هجمات 11أيلول:ليس لدى ال"اف بي آي" أدلة ضد السعودية

المدن - عرب وعالم

الأحد 2021/09/12
في الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، كشفت أول وثيقة تحقيق تتعلق بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسمياً بالخاطفين الذين نفذوا الاعتداءات، لكنها لم تقدم الإثبات الذي كانت تنتظره عائلات ضحايا تقاضي الرياض.

وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 4 نيسان/أبريل 2016 وكانت سرية حتى رفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مساء السبت السرية عنها، تصف الاتصالات التي أجراها الخاطفون مع شركاء سعوديين في الولايات المتحدة، لكنها لا تقدم دليلاً على تواطؤ الحكومة السعودية في المخطط.

وأظهرت الوثيقة وجود ارتباطات بين عمر البيومي، الذي كان حينها طالباً لكن يشتبه بأنه كان عميلاً للاستخبارات السعودية، وعنصرين في تنظيم "القاعدة" شاركا في مخطط خطف وصدم الطائرات الأميركية الأربع بأهداف في نيويورك وواشنطن قبل عشرين عاماً.

وكشفت تفاصيل اتصالات ولقاءات جرت بين البيومي والخاطفيْن نواف الحازمي وخالد المحضار بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000 قبل الاعتداءات. وقالت الوثيقة إن مصدراً سرياً أفاد ال"إف. بي. آي" بأن البيومي، بعيداً عن هويته الرسمية كطالب، كانت له مكانة عالية جداً في القنصلية السعودية. وأضافت الوثيقة أن "المساعدة التي قدمها البيومي للحازمي والمحضار شملت الترجمة والسفر والإقامة والتمويل".

كما أكدت الوثيقة على صلات سبق أن تحدثت عنها تقارير بين الخاطفين وفهد الثميري، الذي كان إماماً محافظاً في مسجد الملك فهد في لوس أنجلس ومسؤولاً في القنصلية السعودية في المدينة ذاتها.

وكشفت عن حدوث لقاءات واتصالات هاتفية وغيرها من أشكال التواصل بين البيومي والثميري من جهة، وأنور العولقي من جهة أخرى، وهو داعية ولد في الولايات المتحدة وتحول إلى شخصية بارزة في تنظيم القاعدة، قبل أن يُقتل بغارة نفذتها طائرة مسيّرة في اليمن عام 2011.

يشار إلى أن أجزاء عديدة من الوثيقة كانت محذوفة رغم نشرها، ولم تكشف عن أي رابط مباشر وواضح بين السعودية والخاطفين. ونُشرت الوثيقة بعد أن تعرض بايدن إلى ضغوط من قبل أفراد عائلات ضحايا الاعتداءات، الذين رفعوا دعوى قضائية ضد السعودية متهمين إياها بالتواطؤ.

ورفضت ثلاث إدارات أميركية متعاقبة نزع السرية عن الوثائق المرتبطة بالقضية ونشرها، خوفاً من إمكانية إضرار الخطوة بالعلاقات الأميركية السعودية.

ولفت جيم كرايندلر، وهو من بين الشخصيات التي تقود الدعوى، إلى أن الوثيقة تصادق على النقطة الأبرز الواردة في الدعوى وهي أن السعودية ساعدت الخاطفين. وقال في بيان، إنه "مع نشر أولى الوثائق، يسدل الستار على 20 عاماً من اعتماد السعودية على الحكومة الأميركية للتستر على دورها في 11 أيلول/سبتمبر".

ولا تزال العائلات تأمل بورود أدلة أقوى مع نشر مزيد من المواد السرية خلال الأشهر الستة المقبلة، بناء على أمر أصدره بايدن.

وتنفي السعودية أي تورط لها بالهجمات. وأعلنت السفارة السعودية في واشنطن الأربعاء، تأييدها رفع السرية الكاملة عن جميع السجلات كوسيلة "لإنهاء الادعاءات التي لا أساس لها ضد المملكة نهائياً". وقالت السفارة إن أي ادعاء بتواطؤ السعودية "كاذب بشكل قاطع".

وأحيا الأميركيون السبت، الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، بتذكر الضحايا، وتقييم آثار الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الأراضي الأميركية.

وبدأت المراسم عند موقع برجي مركز التجارة العالمي "غراوند زيرو"، بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا، وانضم بايدن والرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون وأعضاء في الكونغرس وشخصيات بارزة أخرى، إلى حشد من ذوي الضحايا، لإحياء ذكرى الهجمات عند النصب التذكاري للهجمات في نيويورك.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024