المقاومة تدكّ عسقلان وأسدود..قدرات صاروخية تغطي الشروط السياسية

المدن - عرب وعالم

الثلاثاء 2021/05/11
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء، مقتل مستوطنين في مدينة عسقلان، الواقعة ضمن "غلاف غزة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء رشقة الصواريخ الأخيرة للمقاومة الفلسطينية في القطاع، وكشفت عن عدد من الجرحى، بينهم حالات خطرة، وإصابات مباشرة لمنازل في المدينة.

وطلب جيش الاحتلال من سكان عسقلان البقاء في الملاجئ "حتى إشعار آخر"، وذلك بعد رشقة صاروخية مركزة من قبل فصائل المقاومة على المدينة.

وأعلنت "كتائب القسام" الذراع العسكرية ل"حماس"، و"سرايا القدس" الذراع العسكرية ل"الجهاد الإسلامي" في بيانين منفصلين الثلاثاء، قصف عسقلان، الواقعة ضمن ما يسمى غلاف غزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، برشقات صاروخية.

وكشفت كتائب القسّام عن أنها أطلقت الثلاثاء 137 صاروخا تجاه مدينتي عسقلان وأسدود الإسرائيليتين المحاذيتين لقطاع غزة. وقال المتحدث العسكري باسم الكتائب أبو عبيدة في بيان، إن "هذه الضربة تم توجيهها خلال 5 دقائق". وأضاف "ما زال في جعبتنا الكثير"، من دون الإفصاح عن تفاصيل.

وأفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن الصواريخ التي أطلقتها "فصائل المقاومة" استهدفت أسدود خلال وجود وزير الدفاع بيني غانتس فيها والذي هرب إلى مكان محصن.

وقالت كتائب القسام إنّ الاحتلال الإسرائيلي هاجم هدفاً كان يوجد فيه عدد من عناصرها، في إطار الجهوزية والاستعداد لصد العدوان، ما أسفر عن شهداء ومفقودين. فيما أعلنت سرايا القدس استشهاد 3 من عناصرها ظهر الثلاثاء، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية وسط مدينة غزة. 

يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل التصعيد. وصادق وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس على استدعاء خمسة آلاف جندي احتياط "من أجل مساندة القوات العاملة في المنطقة الجنوبية والجبهة الداخلية". وقرر غانتس المصادقة على خطط جيش الاحتلال بمواصلة استهداف مواقع داخل قطاع غزة، وأوعز بالعمل "من أجل توفير الحماية للجبهة الداخلية والعون الضروري للسكان".

واتخذت هذه القرارات في ختام جلسة أمنية عقدها مع رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وكبار المسؤولين في الدوائر الأمنية، كما أوعز بمواصلة حالة الجهوزية على كافة الجبهات. ودعا رئيس الأركان إلى "مواصلة استهداف نشطاء حماس والجهاد مثلما يجري منذ بداية العملية".

كما رفضت إسرائيل توجهات مصرية لوقف إطلاق النار في غزة. ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن الرد الإسرائيلي على التوجهات المصرية كان: "لا تتحدثوا معنا الآن، نحن نجبي ثمناً ونعزز الردع".

وأضافت المصادر أن "الإدراك لدى القيادة السياسية الإسرائيلية هو أن المصريين، وكذلك المجتمع الدولي، سيسمحون بحرية عمل إسرائيلية حتى بداية عيد الفطر، أي حتى ليلة الأربعاء/الخميس". وقال مصدر إسرائيلي إن "إسرائيل متعلقة بالنتيجة التي سيحققها الجيش الإسرائيلي. ونحن نريد أن يشدد الجيش من قوة الهجمات".

ونقل الموقع عن وزير عضو في "الكابينيت" قوله إن "ضربة البداية التي وجهها الجيش الإسرائيلي كان ينبغي أن تكون قوتها أشدّ بعشر مرات عما رأينا. ونحن سندفع الثمن في أي حالة، فلماذا لم يردوا بشكل يوضح أن هذا تدفيع ثمن على إطلاق الصواريخ باتجاه القدس؟ ولأسفي، فإن المنطق الآن أيضاً هو الاحتواء".

من جهته، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر مصرية أن قيادة المكتب السياسي لحماس، أبلغت المسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية برفض كتائب المقاومة الانخراط في أية مفاوضات قبل تنفيذ سلطات الاحتلال المطالب التي أعلنتها المقاومة، في ما خصّ القدس.

وكشفت المصادر عن رسالة حملتها حماس إلى الجانب المصري لنقلها إلى حكومة الاحتلال، بأن تحت أيدي المقاومة بنك أهداف، هي قادرة على الوصول إليها بنسبة نجاح كبيرة، علاوة على دخول صواريخ جديدة، ساحة المعركة لأول مرة، قادرة على استهداف ما تم تحديده من مواقع، حال عدم الاستجابة لمطالب المقاومة خلال الساعات القادمة.

من جهة ثانية، انتقد جنرالات في الاحتياط ومعلقون في تل أبيب "مظاهر الضعف" الإسرائيلي كما تعكسها المواجهة المتواصلة مع حركة "حماس". وقال الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد إن المواجهة الحالية أثبتت أن "حركة حماس تحولت إلى طرف هائل التأثير بات بإمكانه أن يملي علينا شروطه".

وأوضح جلعاد أن إسرائيل فقدت القدرة على التفكير الاستراتيجي، مما جعلها تنقاد خلف مخططات "حماس"، وهذا ما سمح للأخيرة بمحاولة فرض معادلات حسب شروطها، و"مكّن الحركة من تعزيز مكانتها السياسية والاستراتيجية في مواجهة السلطة الفلسطينية".

بدوره، حذّر الكاتب الإسرائيلي نداف شرغاي في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، من أن "الخضوع الإسرائيلي" في القدس، كما عكس ذلك الاستجابة لمطالب الفلسطينيين المتعلقة بالمدينة، يفسر على أنه مظاهر ضعف وخضوع، سيدفع نحو مزيد من التصعيد والتدهور"، مدعياً أنّ استجابة الاحتلال الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية في المسجد الأقصى والقدس الشرقية "أغرت الفلسطينيين بتجاوز الخطوط الحمراء".

كذلك اعتبر الكاتب بن كاسبيت في مقال نشرته "معاريف"، أن استهداف القدس بصواريخ غزة هو "صورة الانتصار لحماس"، مشدداً على أن هذا التطور جاء نتاج سياسات بنيامين نتنياهو "الذي تجنّب استئصال حركة حماس". فيما دعا المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان إلى عدم السماح لحركة "حماس" بتحقيق هدفها الاستراتيجي بأن يتم إضفاء شرعية على قيادتها "الأمة الفلسطينية".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024