مشروع واشنطن لحظر تسليح إيران..يسقط بلا "فيتو"

المدن - عرب وعالم

السبت 2020/08/15
خسرت الولايات المتحدة ليل الجمعة، محاولة لتمديد حظر التسلّح الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في الوقت الذي اقترح فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة لتجنب "مواجهة وتصعيد" في الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إن "فشل مجلس الأمن في التصرف بشكل حاسم للدفاع عن السلام والأمن الدوليين لا يمكن تبريره". وأضاف أن مجلس الأمن "مهّد الطريق أمام الدولة الرائدة في العالم لرعاية الإرهاب بشراء وبيع الأسلحة التقليدية دون قيود محددة من الأمم المتحدة، التي فرضت لأول مرة منذ أكثر من عقد".

واعترضت روسيا والصين خلال تصويت أجراه مجلس الأمن على تمديد حظر التسلّح الذي من المقرر أن ينتهي في تشرين الأول/أكتوبر، لكنهما لم تحتاجا إلى الفيتو لإبطاله. وامتنع 11 عضواً في مجلس الأمن عن التصويت من بينهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا. ولم تصوت لصالح مشروع القرار سوى الولايات المتحدة والدومينكان.

وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون في بيان بعد التصويت، إن هذه النتيجة "تثبت من جديد أن الإجراءات الأحادية لا تحظى بدعم وأن التنمر سيفشل".

ويمكن للولايات المتحدة الآن تنفيذ تهديد بإعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران باستخدام بند في الاتفاق النووي، رغم انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018. ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة قد تفعل ذلك هذا الأسبوع ولكنها ستواجه معركة شرسة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة كيلي كرافت في بيان، إن "الولايات المتحدة ستنفذ خلال الأيام المقبلة وعداً ببذل كل ما في وسعها لتمديد حظر التسلّح".

وقال دبلوماسيون إن مثل هذه الخطوة ستعرض الاتفاق النووي الهش لخطر أكبر لأن إيران ستفقد حافزاً رئيسياً للحد من أنشطتها النووية. وخرقت إيران بالفعل بنوداً في الاتفاق النووي رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وفرض عقوبات أحادية.

وحذّر السفير الإيراني في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي من أن أي عودة لعقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران "ستقابل بشكل صارم من قبل إيران وخياراتنا غير محدودة". وأضاف "ستتحمل الولايات المتحدة وأي كيان قد يساعدها أو يرضخ لسلوكها غير القانوني المسؤولية كاملة".

وكان بوتين استبق تصويت مجلس الأمن بطرح عقد قمة عبر الإنترنت مع الولايات المتحدة وباقي الدول أطراف الاتفاق النووي وهي بريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وإيران في محاولة لتفادي حدوث "مواجهة وتصعيد" أكبر في الأمم المتحدة بشأن إيران.

وقال بوتين في بيان، إن "القضية ملحة". وأضاف أن البديل سيكون "مزيداً من تصعيد التوتر وزيادة خطر الصراع، ولا بد من تجنب هذا السيناريو".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحافيين عندما سُئل عمّا إذا كان سيشارك في تلك القمة: "سمعت إن هناك شيئاً ما ولكن لم يتم إبلاغي به بعد". فيما قال قصر الاليزيه إن الرئيس إيمانويل ماكرون مستعد للمشاركة.

وأوضح بوتين أن روسيا ما زالت ملتزمة تماماً بالاتفاق النووي وأن الهدف من القمة سيكون "تحديد الخطوات التي ستسمح بتجنب المواجهة وتصعيد الموقف في مجلس الأمن".

من جهة ثانية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إن طهران لم توافق بعد على مطالب تقدّمت بها الوكالة لزيارة عدد من المواقع، وأضاف "لكننا نعمل على ذلك".

فيما تحدثت وكالة "بلومبيرغ" عن تقرير للوكالة الدولية حول نقل إيران جيلاً جديداً من أجهزة الطرد المركزي إلى مستودع في منشأة نطنز التي شهدت تفجيراً غامضاً في 2 تموز/يوليو. وقال غروسي أن إيران أطلعت الوكالة "بما يحدث" في نطنز وأن ذلك جزء من "العمل الجاري" للمفتشين.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024