"الفجر الكبرى" توشك على حصار "الخاصرة الشامية"

سيباستيان حمدان

الإثنين 2017/07/17
تستكمل قوات النظام والمليشيات عمليتها العسكرية المسماة "الفجر الكبرى"، للسيطرة على المواقع الحيوية في البادية السورية، وتشنّ لذلك هجومين متزامنين على المعارضة في "الخاصرة الشامية" من محورين؛ من شرقي القلمون حيث سيطرت على سد ريشة وجبل مكحول ونقطة سيس وتيس وجبل البحرين، ومن شرقي السويداء حيث سيطرت على تل صعد وتل أصفر وقرى شنوان وأم قصر.

وتريد قوات النظام إخلاء المنطقة شرقي السويداء من الجيش الحر، وإبعاده عن نقاطها الحيوية وقطع طرق اتصاله في محيط منطقة بئر قصب المعروفة بـ"الخاصرة الشامية"، والتي كانت بوابة محتملة لفك الحصار عن المعارضة في الغوطة الشرقية، والتي تمثل خطراً على مطارات قوات النظام العسكرية. كما أن المنطقة ذات أهمية قصوى لإيران؛ إذ تعمل المليشيات العراقية وبإشراف الخبراء الإيرانيين، على تأهيل مقر بالقرب من مطار السين العسكري معروف بنقطة "القصر الإماراتي" كقاعدة عسكرية رئيسية لإيران في سوريا، وذلك لتمكين مشروع الطريق الرباعي؛ من طهران إلى بيروت.

وتستمر مليشيات النظام في محاولتها محاصرة المعارضة في "الخاصرة الشامية"، وبقي لها نحو 12 كيلومتراً لاطباق الحصار بشكل كامل، عبر التقدم من محوري ريف السويداء الشرقي وريف القلمون الشرقي.


(المصدر: LM)

مصادر "المدن" أشارت إلى أن الجانب الأردني أبدى انزعاجه الشديد من تقدم المليشيات الإيرانية في نواحي الزلف. وعلى الرغم من عدم شمول ريف السويداء الشرقي بـ"هدنة الجنوب"، إلا أنها اعتبرت منطقة "خفض تصعيد". وأرسل الجانبان؛ الأردني والأميركي، عبر "وحدة الرصد" في عمّان، رسائل إلى الجانب الروسي حول رفض عمليات المليشيات، واعتبارها خطراً على الأردن وتهديداً لسيادته وأمنه الإقليمي. وأكدت مصادر "المدن" أن الإدعاء الروسي بعدم القدرة على ضبط المليشيات الإيرانية هو عبارة عن مغالطات تكذّبها وقائع الأوامر الروسية المفروضة على المليشيات الإيرانية في اجتماعات مدرسة المشاة في درعا، وإلتزام المليشيات بالقرارات الروسية.

المعارضة باغتت مليشيات النظام بهجومين مفاجئين؛ الأول للسيطرة على تلال أم رمرم، والثاني للسيطرة على بادية العليانية مقتربة من محاور قوات النظام في العليانية والسبع بيار شرقي القلمون. قائد "قوات الشهيد أحمد العبدو" النقيب أحمد التامر، قال لـ"المدن"، إن خسائر المليشيات تجاوزت 170 قتيلاً وجريحاً ونحو 20 آلية ومدرعة و4 مدافع و3 طائرات.

وانتقد النقيب التامر، اتفاقية "الهدنة" في الجنوب السوري، التي لم تشمل مناطق البادية وشرقي السويداء، معتبراً أنها هدية لقوات النظام، وأن أي هدنة لا تشمل كامل الأراضي السورية لا يعوّل عليها، والهدف منها الاستفراد بمناطق المعارضة، واحدة تلو الأخرى. وتوعد النقيب التامر، قوات النظام، بحرب عنيفة، وقال أن المعارضة لن تستسلم للمليشيات على الرغم من التفاوت الكبير في الامكانيات والكفاءات.

وكانت قوات النظام قد استقدمت أكثر من 3000 مقاتل من المحور شرقي القلمون، وأكثر من 1200 مقاتل من المحور شرقي السويداء. وتضم التعزيزات مليشيات عراقية مدعومة من إيران كـ"القوة الجعفرية" و"القوة 313" و"حركة النجباء"، بالإضافة إلى كتيبة من "الحرس الثوري الإيراني". كما تشارك مليشيات سورية محلية في معارك البادية كـ"نسور الزوبعة" التابعة لـ"الحزب السوري القومي".

وقصفت مليشيات النظام نقاط المعارضة في "الخاصرة الشامية" براجمات صواريخ غراد والمدافع الثقيلة. واستقدمت راجمات "جولان" السورية، وراجمات "اوراغان" حديثة، وعربات "بي أم يي تي 72" الروسية الحديثة، وسط اسناد جوي من مروحيات "كاموف 52" الروسية الحديثة ومروحيات "غازيل" الفرنسية.

غرفة عمليات "الموك" الدولية في الأردن، قامت مؤخراً بتسليح "قوات الشهيد أحمد العبدو" و"لواء شهداء القريتين" و"جيش أسود الشرقية" في البادية السورية بعدد من الرشاشات المتوسطة الأميركية، وراجمات "بي 21" حديثة. ووعدت "الموك" بتقديم معدات أخرى في الأيام المقبلة، قد تشمل صواريخ حرارية مضادة للدروع (كونكورس)، بسبب عدم نجاعة "التاو" في العمليات القتالية مع قوات النظام على عكس ما كان عليه الوضع في المعارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024