطقة فلسطينية بصورة أحادية الجانب".

يأتي ذلك في وقت أصيب 48 فلسطينياً الجمعة، بجروح وحالات اختناق، إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان، أن طواقمها "تعاملت مع 48 إصابة، في مواجهات متفرقة في عدة مدن وقرى فلسطينية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي. وبينت أن طبيعة الإصابات تنوعت بين الإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والاختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابات أخرى بالحروق، أو نتيجة السقوط.

وأوضحت أن الإصابات وقعت خلال المواجهات التي اندلعت في مناطق طوباس بالأغوار الشمالية، ومدن نابلس وقلقيلية (شمال)، وأريحا (شرق)، ورام الله (وسط). ولفتت إلى نقل 13 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج، بينما تم علاج باقي الإصابات ميدانياً.

واندلعت المواجهات، عقب مسيرات منددة بصفقة القرن المزعومة. واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المسيرات. بدورهم، رشق شبان القوات بالحجارة، وأضرموا النار في إطارات سيارات مطاطية.

وفي قطاع غزة، أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة، داخل المسجد العمري الكبير، وسط مدينة غزة، تلبيةً منهم لدعوة أطلقتها حركة "حماس"، للتأكيد على رفض صفقة القرن. وأكد نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، خليل الحيّة، أنّ صفقة القرن تحتاج إلى "مواقف جادة واضحة لا رمادية، من كل الأطراف الوطنية والعربية والإسلامية".

وقال إنّ "الفلسطينيين جاهزون للدفاع عن أرضهم، وهم يراكمون القوة، وينتظرون الوقت المناسب، الذي تتوحد فيه الجهود، ليتم تفعيل خيار الجهاد لتحرير كل فلسطين". وأضاف أن "المقاومة خط أحمر، وسلاحها لا يمكن أن يخضع لأي سيطرة، ولا يملك أي شخص في العالم حق نزعه".

وأعرب عن أسفه لحضور ممثلين عن بعض الدول العربية مراسم الإعلان عن الخطة، في إشارة إلى حضور سفراء عُمان والإمارات والبحرين. وقال "إننا نخاصمهم وسيكتب عنهم التاريخ أنهم شركاء في بيع فلسطين وشركاء في التخلي عن المسجد الأقصى". وأضاف إن عنوان صفقة القرن هو "لا فلسطين ولا قدس بعد اليوم".

وبعد انتهاء الصلاة، انتقل المصلون باتجاه ميدان فلسطين الواقع وسط مدينة غزة، للمشاركة في مسيرةٍ حاشدة، دعت لها حركة حماس، رفضا لصفقة القرن. وجابت المسيرة بعض شوارع مدينة غزة، وردد المتظاهرون هتافات منددة بصفقة القرن.

وفي شمال قطاع غزة، خرجت مسيرات حاشدة دعت إليها حركة "حماس" بعد صلاة الجمعة؛ تنديداً بالخطة الأميركية. ورفع المشاركون لافتاتٍ رافضة لصفقة القرن، ورددوا شعارات مناهضة لها، كما حملوا مُجسماً لقبة الصخرة تعبيراً عن تمسكهم بالقدس.

من جهة ثانية، قررت إسرائيل وقف استيراد المنتجات الزراعية، من مناطق السلطة الفلسطينية بدءاً من الأحد. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الرسمية، الجمعة، إن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، أصدر هذا القرار.

وأضافت "تم اتخاذ القرار في ظل فشل مساعي وزارة الدفاع المتكررة، لحل أزمة العجول (البقر) مع الجانب الفلسطيني، التي مست الى حد كبير بمربي الأبقار في إسرائيل".

وكانت السلطة الفلسطينية، قررت قبل أشهر وقف استيراد الأبقار من إسرائيل، أو عبر تجار إسرائيليين، ضمن خططها للانفكاك الاقتصادي والتجاري عن إسرائيل، في العديد من القطاعات. وحاولت إسرائيل الضغط على السلطة الفلسطينية، للتراجع عن هذا القرار، ولكن من دون جدوى.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024