حريق بوشهر:دافع إسرائيل معلوم..ورد إيران خارج السيطرة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2020/07/16
لم تعلن السلطات الإيرانية بعد عن أسباب الحريق الذي اشتعل في حوض للسفن بميناء بوشهر جنوب إيران الأربعاء، وأتى على 7 ناقلات. ولم تُسفر الحادثة عن أضرار بشرية بينما تعاملت فرق الإطفاء مع الحرائق، وفقا لوكالة "إرنا" الرسمية.


وكان قد اندلع حريق آخر، مساء الثلاثاء، في مصنع للألومنيوم في مدينة لامرد، وأُخمدت النيران من دون وقوع خسائر بشرية. وتحقق السلطات الإيرانية في حريقي بوشهر ولامرد وفقاً للإعلام الرسمي الإيراني.

وتشكل الحادثتان امتداداً لحرائق وانفجارات كبيرة في مواقع رئيسية بإيران خلال الأسبوعين الماضيين، أبرزها الانفجار الذي هزّ منشأة "نطنز" النووية قبل أسبوعين، وأدى إلى تضرر أجهزة طرد مركزي متطورة. ولا تزال التكهنات مستمرة حول الجهة التي تقف وراء التفجير، وإمكانية ربط سلسلة الحرائق والانفجارات التي شهدتها إيران في الأسابيع الآخيرة، ببعضها.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن هناك عوامل تعطي وزنا للتقارير التي تفيد بأن إسرائيل ربما وجدت أن الوقت مناسب لمهاجمة المنشآت الإيرانية وربما تشن حملة أكبر خلال المستقبل.

ولخّصت مديرة مركز السياسات العامة للشرق الأوسط في مؤسسة (راند) داليا داسا كاي هذه العوامل بأربع نقاط، أولها أن "المسؤولين الإسرائيليين يرون أن إيران ضعيفة في الوقت الحالي، في ظل حملة الضغط القصوى التي مارستها واشنطن على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في 2018، والعقوبات التي تبعت ذلك".

وإضافة لذلك، كان لوباء كورونا المستجد ومقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني والاحتجاجات الشعبية التي وقعت الخريف الماضي في إيران، "دور في جعل النظام الإيراني أكثر ضعفاً وانعزالاً من قبل".

العامل الثاني، هو ما يعرف بمبدأ "الأخطبوط" الذي "بدأت إسرائيل بتبنيه مؤخراً، ويتضمن استهداف الإيرانيين بشكل مباشر بدلاً من ضرب وكلائهم في المنطقة، كما كان يحصل في السابق.

وقد شنّت إسرائيل وعلى مدى سنين "حملة ما بين الحروب" الهادفة لمنع الإيرانيين من بناء موطئ قدم لهم على الحدود الإسرائيلية مع سوريا. ولكن إسرائيل وسعت حملتها لتشمل العراق، وهو ميدان حساس في ضوء الوجود الأميركي فيه. وما هو مهم هي النزعة الإسرائيلية للاعتراف بوضوح أنها تقف وراء الهجمات بشكل نقل المواجهة من "حرب الظل" إلى "حرب مفتوحة".

وتضيف كاتبة المقال، الذي حمل عنوان "هل قامت إسرائيل باستهداف إيران؟ إليك ما نعرفه"، أن العامل الثالث الذي يرجح وقوف إسرائيل وراء الحوادث الأخيرة، هو "تاريخها في تنفيذ هجمات مماثلة، كما حصل في قصف مفاعل تموز النووي العراقي في 1981، ومفاعل نووي سوري قيد الإنشاء في 2007".

أما العامل الرابع، فيتمثل في "عدم قيام الولايات المتحدة بكبح جماح إسرائيل خلال التحركات التي قامت بها في الشرق الأوسط، وهو ما فهمته إسرائيل على أنه ضوء أخضر لتنفيذ عمليات مماثلة".

وبناء على هذه العوامل الأربعة فتورط "إسرائيل" بالهجوم على مفاعل "نطنز" ليس مستغرباً بل وهناك عمليات أخرى قادمة. لكن رهان "إسرائيل" على عدم الرد الإيراني فيه مخاطرة، وفقا للكاتبة. وقالت: "من الصعب السيطرة على التصعيد عندما تكون الأمور ملتهبة، خاصة عندما يضغط المتشددون باتجاه رد انتقامي. وبعمليات كهذه تقوم أميركا وإسرائيل بدفع إيران نحو تمسك أقوى بالبرنامج النووي ومواجهات إقليمية خطيرة".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024