بايدن يتصل أخيراً بنتنياهو..الاهانة لم تكن متعمدة

المدن - عرب وعالم

الخميس 2021/02/18
تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول اتصال هاتفي طال انتظاره من الرئيس الأميركي جو بايدن، ما أثار جدلا حول العلاقات بين الرجلين.

وتحدث بايدن مع أكثر من 10 من زعماء العالم الآخرين منذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير. وقال البيت الأبيض إن نتنياهو سيكون أول زعيم في الشرق الأوسط يتصل به بايدن.

وقال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه ينوي تعزيز التعاون الدفاعي مع إسرائيل، وأكد على تاريخه الشخصي من الالتزام الثابت بدعم أمن إسرائيل. وأضاف في بيان، أن بايدن "أكد أيضاً دعم الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات في الآونة الأخيرة بين إسرائيل ودول في العالم العربي والإسلامي".

من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إن بايدن ونتنياهو تحدثا لنحو ساعة عن قضايا من بينها إيران وعلاقات إسرائيل الناشئة مع الدول العربية والإسلامية في المنطقة.

وجاء في البيان أن "الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو بحثا استمرار اتفاقات السلام والتهديد والتحديات الإيرانية في المنطقة واتفقا على مواصلة المحادثات بينهما". وأضاف أن "الزعيمين أشارا إلى علاقاتهما الشخصية الطويلة وقالا إنهما سيعملان معاً لزيادة تعزيز العلاقات القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة".

ونفى البيت الأبيض أن يكون التأخير في مكالمة بايدن يهدف إلى إبداء التجاهل لنتنياهو، وقالت المتحدثة جين ساكي الأسبوع الماضي إن ذلك "لم يكن إهانة متعمدة". لكن صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن وسائل الإعلام والطبقة السياسية في إسرائيل عاشت حالة من التوتر بسبب تأخر الاتصال بين نتنياهو وبايدن. 

وأشارت الصحيفة في افتتاحية بعنوان: "بايدن يزدري نتنياهو..ولسبب وجيه"، إلى أنه خلال الأسابيع الأربعة الأولى من تولي الإدارة الأميركية الجديدة السلطة، أجرى بايدن مكالمات هاتفية مع قادة كل حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين تقريباً، كما تحدث هاتفيا مع الرئيسين الروسي والصيني، لكنه لم يتصل بنتنياهو حتى الأربعاء.

ورغم أن البيت الأبيض قال إن التأخير "لم يكن إهانة متعمدة"، فإن ذلك لم ينطلِ على الإسرائيليين، إذ يرى الدبلوماسي الإسرائيلي داني دايان -المعارض لنتنياهو والقنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك- أن التأخير يمثل إشارة واضحة على استياء بايدن.

وأرجعت "واشنطن بوست" تأخر الاتصال بين الرئيس الديمقراطي الجديد ورئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أسباب عديدة، بينها تاريخ نتنياهو الطويل في التحالف مع الحزب الجمهوري والسعي لمساعدة مرشحيه للرئاسة.

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سافر إلى واشنطن مع بدء حملة إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب لولاية ثانية، لتأييد خطته للسلام في الشرق الأوسط التي لم يكتب لها النجاح، ووصفه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق".

كما صرح في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي الاثنين، بأن هناك خلافات بينه والرئيس الأميركي الجديد حول ملفي إيران والقضية الفلسطينية وقال إنه أكثر ميلاً للوقوف في وجه رئيس الولايات المتحدة الجديد من منافسيه في الانتخابات الإسرائيلية.

ورأت واشنطن بوست أن إقدام بايدن على وضع مسافة من الزعيم الإسرائيلي تعد خطوة حكيمة، لأنها توصل رسالة واضحة للإسرائيليين الذين أجبروا على الانتخابات للمرة الرابعة خلال عامين، تمكنهم من فهم العلاقة السيئة بين نتنياهو والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الذي يسيطر الآن على مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأن على بايدن ألا يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بإجهاض أمله في إحياء وتوسيع الاتفاق النووي مع إيران. وقالت: "تصر إسرائيل على أن الولايات المتحدة يجب أن تُبقي على عقوبات معوقة وتهديد عسكري حقيقي ضد(إيران).. لكن سعي إدارة ترامب المستمر منذ ثلاث سنوات لهذه الاستراتيجية نجح فقط في وضع طهران على شفا إنتاج أسلحة نووية". وأضافت أن إيران قد تجعل التوصل لاتفاق أمراً مستحيلاً، ولكن على الرئيس الأميركي أن لا يسمح لنتنياهو بالوقوف في طريقه.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024