إيران بدأت مرحلة التصعيد.. نووياً

المدن - عرب وعالم

الأربعاء 2019/05/15
نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن مسؤول مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأربعاء، أن إيران تحللت رسمياً من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وقال المسؤول إن ذلك الإجراء جاء استجابة لأمر من مجلس الأمن القومي الإيراني.

وكانت إيران أبلغت الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا الأسبوع الماضي بقرارها التوقف عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة بصورة أحادية منه ومعاودتها فرض عقوبات على طهران.

ويسمح الاتفاق لطهران بإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بحد أقصى يبلغ 300 كيلوغرام، وإنتاج مياه ثقيلة بمخزون يصل إلى نحو 130 طناً كحد أقصى. وبمقدور إيران شحن الكميات الفائضة إلى خارج البلاد للتخزين أو البيع.

وقال المسؤول إن إيران ليس لديها حد من الآن فصاعداً لإنتاج اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة. ولم تنتهك التحركات الإيرانية الأولية الاتفاق النووي بعد. لكن طهران تحذر من أنه إذا لم توفر القوى العالمية الحماية لاقتصادها من العقوبات الأميركية في غضون 60 يوما، فستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى.

وأضاف أن طهران بدأت عملياً زيادة مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب والاحتفاظ بذخائرها من الماء الثقيل. وأضاف أن برامج ستعلن قریباً لتفقد ممثلي وسائل الإعلام لمنشآت "نطنز" و"آراك" خلال الأیام المقبلة حتى یطلع الرأي العام على الإجراءات التي تم تنفیذها.

من جهة ثانية، قال موقع "بلومبيرغ" الأميركي أنه "من المرجّح أن تكون التهديدات العسكرية الأميركية الأخيرة ضد إيران مجرد عرض مسرحي، لكن إسرائيل تستعد للأسوأ".

وأشار إلى أن الأسطول الأميركي يتجه الآن نحو المياه الإيرانية، حيث نشر أسلحته على أراضي حلفاء الولايات المتحدة القريبة من إيران. وقال إن إسرائيل تولي اهتماماً كبيراً بتطورات التوتر بين البلدين، لأنه في حال اندلاع حرب بين واشنطن وطهران، فستكون هي جزءاً من ساحة المعركة هذه، مع أنها تأمل تجنب هذا النزاع.

وأضاف أنه رغم مرور نحو 30 عاماً على اندلاع حرب الخليج الأولى، فإن الذكريات الأليمة لا تزال مترسّخة في الأذهان، حيث أطلق الجيش العراقي أكثر من 40 صاروخا من طراز سكود على إسرائيل.

واعتبر أن إمكانية اندلاع الحرب لا تعد الآن أمراً حتمياً، لأنه لا يمكن التنبؤ بتصرفات الرئيس دونالد ترامب. فضلاً عن أن التعزيز العسكري الذي يعمل عليه ومطالبه القاسية، من قبيل اقتراح معاهدة نووية جديدة وقويّة ووقف الدعم الإيراني للإرهاب وتحويل النظام الثوري الإيراني إلى "الحكومة الطبيعية"، قد تكون مجرد إستراتيجية حربية دبلوماسية.

من جهتها، نقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن الخيارات العسكرية المنقحة التي طرحت في اجتماع كبار مستشاري ترامب في اجتماع سري عقد في البنتاغون الخميس الماضي تم تقسيمها إلى فئتين، الانتقام والهجوم، وهي تبدأ من الغارات الجوية وصولاً إلى التوغلات البرية.

وأوضح المسؤولون أنه إذا تم نشر ال120 ألف جندي الذين تحدثت عنهم أمس صحيفة "نيويورك تايمز" فإن دورها سيتركز على تقديم الدعم اللوجستي وتطوير البنية التحتية تمهيداً لمرحلة لاحقة للغزو البري، كما أن هذه القوات ستدمج مع القوات الأميركية الموجودة أصلاً في المنطقة.

وعلى الرغم من ثقل الخيارات المطروحة فإن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الأمر سيعتمد على السيناريو الإيراني وما يمكن أن تقوم به طهران ليتم التعامل معه تبعاً لذلك.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024