الأردن:خيوط المؤامرة بين الملك وأخيه المتمرد

المدن - عرب وعالم

الإثنين 2021/04/05
رغم "توضيح" السلطات الأردنية تفاصيل "مؤامرة" الامير حمزة "ضد أمن الوطن" التي حتمت إحالته مع آخرين الى المحكمة، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" تشكيك دبلوماسيبن في الرواية، في حين كشف موقع "أكسيوس" معلومات عن اتصال الأمير حمزة برجل أعمال إسرائيلي.

وقال الأمير حمزة ولي عهد الأردن السابق، في تسجيل صوتي تناقله الأردنيون الاثنين،:  "لن التزم بالأوامر". وأضاف "بالتأكيد لن التزم عندما يُقال لي ممنوع أن أخرج، وممنوع أن أغرد، وممنوع أن أتواصل مع الناس، وفقط مسموح لك أن ترى" العائلة، بحسب ما قالت "فرانس برس".

وقالت "رويترز" إن التسجيل الصوتي أرسله حمزة إلى أحد معارفه ووزعته المعارضة في البلاد.


وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الأحد، لتوضيح الإعتقالات التي شملت 20 شخصاً لا صفة عسكرية لأي منهم، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي إن "أجهزة الأمن رصدت، في تحقيقات استمرت فترة طويلة، تدخلات واتصالات أجراها محيطون بالأمير حمزة وبينهم الرئيس السابق للديوان الملكي باسم عوض الله مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب لبدء خطوات تزعزع أمن الوطن".

وتابع: "رصدت الأجهزة تواصل شخص له ارتباطات بأجهزة أجنبية مع زوجة الأمير حمزة، وكشفت أنه عرض عليها تأمين طائرة فوراً للخروج من الأردن إلى بلد محدد".

ولاحقاً، ذكر موقع "أكسيوس" أن "رجل الأعمال الإسرائيلي روي شابوشنيك اقترح مساعدة الأمير حمزة وعائلته بعد وضعه قيد الإقامة الجبرية، كجزء من الصداقة التي تربطهما، واقترح إرسال طائرة خاصة لنقل زوجته وأطفاله إلى أوروبا". وأضاف "تدعي الحكومة الأردنية أن شابوشنيك على صلة بالإستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، لكنه يؤكد أنه مجرد صديق للأمير".

وكتب "اكسيوس" أن "شابوشنيك (41 عاماً) كان ناشطاً سياسياً في حزب كاديما الوسطي في إسرائيل قبل 15 عاماً، وعمل مستشاراً لرئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، ثم اتجه إلى القطاع الخاص وعمل في شركة أمنية يملكها رجل الأعمال الأميركي إريك برينسن قبل أن يؤسس شركة آر إس التي قدمت خدمات لوزارة الخارجية الأميركية وحكومات أخرى في العالم، وأيضاً لشركة تابعة لمؤسس بلاكووتر دربت جنوداً عراقيين في الأردن، حيث التقى الأمير حمزة وباتا صديقين مقربين".

في غضون ذلك، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن دبلوماسيين غربيين وعرباً شككوا في الاتهامات التي وجهتها الحكومة الأردنية للأمير حمزة، وقللوا من شأن الشائعات عن محاولته الإطاحة بالملك عبد الله الثاني، من دون وجود أدلة كافية تؤكد هذه الفرضية".
وأبلغ أحد الدبلوماسيين الغربيين الصحيفة أن "التوترات تفاقمت منذ فترة في الديوان الملكي، واستبعد أن يكون اعتقال الأمير حمزة رداً على تهديد وشيك".

واعتبر الدبلوماسيون، حسب الصحيفة الأميركية، أن "تحركات الأمير حمزة وعلاقاته مع قبائل تُشكل قاعدة أساسية لدعم النظام الملكي الأردني، أقلقت الملك عبد الله، وأهمها مع قبائل العجلان في الشمال التي استُقبل فيها الأمير بهتافات مؤيدة".

وتحدث دبلوماسي غربي ايضاً عن أن الحكومة الأردنية "تعتمد على صورتها كدرع متين ضد الاضطراب في المنطقة بهدف كسب دعم حلفاء مثل الولايات المتحدة والسعودية، لذا قد تكون الاعتقالات جزءاً من محاولة لتصوير أن هناك تهديداً لإبقاء البلد في دائرة الضوء".

ولفتت الصحيفة إلى أن "التطبيع الذي جرى أخيراً بين إسرائيل والإمارات وبعض الدول العربية أضعف أهمية الأردن الذي لعب لفترة طويلة دوراً أساسياً كحلقة وصل بين إسرائيل وباقي دول الشرق الأوسط".

وكان الأمير حمزة الذي أبعده الملك عبد الله من منصب ولي العهد عام 2004، قال في شريط مصوّر نقله محاموه الى هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من مكان إقامته الجبرية، أنه "ليس طرفاً في أي فساد أو مؤامرة"، معتبراً أن اتهامه بتخطيط إنقلاب على أخيه والمس بالأمن القومي لبلاده "أكاذيب تهدف إلى التغطية على التراجع في الأردن".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024