كورونا أميركا:واشنطن تتبنى نظرية المؤامرة..الصينية الروسية!

المدن - عرب وعالم

الأحد 2020/03/29
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين بالمخابرات الأميركية ودبلوماسيين أن الصين وروسيا تحاولان استغلال تفشي فيروس كورونا المستجد لتقويض دور الولايات المتحدة في العالم من خلال شن هجمات تشكك في كيفية تعمل الإدارة الأميركية مع الأزمة، لصرف الانتباه عن معاناتهما من الوباء.

وقال المسؤولون إن المواقع الإلكترونية الموالية لروسيا والموجهة إلى الجماهير الغربية تحاول نشر الخوف في أوروبا والانقسام السياسي في الولايات المتحدة. فيما كانت الصين أكثر عدوانية بشكل علني، وقد استخدمت شبكة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالحكومة لنشر نظريات مغلوطة، وأحيانًا متناقضة حول الفيروس، للهجوم على واشنطن.

وأشاروا إلى أن حملات الدعاية أظهرت كيف تحولت الصين وروسيا إلى نظامين استبداديين نموذجيين، يعملان على نشر الدعايات الكاذبة لتقويض خصمها المشترك، وهو الولايات المتحدة، بدلاً من معالجة المشاكل الداخلية.

ورجح المسؤولون أن تتراجع الصين عن نشر المعلومات المغلوطة عن تعامل أميركا مع أزمة الفيروس ومقارنته بتعامل الصين، من خلال وزارة الخارجية وشبكة السفارات التابعة لها، وأن تتبنى النهج الروسي، بالاعتماد على أجهزة المخابرات لنشر هذه المعلومات الخاطئة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين آخرين أن واشنطن وبكين توصلتا إلى هدنة مؤقتة، وتتلخص هذه الهدنة بما يشبه دعوة لوقف الهجمات والاتهامات المتبادلة بشأن الفيروس، لكن المسؤولين يشككون في احتمالية أن تستمر الهدنة.

وقال مسؤول أميركي إن الصين أكدت للولايات المتحدة بأنها ستقلل حملتها بعد أن تعرضت لانتقادات من الدول الأوروبية ووزارة الخارجية الأميركية، وقال مسؤولون آخرون إن الصين كانت تقوم فقط بتغيير طريقتها بعد أن وجدت أن حملتها المضللة كانت أقل فعالية مما كانت تأمل.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفاقا في مكالمة هاتفية مساء الخميس على العمل معاً للقضاء وباء كورونا. وقال ترامب في وقت سابق إنه سيتوقف عن مناداة فيروس كورونا ب"الفيروس الصيني".

من جانبها، قالت المسؤولة بوزارة الخارجية الأميركية ليا غابرييل  إن "روسيا والصين وكذلك إيران زادت بشكل كبير من نشرها معلومات مضللة عن الفيروس التاجي منذ كانون الثاني/يناير الماضي، كما إنهما كررتا وضخمتا أكاذيب مناهضة للولايات المتحدة".

وأضافت أن "أزمة كورونا أتاحت حقاً فرصة للجهات الخبيثة لاستغلال مساحة المعلومات لأغراض ضارة"، وأشارت إلى أن الفرق في الإدارة الأميركية تعمل على التصدي لهذه الدعاية الكاذبة.

وفيما لا يزال عداد وفيات وإصابات فيروس كورونا يرتفع في إيران، تحولت الولايات المتحدة إلى البؤرة الأولى للفيروس في العالم بعدما تخطت الصين وإيطاليا. وتوضح آخر الإحصائيات الصادرة السبت أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في مختلف الولايات الأميركية بلغ 119,748، فيما بلغ في إيران 32,332 إصابة.

وقالت صحيفة "ذي ويك" الأميركية إن الانتشار المتسارع لفيروس كورونا في الولايات المتحدة ينبىء بأن تفشي الوباء في أميركا سيكون أسوأ بكثير مما حدث في إيران رغم العقوبات الأميركية المفروضة عليها. وأشارت إلى أن وتيرة انتشار الفيروس بالولايات المتحدة أسرع منها في أي بلد آخر.

وانتقدت الصحيفة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، وقالت إن الطريقة التي تعاملت بها واشنطن مع طهران على مدى السنوات الثلاث الماضية تعد جريمة حرب بغيضة. وأضافت أن العقوبات الاقتصادية المدمرة التي أعادت الإدارة الأميركية فرضها على إيران، أعاقت قدرة الإيرانيين على مواجهة الوباء.

ووصفت الصحيفة رفض إدارة ترامب الاستجابة للمناشدات اليائسة من قبل الحكومة الإيرانية تخفيف العقوبات التي تمنعها من الحصول على الإمدادات الطبية الحيوية، بالوحشية وبأنها ضرب من الإبادة الجماعية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024